تحليل: لعبة لي الذراع الإيرانية الأمريكية عبر الحوثيين ... ما فرص التصعيد إلى حرب إقليمية حقيقية؟
يمن فيوتشر - مونت كارلو الدولية الاربعاء, 19 مارس, 2025 - 06:26 صباحاً
تحليل: لعبة لي الذراع الإيرانية الأمريكية عبر الحوثيين ... ما فرص التصعيد إلى حرب إقليمية حقيقية؟

[ AFP- Mohammed Huwais ]

 

تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في صنعاء احتجاجا ضد الغارات الأمريكية المكثفة التي استهدفت قادة الحوثيين وأدت لمقتل 53 شخصا، وفق المصادر اليمنية.

ويرى أغلب المراقبين أن الغارات الأمريكية في اليمن تختلف هذه المرة عما كانت تقوم به واشنطن من ضربات في الماضي.


هجمة أمريكية مختلفة نوعيا ... ربما على الطريقة الإسرائيلية

الضربات الأمريكية السابقة كان بها شيء من العشوائية، ذلك إن اليمن، على عكس إيران وغزة ولبنان، كان مكانا مجهولا بالنسبة للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، لم يتم اختراقه أو مراقبته عن قرب لأن واشنطن لم تعره اهتماما خاصا، وكانت توجه ضربة وحيدة للرد والردع على هجمات الحوثيين على السفن العابرة إلى البحر الأحمر.
استهدفت الغارات الأمريكية، هذه المرة، قيادات جماعة الحوثيين وقواعد إطلاق الصواريخ، بالرغم من كونها قواعد متحركة، وتمكنت من الوصول إلى أهدافها بصورة مؤثرة، مما يدفع بالمختصين للقول بأن الضربات الأمريكية كانت مدعومة بمعلومات استخباراتية دقيقة، وتحدثوا عن مشاركة كبيرة لطائرات إنذار مبكر أمريكية انطلقت من قواعد في البحرين، الإمارات، قطر وقبرص، كما استهدفت الضربات الأمريكية السفينة غلاكسي ليدر، وهي سفينة إسرائيلية، احتجزها الحوثيون، ويبدو انهم حولوها إلى سفينة تنصت وتجسس.

 


الضربة للحوثيين ... والرسالة لإيران

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين 17/3، تهديدات واضحة لإيران، حيث قال على شبكته الاجتماعية "تروث" ... "لقد لعبت إيران دور (الضحية البريئة) للإرهابيين المتمردين الذين فقدوا السيطرة عليهم، ولكن في حالة الحوثيين - فهم يملون عليهم التحركات، ويزودونهم بالأسلحة والمال والمعدات العسكرية المتطورة. بل إنهم يزودونهم بما يسمى بـ (الاستخبارات)"، وأضاف ترامب قائلا: "كل إطلاق للحوثيين سينظر إليه، من الآن فصاعدا، على أنه أطلق من سلاح إيران وقيادتها، وهي التي ستتحمل المسؤولية والعواقب - وستكون وخيمة
أوضح مستشار الأمن القومي مايك والتز الأمور بصورة أكبر عندما قال "إن الولايات المتحدة مستعدة لاستهداف، ليس فقط الحوثيين المدعومين من إيران، بل أيضا ضرب أهداف مرتبطة بإيران بشكل أكثر مباشرة"، مشيرا إلى سفن إيرانية توجد بالقرب من السواحل اليمنية وتساعد الحوثيين في جمع المعلومات الاستخبارية.


واشنطن تضرب صنعاء ... وتل أبيب تعود لضرب غزة

بعد ساعات قليلة من هذه التهديدات الأمريكية، قامت إسرائيل بأعنف هجوم لها على غزة منذ وقف إطلاق النار، مما أدى لمصرع أكثر من 330 فلسطيني، وفقا لحماس.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار تهديدات الحوثيين بالرد على كل ضربة إسرائيلية لغزة، بضرب السفن الأمريكية في البحر الأحمر، فإن عددا من المراقبين يرى أن أهداف الضربة الإسرائيلية هي:

داخلية، تتعلق بأزمات نتانياهو السياسية والقضائية، ورغبته في تعزيز تحالفه الحاكم، مع عودة بن غفير وحزب "القوة اليهودية" إلى الحكومة، وهو ما تم الإعلان عنه بالفعل.
خارجية، إذ لا يستبعد البعض أن دفع الحوثيين لتوجيه ضربات جديدة للأمريكيين، قد يؤدي هجمات أمريكية ضد أهداف إيرانية في المنطقة، كما أعلن ترامب ومستشاره للأمن القومي.
يبقى أن هناك من ينبهون إلى أن الرئيس الأمريكي أعرب علنا ومرارا أنه لا يريد التورط في حرب إقليمية.

كما أن التصعيد ضد الحوثيين في اليمن لن يأتي بنتائج حقيقية، نظرا لخبرتهم التي تشكلت على مدى عقد كامل من الزمان في المواجهة العسكرية مع التحالف، السعودية وإسرائيل، والتركيبة الجغرافية والاجتماعية لليمن التي توفر لهم الكثير من الحماية.


التعليقات