أصدرت جماعة الحوثي في اليمن، يوم الإثنين، مقطعًا مصورًا يُظهر رهائن من طاقم سفينة الشحن إيتيرنيتي سي، التي أغرقتها الجماعة في وقت سابق من الشهر الجاري في البحر الأحمر.
يحمل الفيديو طابعًا دعائيًا واضحًا، حيث يظهر أفراد الطاقم وهم يتلقون رعاية طبية في أحد المستشفيات، كما تُعرض مقابلات مصوّرة معهم أمام الكاميرا.
وخلال هذه المقابلات، يزعم الرهائن أن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، ويدعون السفن الأخرى إلى الامتناع عن الإبحار نحو إسرائيل، معربين عن أسفهم للشعب الفلسطيني.
ويظهر أفراد طاقم إيتيرنيتي سي في التسجيل الذي بثه الحوثيون ضمن حملة دعائية، وهم يعبّرون عن ندمهم إزاء الوجهة المزعومة للسفينة، ويوجّهون رسائل تدعو إلى وقف التجارة البحرية مع إسرائيل.
وكانت السفينة، التي ترفع علم ليبيريا وتملكها شركة يونانية، قد تعرّضت لهجوم من قبل جماعة الحوثي في 8 يوليو/تموز، أثناء إبحارها من ميناء بورسعيد في مصر إلى جدة بالمملكة العربية السعودية.
وكانت السفينة تقل 22 فردًا من الطاقم وثلاثة عناصر أمنية عند استهدافها بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف “آر بي جي” أطلقها الحوثيون. وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة أشخاص، ما يجعله أكثر الهجمات دموية التي تشنها الجماعة على سفينة منذ أكثر من عام.
وقد أنقذت قوة المهام البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي ما لا يقل عن أربعة من أفراد الطاقم، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين. وأُكد احتجاز عشرة منهم كرهائن لدى الحوثيين.
ويأتي هذا الهجوم في سياق الحصار البحري الذي أعلنت عنه الجماعة ضد إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي نفذته حركة حماس، والحرب التي أعقبته بين إسرائيل والجماعة الفلسطينية المسلحة.
ومنذ ذلك الحين، استهدفت جماعة الحوثي سفنًا تزعم أنها متجهة إلى إسرائيل أو مرتبطة بها، بغض النظر عن هوية مالكيها.
وفي أعقاب الهجوم، وصف المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، عملية احتجاز الرهائن بأنها “عملية إنقاذ”، في حين اتهمت الولايات المتحدة الجماعة باختطاف أفراد الطاقم.
وفي اللقطات التي نُشرت مؤخرًا، يروي عدد من الرهائن تفاصيل الأحداث التي سبقت غرق السفينة. يقول أحد أفراد الطاقم إنه سمع أن السفينة قد تتوقف في ميناء إيلات، بينما يذكر آخر أن القبطان أكد وجود محطة مقررة هناك بعد التوقف في جدة.
وعند سؤالهم عن رسالتهم إلى الشركات التي تواصل التجارة مع إسرائيل، قال أحد الرهائن:
“نرجوكم أن توقفوا أي تجارة أو معاملات مع إسرائيل، لأن البحر الأحمر آمن، لكن إن كانت لكم أي تجارة أو تعاملات مع إسرائيل فستقعون في مشكلة.”
وأضاف آخر:
“بالنسبة للسفن الأخرى، نرجوكم ألا تتجهوا إلى إسرائيل، لأنها منطقة شديدة الخطورة، خاصة وأنها سبب في جميع معاناة الشعب الفلسطيني.”
ويتضمّن الفيديو اعتذارات من الرهائن موجهة إلى الشعب الفلسطيني. يقول أحدهم:
“أود أن أعتذر لأن سفينتنا كانت متجهة إلى إسرائيل”، بينما يضيف آخر:
“للشعب الفلسطيني الذي عانى، وللأطفال الذين أُصيبوا، نحن نأسف بشدة لما حصل لهم.”
وخلال المقابلات، يعبّر أفراد الطاقم عن شكرهم لما سموه “البحرية اليمنية” على إنقاذهم، ويؤكدون أن جماعة الحوثي توفّر لهم جميع احتياجاتهم.
وفي نهاية الفيديو، يظهر اثنان منهم وهما يتحدثان عبر الهاتف مع والدتيهما.
ويُختتم التسجيل بمشهد جماعي يظهر فيه جميع الرهائن يواجهون الكاميرا ويقولون بصوت واحد:
“نحن آسفون، يا فلسطينيين.”.