تقرير: إسرائيل تشن ضربات في اليمن مع سعي رئيسة المفوضية الأوروبية لفرض عقوبات على تل أبيب بسبب حرب غزة
يمن فيوتشر - أسوشييتد برس الاربعاء, 10 سبتمبر, 2025 - 09:27 مساءً
تقرير: إسرائيل تشن ضربات في اليمن مع سعي رئيسة المفوضية الأوروبية لفرض عقوبات على تل أبيب بسبب حرب غزة

شنّت إسرائيل جولة جديدة من الغارات الجوية العنيفة في اليمن يوم الأربعاء، بعد أيام من هجوم نفذته جماعة الحوثيين بطائرة مسيّرة أصابت مطاراً إسرائيلياً.

وقالت مصادر رسمية في اليمن إن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية ومحطة وقود في العاصمة صنعاء أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص.

في الأثناء، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها ستسعى إلى فرض عقوبات وتعليق جزئي للتجارة مع إسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزة، في خطوة تعمّق عزلة إسرائيل الدولية غير المسبوقة، وذلك بينما تواجه تداعيات ضربتها التي استهدفت قادة من حركة حماس في قطر الحليفة لواشنطن يوم الثلاثاء.

وقالت وزارة الصحة التابعة للحوثيين إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 118 آخرون جراء الضربات الإسرائيلية. فيما ذكرت قناة المسيرة، الناطقة باسم الجماعة، أن إحدى الغارات أصابت مبنى مقر عسكري وسط صنعاء، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، دون أن تحدد أرقاماً. وأضافت القناة أن منازل مجاورة تضررت أيضاً.

وسبق أن شنت إسرائيل موجات من الغارات الجوية رداً على إطلاق الحوثيين صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاهها. ويؤكد الحوثيون المدعومون من إيران أنهم يدعمون حركة حماس والفلسطينيين في قطاع غزة، وكانوا قد أطلقوا الأحد الماضي طائرة مسيّرة اخترقت منظومات الدفاع الإسرائيلية المتعددة الطبقات وضربت مطاراً في جنوب إسرائيل.


لا مناطق آمنة”
جدّدت إسرائيل دعواتها إلى نحو مليون شخص لإخلاء مدينة غزة، حيث تواصل قصف الأبراج السكنية وتكثّف هجوماً جديداً يهدف إلى السيطرة على أكبر مدن القطاع الفلسطيني، التي دمرتها الغارات السابقة وتواجه مجاعة خانقة.


الضربات الإسرائيلية في الشرق الأوسط منذ بداية الحرب
بعد الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت كبار قادة حماس في قطر يوم الأربعاء، نستعرض الدول التي هاجمتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.


أوامر جديدة للفلسطينيين بالتوجه جنوباً وسط انقسامات أوروبية وضربات إسرائيلية في اليمن
أُمر الفلسطينيون بالتوجه جنوباً إلى منطقة تُسمّى “آمنة”، حيث يعيش بالفعل مئات الآلاف في مخيمات خيام مكتظة وبائسة، وتتعرض بانتظام لغارات إسرائيلية تقول تل أبيب إنها تستهدف مواقع لمسلحين. كثيرون رفضوا مغادرة مدينة غزة، قائلين إنهم لم يعودوا يملكون القوة أو المال للانتقال.

وقال فوزي مفتاح، بينما كان الناس يسيرون بجانب قافلة من المركبات المحمّلة بالفرش والسجاد والأمتعة: “لا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة… الخطر في كل مكان”.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن جثث 41 شخصاً آخرين، بينهم 12 كانوا يبحثون عن مساعدات إنسانية، وصلت إلى المستشفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرة إلى إصابة 184 آخرين.

ويظل الاتحاد الأوروبي، المؤلف من 27 دولة، منقسماً بشدة في مقاربته للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، ولا يُعرف ما إذا كان سيتمكن من توفير أغلبية تؤيد العقوبات والتدابير التجارية التي دعت إليها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.


ضربات على اليمن
جاءت الضربات الإسرائيلية في اليمن بعد هجمات سابقة أسفرت عن مقتل رئيس وزراء الحوثيين وعدد من كبار المسؤولين، في تصعيد كبير للصراع المستمر منذ نحو عامين بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران.

وقال عصام المتوكل، المتحدث باسم شركة النفط اليمنية التابعة للحوثيين لقناة المسيرة، إن غارات الأربعاء استهدفت محطة تزود المستشفيات بالوقود في صنعاء. وذكر سكان أنهم سمعوا انفجارات عنيفة في عدة مناطق من المدينة، وتصاعدت أعمدة الدخان والنيران في السماء.

وأضاف المكتب الإعلامي للحوثيين أن إسرائيل قصفت أيضاً منشأة حكومية في مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف الشمالية. وقال المتحدث العسكري للحوثيين، العميد يحيى سريع، إن الجماعة أطلقت صواريخ أرض-جو باتجاه المقاتلات الإسرائيلية.

من جانبه، توعد مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، يوم الأربعاء بمواصلة الهجمات، محذراً الإسرائيليين بأن “يبقوا في حالة استنفار، لأن الرد قادم لا محالة”.


مجاعة من صنع الإنسان”
قالت وزارة الصحة في غزة إن 126 فلسطينياً، بينهم 26 طفلاً، لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية منذ إعلان خبراء دوليين المجاعة في مدينة غزة في 22 أغسطس/ آب. وبشكل إجمالي، توفي 404 أشخاص، بينهم 141 طفلاً، لأسباب مرتبطة بسوء التغذية منذ بدء الحرب.

وقالت فون دير لاين الأربعاء أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: “المجاعة من صنع الإنسان لا يمكن أن تكون سلاحاً في الحرب. من أجل الأطفال، ومن أجل الإنسانية. يجب أن يتوقف هذا”، وسط تصفيق من النواب.

وتنفي إسرائيل وجود مجاعة في غزة وتقول إنها تسمح بدخول مساعدات إنسانية كافية. وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على وسائل التواصل أن فون دير لاين خضعت “لضغوط تقوّض علاقات إسرائيل-أوروبا”.

وأضافت فون دير لاين أنها تخطط لتجميد الدعم الذي يقدمه الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي لإسرائيل، وهو قرار لا يتطلب موافقة الدول الأعضاء. ولم يتضح على الفور حجم هذا الدعم المالي أو أوجه إنفاقه.


غضب من الضربة على قطر
أثارت الضربة التي استهدفت أراضي دولة حليفة لواشنطن إدانات واسعة من دول الشرق الأوسط وخارجه، وشكّلت تصعيداً دراماتيكياً في المنطقة، مهددة بإفشال محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس في غزة.
وتقول حماس إن قيادتها العليا، التي كانت تدرس مقترحاً أميركياً جديداً لوقف إطلاق النار، نجت من الضربة التي قتلت عضوين أقل رتبة وثلاثة من مرافقيهم. وفي السابق، كانت الحركة تؤجل أحياناً الإعلان عن اغتيال قادتها لأشهر.

وبدأت الحرب في غزة عندما شنّ مسلحون تقودهم حماس هجوماً على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قتلوا خلاله نحو 1,200 شخص معظمهم من المدنيين وخطفوا 251 آخرين. ولا يزال 48 رهينة محتجزين في غزة، يعتقد أن نحو 20 منهم على قيد الحياة.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي المضاد أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 64,600 فلسطيني. ولم تحدد الوزارة عدد المقاتلين من بين القتلى، لكنها قالت إن النساء والأطفال يشكلون نحو نصف الضحايا.

ودُمرت أجزاء واسعة من المدن الكبرى في غزة بالكامل، فيما نزح نحو 90% من سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة، غالباً أكثر من مرة.


- صور :

تقرير: إسرائيل تشن ضربات في اليمن مع سعي رئيسة المفوضية الأوروبية لفرض عقوبات على تل أبيب بسبب حرب غزة

التعليقات