واشنطن: المجلس الانتقالي يريد أن يكون رأس الحربة الأمريكية في اليمن
يمن فيوتشر - مونت كارلو الدولية: الخميس, 18 ديسمبر, 2025 - 09:34 مساءً
واشنطن: المجلس الانتقالي يريد أن يكون رأس الحربة الأمريكية في اليمن

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا في اليمن، أنه بات يسيطر عسكريا على جميع المحافظات الجنوبية الثماني، مؤكدا استعداده لأن يكون الشريك الأمامي للولايات المتحدة في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وتنظيم القاعدة، وما وصفه بفصائل مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. وسط تحذيرات من أمين عام الأمم المتحدة من خطورة التصعيد، ومطالبات من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا للمجلس بالانسحاب.

وأكد مبعوث المجلس الانتقالي الجنوبي لدى الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، أحمد عاطف، في لقاء حصري مع فوكس نيوز ان المجلس يطمح إلى تعزيز التعاون مع واشنطن على المستويات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية. ومشيدا بمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا سيما قراره تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، أضاف بان "كل أشكال الدعم مرحب بها".
ويعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي القوة الأبرز في جنوب اليمن، ويحظى بدعم سياسي وعسكري من دولة الإمارات، وقد تأسس في أبريل/نيسان 2017، بهدف إعادة قيام دولة جنوب اليمن التي كانت قائمة بين عامي 1967 و1990 قبل الوحدة.

 

تحذير أممي ومعارضة حكومية
من جانبه، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة من "تصعيد خطير" في اليمن، عقب سيطرة المجلس الانتقالي على محافظتَي حضرموت والمهرة، واصفا تلك التحركات بأنها إجراءات أحادية تعمق الانقسامات وتسرع التفكك، مع تداعيات إقليمية محتملة تمتد إلى البحر الأحمر وخليج عدن والقرن الإفريقي.
ودعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا المجلس إلى الانسحاب من مناطق سيطر عليها مؤخرا في شرق البلاد، محذرة من أن "التحركات الأحادية" قد تقوّض المسار السياسي الهش في الجنوب.
 

الحوثي تهديد إقليمي ودولي
وقد وصف عاطف جماعة الحوثي بأنها "تهديد إقليمي ودولي"، متهما إياها باستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وبالتنسيق مع إيران وحزب الله، وبالتعاون مع جماعات متطرفة خارج اليمن. كما شدد على أن المجلس الانتقالي مستعد لدعم أي قوى شمالية تسعى إلى "تحرير صنعاء"، مستبعدا إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية مع الحوثيين.
وأشار إلى أن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي يسعى إلى إقامة دولة جنوبية مستقلة تتوافق مع توجهات الغرب، وقادرة على تأمين الاستقرار ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

 

قراءة أمريكية
وأكدت بريدجيت تومي، الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ان دعم الولايات المتحدة لانفصال الجنوب يتعارض مع السياسة الرسمية الداعمة لوحدة اليمن، لكن التعاون مع المجلس الانتقالي في ملفات مكافحة الإرهاب ومواجهة الحوثيين "لا يتناقض بالضرورة" مع دعم الحكومة المعترف بها دوليا، باعتبار المجلس جزء من القوة التي تحكم اليمن.
يأتي هذا الموقف في سياق تصعيد سياسي وعسكري تشهده الساحة اليمنية، في ظل استمرار الحرب منذ عام 2015، وتفاقم الانقسامات بين القوى المحلية.


التعليقات