تقرير: الطيران الخليجي يفرد أجنحته باتجاه سوريا
يمن فيوتشر - الشرق الخميس, 29 مايو, 2025 - 12:09 مساءً
تقرير: الطيران الخليجي يفرد أجنحته باتجاه سوريا

تواصل شركات الطيران الخليجية التحليق صوب سماء سوريا، مستأنفةً الربط الجوي مع دمشق بعد سنوات من العُزلة، مما يبرز بوادر انفتاح اقتصادي من شأنه الإسهام في إعادة قطاع السياحة في البلاد لسابق عهده، مع آمال بعودة الناقلات العالمية أيضاً بعد رفع العقوبات، رغم التحديات المتعلقة بالبنية التحتية.

أصبحت "طيران ناس" و"طيران أديل" السعوديتان و"فلاي دبي" الإماراتية أحدث المنضمين لذلك التوجه الخليجي. بحسب تلفزيون "الإخبارية" السعودي، تعتزم "طيران ناس" تشغيل رحلات مباشرة بين المملكة وسوريا. فيما قد تبدأ "طيران أديل" السعودية تسيير رحلات إلى سوريا في يوليو، وفق ما أوردته "رويترز"، بينما أعلنت "فلاي دبي" استئناف رحلاتها إلى دمشق اعتباراً من أول الشهر المقبل.

كما كشفت "طيران الجزيرة" الكويتية أنها تنتظر تصريح هيئة الطيران المدني الكويتي لاستئناف رحلاتها إلى سوريا، بحسب رئيس مجلس الإدارة مروان بودي لـ"الشرق".

استقبل مطار دمشق الدولي، البوابة الرئيسة للبلاد، أول رحلة خارجية في يناير الماضي عبر "الخطوط الجوية القطرية" كما يشهد مطار حلب الدولي نشاطاً هو الآخر، مع استئناف بعض الخطوط الإقليمية والعربية لرحلاتها، في مقدمتها الرحلات القادمة من الأردن، عبر "الملكية الأردنية"، التي كثفت مؤخراً رحلاتها إلى دمشق وحلب، مدفوعة بتحسن نسبي في الوضع الأمني وتزايد الطلب على السفر لأغراض الزيارة والأعمال.

وفي تحول يعكس النشاط المتزايد بقطاع السفر الجوي، بعد استئناف الرحلات الدولية من مطاري دمشق وحلب خلال الربع الأول من العام الجاري، قفزت سوريا 30 مركزاً دفعة واحدة لتحل بالمرتبة العاشرة بقائمة وجهات السفر الأبرز للمسافرين إلى الشرق الأوسط هذا العام التي تصدرها شركة "ويغو".

 

طلب قوي

يشهد السفر الجوي بين الإمارات وسوريا ارتفاعاً حاداً في الطلب وصفه عاملون في القطاع بـ"الطفرة غير المسبوقة"، وسط امتلاء الرحلات فور طرحها، وخطط لتوسعة الأسطول وزيادة عدد الرحلات.

وقال ربيع عطفة، مدير العمليات في شركة "إيميسا للسياحة والسفر" في دبي، في تصريحات لـ"الشرق"، إن: "نحن أمام موسم سفر سوري استثنائي يشبه إلى حد بعيد ذروة السفر التي أعقبت جائحة كورونا، حين اندفع العالم بأسره نحو تعويض فترات الإغلاق الطويلة". وأضاف أن "الإقبال على الرحلات المباشرة من الإمارات إلى سوريا يفوق الطاقة المتوفرة حالياً، حيث تُحجز الطائرة كاملة خلال يوم واحد فقط من فتح المقاعد".

وتُسير "الخطوط الجوية السورية" رحلات مباشرة من مطارات دبي والشارقة وأبوظبي إلى دمشق، بينما تنشط شركة "أجنحة الشام" بتشغيل رحلات عبر محطات ترانزيت تمر بالكويت نحو دمشق وحلب، إضافة إلى الخطوط القطرية والتركية والملكية الأردنية التي تواصل تشغيل رحلات منتظمة إلى سوريا.

من جانبه، قال محمد عبد الباقي، وكيل الخطوط الجوية السورية في الإمارات، لـ"الشرق": "نشهد قفزة في عدد الرحلات من الإمارات إلى سوريا.. لدينا حالياً 12 رحلة أسبوعية جميعها محجوزة حتى نهاية يونيو المقبل".

في استجابة لهذا الطلب الاستثنائي، تم تعزيز الأسطول الجوي السوري ليعمل حالياً بثلاث طائرات تُنفذ 23 رحلة أسبوعياً من الإمارات إلى سوريا. وأشار عبد الباقي إلى خطط لإدخال طائرتين من طراز "إيرباص A330" بسعة 300 راكب لكل منهما، مما قد يرفع عدد الرحلات إلى 30 أسبوعياً.

 

بنية تحتية تواجه ضغوطاً.. وخطط للتوسع

تبلغ السعة الحالية لمطار دمشق الدولي نحو 4 ملايين مسافر سنوياً، غير أن الحكومة السورية تعمل على رفعها إلى 5 ملايين، وفق تصريحات سابقة لمدير المطار، أنيس فلوح، مطلع هذا العام. وتشمل الخطة بناء صالة جديدة ضمن المطار، بالإضافة إلى وجود مقترح لبناء مطار دولي جديد في العاصمة، بحسب ما أفاد به علاء صلال، مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للطيران المدني السورية، لتلفزيون محلي.

 

عودة غربية مرتقبة

يثير رفع العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على سوريا أيضاً الآمال بعودة شركات الطيران الغربية. وفي هذا الصدد، أجرى فريق من شركة "لوفتهانزا" الألمانية زيارة تقييم إلى مطار دمشق قبل نحو أسبوع تمهيداً لاستئناف الرحلات بين سوريا وألمانيا، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا).

كانت وزارة السياحة السورية اعتبرت أن رفع العقوبات "سيفتح آفاقاً جديدة لاستعادة عملية الاستثمار السياحي وخلق فرص العمل وتعزيز التعاون الإقليمي في هذا المجال"، مضيفةً أن سوريا لديها "إرث حضاري وإمكانيات سياحية تؤهلها لاستقطاب المستثمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم".

 

تحديات البنية التحتية

رغم الحراك الإيجابي، لا تزال البنية التحتية للمطارات السورية تواجه تحديات كبيرة. فمطار دمشق الدولي، الذي يُعد البوابة الجوية الرئيسية للبلاد، تضرر بشكل كبير خلال سنوات النزاع، وما تزال مرافقه بحاجة ماسة إلى التحديث وإعادة التأهيل لتلبية معايير السفر الدولية.

ووقعت هيئة الطيران المدني السوري في مارس الماضي اتفاقاً مع منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) لتحديث البنية التحتية والقدرات الجوية السورية، مما يتيح للبلاد الالتحاق مجدداً بشبكة النقل الجوي العالمية على أسس من السلامة والأمان.


التعليقات