ترجمة عبرية: في مواجهة تحدي الحوثيين.. إسرائيل أمام معضلة استراتيجية
يمن فيوتشر - مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية - أحمد الديب الثلاثاء, 06 مايو, 2025 - 10:35 صباحاً
ترجمة عبرية: في مواجهة تحدي الحوثيين.. إسرائيل أمام معضلة استراتيجية

تصدّر اسم اليمن وجماعة الحوثيين وسائل الإعلام الإسرائيلية -كما هو متوقع -عقب سقوط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على مطار بن غوريون، ورصد تحليل عسكري إسرائيلي أسبابًا محتملة لفشل اعتراضه، من بينها مشاكل تتعلق باكتشاف الإطلاق أو مشاكل هندسية وفنية تتعلق بخلل في الرأس الحربي للصاروخ الاعتراضي، أو مشاكل في اتخاذ القرار.

عزا تحليل آخر قدرات الحوثيين الصاروخية إلى أنظمة إطلاقها المتحركة من مواقع مختلفة، وصعوبة الوصول للمعلومات الاستخباراتية ورصد نشاط عمليات الإطلاق، في الوقت الذي يتجنب الحوثيون إطلاق الصواريخ في الليل مما يصعّب على المقاتلات الأمريكية ملاحظة وميض الإطلاق وضربه.

حث تقرير على ضرورة عدم قبول إسرائيل التهديد المتزايد من اليمن، وعدم اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة وحدها في تحمل العبء. وقال إن الخط الرفيع الفاصل بين ضبط النفس والاحتواء والردع والوقاية يتطلب قرارًا إسرائيليًا فوريًا.

تشير تقارير إلى أن الضربات الجوية التي تشنها واشنطن على جماعة الحوثيين لم تنجح حتى الآن في ردع الجماعة عن مواصلة هجماتها على السفن في البحر الأحمر أو إطلاقها للصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل. في الوقت الذي نقلت عن مصادر دبلوماسية حديثها عن خطة لشن عملية برية بقيادة قوات يمنية وخليجية، بدعم أميركي، بهدف استعادة السيطرة على مدينتي الحديدة وصنعاء، دون مشاركة برية مباشرة من القوات الأميركية باستثناء وحدات خاصة.

تطرق تحليل إلى ثلاثة خيارات عسكرية محتملة لإغلاق ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، أبرزها فرض حصار بحري، أو إعلان الميناء منطقة محظورة واحتجاز أي سفينة تحاول دخوله دون إذن أو تفتيش أو إبعادها عنوة، أو استهداف الميناء عسكريًا، مع التحذير من أن أي خطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية.

تدعو أصوات بحثية إسرائيلية إلى استهداف الأصول الإيرانية في اليمن، والاعتماد على وسائل ضغط غير مباشرة ضد طهران، باعتبارها الداعم الرئيس للحوثيين، في حين أن زيادة القوات الأمريكية في محيط إيران سواء في الجو أو البحر قد تؤدي إلى الحد من مشكلة جماعة الحوثيين، لكن ذلك لا يعني حل المشكلة ما لم تهزم القوات الموالية للحكومة اليمنية الحوثيين على الأرض.

يُبرز باحثون أهمية الدور الذي تلعبه منظومات الاستشعار والرادارات الإسرائيلية والأميركية في رصد إطلاق الصواريخ من اليمن بدقة متناهية، تشمل هذه المنظومة الرادار الأميركي الضخم على جبل كيرين في النقب، وأنظمة إيجيس (Aegis) على المدمرات الأميركية التي تبحر في البحر الأحمر والخليج العربي، وأجهزة الرادار التي يديرها حلفاء إسرائيل، ووسائل كشف إسرائيلية متقدمة.

وفق خبير عسكري تستغرق عملية معالجة المعلومات وتقييم المسار والتهديد نحو دقيقة، والهدف هو تحديد الإطلاق في أسرع وقت ممكن لاعتراضه خارج حدود إسرائيل. بإمكان الصواريخ الباليستية منذ لحظة إطلاقها من اليمن الوصول إلى إسرائيل في غضون نحو 15 دقيقة، بسرعة تصل إلى نحو 6 آلاف كيلومتر في الساعة.

تشير تقارير إلى نجاح الضربات الأميركية في إضعاف قدرات الجماعة، وقتل قيادات مقربة من زعيمها، وفي 2 أبريل، شنت القوات الجوية الأميركية هجومًا على جنوب صنعاء، وقتلت يحيى محمد قاسم الصوفي، المساعد الشخصي لزعيم الحوثيين، وقادة آخرين. بعد يوم واحد، أفادت التقارير بانسحاب معظم القوات الإيرانية في اليمن.

بحسب أحد التقارير، فإن جماعة الحوثيين ما تزال تحتفظ بمقر دبلوماسي لها في العاصمة العمانية مسقط يُوظف فيه أكثر من 100 شخص، وكان بمنزلة مركز لتهريب الأسلحة والمكاسب غير المشروعة إلى اليمن.

نقل تقرير صحفي ما قاله مصدر أمني إسرائيلي، إن الأميركيين يقومون بعمل رائع ضد الحوثيين في اليمن، وأن الهجمات الأميركية اليومية على مدى شهر ونصف تبلغ نحو 10 أضعاف ما يمكن لإسرائيل أن تفعله خلال عام.

 

لأول مرة: صاروخ من اليمن يضرب مطار بن غوريون -إسرائيل تهدد بالرد

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، في 4 مايو 2025، أن مطار بن غوريون تعرّض للاستهداف بصاروخ أرض -أرض أُطلق من اليمن. فشلت أنظمة الدفاع الجوي، ومن بينها “حيتس” الإسرائيلية و”ثاد” الأميركية، في اعتراض الصاروخ الذي خلَّف حفرة يبلغ عمقها نحو 15 مترًا. أسفر الحادث عن إصابة ثمانية أشخاص بجروح طفيفة. وأعلنت عدة شركات طيران عن تعليق أو إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل.

وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، رد على الحادثة قائلًا: “من يضربنا سنضربه 7 أضعاف”. قالت مصادر أمنية، إنه “إسرائيل سترد بقوة”. يضيف مصدر: “من وجهة نظرنا، لا تحكمنا أية قيود بعد الهجوم على المطار”.

وقال رئيس معسكر اليمين بيني غانتس في تغريدة على منصة x: إنها ليست اليمن، بل إيران من تطلق الصواريخ الباليستية على إسرائيل، وعليها تحمّل المسؤولية. يجب أن يؤدي ذلك إلى ردّ فعل عنيف في طهران.

حتى الآن، أحجمت إسرائيل عن مهاجمة اليمن بسبب مطالبة الولايات المتحدة لها بأنها من ستتولى عملية عسكرية ضد الحوثيين. لكن في ضوء التصعيد في الهجمات خلال نهاية الأسبوع الماضي، والتي شملت 4 صواريخ باليستية وطائرتين مسيّرتين، وفي أعقاب الهجوم على مطار بن غوريون، يبدو أن إسرائيل تدرس تغيير سياستها.

قال جيش الدفاع الإسرائيلي إن “سلاح الجو يعمل على مدار الساعة لاعتراض التهديدات من جميع الجبهات، ومنذ العودة إلى القتال، اعترضت مقاتلات الدفاع الجوي نحو 20 صاروخًا من اليمن”. تشير مصادر عسكرية إلى أنه “لا يوجد اعتراض بنسبة 100%”، لكن نسبة الاعتراض الإجمالية تبلغ نحو 95%.

في سياق متصل، قال موقع معاريف، في 4 أبريل 2025، إن الحوثيين تجاوزوا الخط الأحمر، ويدرس المسؤولون في إسرائيل تغيير سياسة ضبط النفس المتبعة حتى الآن تجاه الحوثيين، والرد المباشر على إطلاق الصواريخ.

وذكر تقرير آخر في موقع معاريف، في 4 مايو 2025، أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تقدر أن سلسلة عمليات إطلاق ثلاثة صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة من الحوثيين إلى إسرائيل أخيرًا هي رد على الضغوط الشديدة التي يمارسها الجيش الأمريكي على الحوثيين. يُقدّرون أيضًا أن بعض الهجمات كانت موجهة نحو خليج حيفا؛ لإحداث دمار كبير وصدى واسع.

أضافت المصادر الإسرائيلية أن شن هجمات إسرائيلية في اليمن ليس منطقيًا في الوقت الراهن…”عند تنفيذ الهجوم يجب التحليق لمسافة ألفي كيلومتر، وما الأهداف التي سنهاجمها هناك؟! كل هجوم تنفذه إسرائيل هو أقل فعالية بـ100 مرة من الأميركيين الذين يهاجمون عشرات الأهداف في اليمن يوميًا”.

وذكر القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية العميد احتياط ران كوخاف في إذاعة 103fm، فيما يتعلق بالهجوم على مطار بن غوريون، “من الواضح أنه فشل، ولم تكن مشكلة اعتراض. مضيفًا أن المطار محمي بعدة طبقات دفاعية: القبة الحديدية، والعصا السحرية، وحيتس 2، وثاد، وحيتس 3. وفي هذه الحادثة، جرى استخدام أكثر من نظام”.

قال كوخاف أنه لا يوجد دفاع محكم، ولا حتى أنظمة دفاع جوية. كنتُ في لندن لحضور مؤتمر متخصص في الدفاع الجوي، حيث قال رجل من سلاح الجو البريطاني: “لو يوجد مكان في العالم يعد نموذجًا يُحتذى به لأوروبا، فهو إسرائيل”.

اقترح كوخاف التعامل بواقعية: “حتى لا نفرط في تقديرنا، إنه فشل في الاعتراض، وسوف يُحقق فيه بدقة -لفهم ما إذا كان فشلًا في الاتصال، أو فشلًا فنيًا، أو هندسيًا، أو تشغيليًا”.

منذ انهيار وقف إطلاق النار، تم تسجيل 33 عملية إطلاق صاروخ وطائرة مسيّرة من اليمن على إسرائيل. منذ بداية الحرب، أطلق الحوثيون أكثر من 70 صاروخًا على إسرائيل، وبلغت نسبة النجاح أكثر من 90%. وهذه هي المرة الثالثة منذ بداية الحرب التي تفشل فيها محاولة اعتراض من اليمن. وفي المرتين السابقتين سقطت الصواريخ في يافا ورامات إفعال.

في سياق متصل ذكر ران كوخاف لموقع ماكو N12، في 4 مايو 2025، الأسباب المحتملة لفشل اعتراض الصاروخ، وهي:

مشاكل في اكتشاف الإطلاق -لم يحدث هذا الصباح لأن التحذيرات كانت مفعّلة.
مشاكل هندسية -الصاروخ الذي جرى إطلاقه لم يستخدم المسار المتوقع أو لم ينفجر في التوقيت الذي قدرته إسرائيل.
مشاكل فنية -خلل في الرأس الحربي للصاروخ الاعتراضي.
خطأ بشري في عملية الاعتراض.
مشاكل في اتخاذ القرار.
قال كوخاف إنه لا يوجد دفاع مثالي. من الأسهل على أنظمة الدفاع الجوي اكتشاف عمليات الإطلاق ليلًا نظرًا لطبيعة نشاط بعض الأقمار الصناعية والرادارات. يرى كوخاف أن “هذا ربما هو السبب الذي دفع الحوثيين إلى إطلاق الصواريخ نهارًا”.

ذكر الموقع أنها المرة الثالثة منذ بداية الحرب التي تفشل فيها محاولة اعتراض صواريخ من اليمن. لقد سقطت الصواريخ في المرتين السابقتين في يافا ورمات إفعال.

لقراءة المادة من موقعها الأصلي يرجى زيارة الرابط التالي: 

 


التعليقات