السفير البريطاني السابق لدى اليمن: الحوثيون أصبحوا ذراعًا إقليمية لإيران.. وإسرائيل قد تتجه لتوسيع المواجهة
يمن فيوتشر - BICOM- ترجمة خاصةً السبت, 07 يونيو, 2025 - 01:28 صباحاً
السفير البريطاني السابق لدى اليمن: الحوثيون أصبحوا ذراعًا إقليمية لإيران.. وإسرائيل قد تتجه لتوسيع المواجهة

قال السفير البريطاني السابق لدى اليمن، إدموند فيتون-براون، إن جماعة الحوثيين تحولت من حركة إحيائية زيدية محلية إلى “فاعل إقليمي” في مشروع إيران التوسعي، مشيرًا إلى أن الهجمات الأخيرة التي طالت الملاحة الدولية وإسرائيل تعكس تصاعدًا خطيرًا في قدراتهم وتداخلهم مع الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.

وفي حوار مطوّل بُثّ عبر بودكاست مركز أبحاث BICOM في لندن بتاريخ 4 يونيو/حزيران 2025، ترجم يمن فيوتشر أهم ما ورد فيه، اعتبر فيتون-براون أن الحوثيين باتوا اليوم أحد أبرز أذرع “محور المقاومة” بقيادة إيران، إلى جانب حزب الله والفصائل المسلحة في العراق وسوريا، لكنه أشار إلى أن الجماعة تحتفظ بهامش من المبادرة الذاتية في تنفيذ عملياتها، لا سيما في البحر الأحمر.


خلفيات الصعود الحوثي
استعرض السفير البريطاني المخضرم، الذي شغل منصبه في صنعاء بين 2015 و2017، جذور الحركة الحوثية، مشيرًا إلى أنها انطلقت في التسعينيات كحركة زيدية رافضة لتحالف الرئيس الراحل علي عبدالله صالح مع الغرب، ثم خاضت ست حروب ضد حكومته قبل أن تنقلب عليه لاحقًا وتتحالف معه مؤقتًا لإسقاط العاصمة صنعاء عام 2014.

وقال إن مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، الذي انطلق بعد ثورة 2011، كان واعدًا وشاملًا بمشاركة الحوثيين وشرائح واسعة من المجتمع، لكن صالح سهّل للحوثيين الانقلاب على المسار الانتقالي، وهو ما أدى إلى تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية.


إيران والهيمنة عبر الوكلاء

رأى فيتون-براون أن التأثير الإيراني على الحوثيين بات “متجذرًا”، مشيرًا إلى أن العديد من قادة الجماعة تلقوا تعليمهم في إيران، وتدربوا على أيدي عناصر من حزب الله، وتم تزويدهم بتقنيات عسكرية متقدمة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة.

“في البداية، احتفظ الحوثيون بشيء من الاستقلال، لكن مع مرور الوقت وازدياد اعتمادهم على الدعم الإيراني، أصبحوا أقرب إلى الذراع الإيرانية في اليمن”، قال السفير، موضحًا أن الحرس الثوري الإيراني هو اليوم الطرف الخارجي الأكثر تأثيرًا في صنع القرار داخل الجماعة.


البحر الأحمر: ساحة اختبار للنفوذ
وفي ما يتعلق بالتصعيد الأخير، أشار فيتون-براون إلى أن الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر لم تكن موجهة بدقة ضد إسرائيل، وإنما شكّلت تهديدًا أوسع للملاحة الدولية. وأوضح أن استهداف السفن لم يكن مرتبطًا مباشرة بحرب غزة، إذ سبق للحوثيين استخدام هذا التكتيك لابتزاز المجتمع الدولي.

ومع دخول الولايات المتحدة في حملة عسكرية مكثفة ضد الحوثيين مطلع عام 2025 — بإشراف إدارة ترامب — تم تدمير عدد من المنشآت العسكرية التابعة للجماعة، وإحباط محاولاتها للهجوم على مدينة مأرب الاستراتيجية. وشدد فيتون-براون على أن الحملة الأميركية منعت الحوثيين من تحقيق مكاسب حاسمة في الحرب الأهلية اليمنية.


وقف مؤقت.. وصعود التهديد لإسرائيل
أعرب السفير عن اعتقاده بأن الهدنة التي تمت بوساطة عمانية في مايو/أيار الماضي ليست مستقرة، خاصة في ظل استمرار تهديد الحوثيين للملاحة وشنّهم لهجمات مباشرة على إسرائيل. وقال إن إسرائيل تشعر أنها باتت مكشوفة بعد انسحاب الولايات المتحدة من المشهد العسكري، وستضطر إلى الرد كلما تعرضت لهجوم.

وأضاف: “من غير المرجّح أن تتراجع الجماعة عن هذه السياسة، لأنها باتت تعتبر استهداف إسرائيل جزءًا من مكانتها في محور المقاومة”.


نحو تصعيد إقليمي؟
وحذّر فيتون-براون من أن استمرار الهجمات الحوثية قد يدفع إسرائيل إلى تجاوز حدود اليمن، وربما توجيه ضربة مباشرة إلى إيران، خاصة إذا رأت أن طهران تمارس دورًا تحريضيًا مباشرًا. ولفت إلى أن هذا السيناريو يقلق دول الخليج، التي تخشى من تداعيات توسّع المواجهة، لا سيما بعد تهديدات سابقة من طهران بإدراج الخليج ضمن دائرة الاستهداف في حال شعرت أنه متواطئ.


ضرورة تحديد سياسة واشنطن تجاه طهران
اختتم السفير حديثه بالتأكيد على أن أي استراتيجية فعالة لردع الحوثيين لا يمكن أن تنجح بمعزل عن بلورة موقف أميركي حاسم تجاه إيران. وقال إن الولايات المتحدة دخلت مواجهة مع الحوثيين بينما لا تزال سياستها تجاه إيران غير محسومة.

وأضاف: “السؤال الجوهري هو: هل واشنطن تسعى لاتفاق جديد يقيّد البرنامج النووي الإيراني؟ أم أنها تستعد لمواجهة عسكرية؟ لا يمكن رسم سياسة تجاه الحوثيين دون وضوح في هذا الشأن”.

للاستماع للحلقة الكاملة عبر الرابط التالي:

 


التعليقات