اليمن: حفلة زواج "طرموم" تسلط الضوء على معاناة الاف المحتجزين
يمن فيوتشر - متابعات: الاربعاء, 07 يوليو, 2021 - 09:40 مساءً
اليمن: حفلة زواج

على سلم طائرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقبل رحيل شمس 15 أكتوبر 2020، بمطار سيئون الدولي، كان الصحفي هشام طرموم، يعيش مشاعر مضطربة، لم يكن مصدقاً بعد انه سيرى الوجوه التي أحبها، و سيسمع الضحكات التي ما زالت نبراتها، عالقة في أجزاء من الذاكرة.
كل ما تمناه هشام لحظتها، هو أن يعانق والديه، وبقية أسرته، التي غُيب عنها سنوات، في جحيم سجون جماعة الحوثيين المسلحة بصنعاء.
كان متلهفا لكل شيء أمامه، يسابق النظرات والخطى للنزول من سلم الطائرة، إلا أن عينيه تعلقت بعدد من زملائه الصحفيين ممن حضروا حينها لاستقباله.
كانت دقائق ليستذكر ماضيا جميلا، حيث لكل واحد من مستقبليه قصة، وأحلام وحكايات، قبل محاولة دفنها في سجون بالغة القسوة عاشها هشام مع 8 من زملائه المختطفين بتهمة "الصحافة" المجرمة في عقيدة الجماعات المسلحة. 
اليوم احتفل "طرموم" بعرسه، بعد أن أحصى الثوان للقاء السعادة المنتظرة طويلا مع قرينته، التي شاركته قصة انتظار تستحق ان تروى.
في قاعة "ملوك سبأ" وسط مدينة مأرب، التي تضج بالحياة، رقص قلب وفؤاد "طرموم"، ذي السحنة المائلة للسمرة، وهو القادم من ريف محافظة حجة، المتاخمة للريف التهامي، حيث اكتسب منها ألقه وصلابته، وتمسكه بأحلامه حتى النهاية.
اهتزت القاعة فرحا، وعلت الزغاريد، وتماوجت الأقدام رقصا، متنوعاً ما بين الصنعائي، واللحجي، والشرح والبرعة ممتزجة في يوم للذكرى هو يوم "هشام طرموم".
كانت عينا هشام لاتفارق اللوحة الكبيرة التي نقش فيها اسمه على واجهة القاعة، إلا أن وجوه من بقي من زملائه في المعتقل، بدت حاضرة في الذهن وعالقة في صدره.
طيلة أسابيع وهشام ووالده وإخوته وأقربائه، وجيرانه، يعدون لهذه اللحظات الاستثنائية، و العرس المنتظر منذ أكثر من ست سنوات، لذا كان ابتهاجا طاغيا، امتد الى وسائل التواصل الاجتماعي، بمشاركة صحافيين وإعلاميين وكتاب وحقوقيين.
ابتهج الجميع، ليسوا من هم في مخيم "الجفينة" فقط أو في جزء منه يطلق عليه مربع "حجور" حيث منزل هشام ومنزل أسرته التي هربت من جحيم الحوثي، بل في انحاء اليمن الكبير، كونه أصبح أيقونة كفاح هو وزملاؤه الآخرون. 

•فرحة منقوصة
في الحفل عبرّ الصحفي طرموم عن فرحته، مؤكداً أنه تلقى كثير التهاني والتبريكات، لكنه اشار الى التهنئة الاغلى التي لم تصل من أربعة زملاء هم، "عبدالخالق عمران، وتوفيق المنصوري، واكرم الوليدي، وحارث حميد"، المغيبون في سجون الحوثيين.
اضاف"كنت أتمنى أن يكونوا معي في هذه المناسبة، لكني حرمت شرف مشاركتهم"، الا ان  الصحفيين الاربعة كانوا حاضرين بصور ذات دلالة في قلب صالة عرس احد زملائهم الناجين.


التعليقات