نحو 14 شهرًا مضت على العمليات العسكرية التي أطلقها الحوثيون في مضيق باب المندب والبحر الأحمر ضمن ما أسموه المشاركة في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب على قطاع غزة.
جماعة الحوثي كانت قد أعلنت في مطلع ديسمبر 2024 أنها استهدفت نحو 211 سفينة، بينما تشير التقديرات إلى أن عدد الاستهدافات تتجاوز 220 حتى مطلع يناير 2025.
وبينما حرص الحوثيون على إعلان أسباب استهداف تلك السفن وربطها بإسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر؛ إلا أن هناك مؤشرات تشكك في دقة تلك الهجمات، ومدى ارتباط السفن المستهدفة بإسرائيل، كان آخرها استنكار وزارة الخارجية التركية لاستهداف السفينة "أناضولو إس" المملوكة لشركة تركية وترفع علم بنما، والتي استهدفها الحوثيون في 19 نوفمبر 2024، وهو ما يطرح سؤالاً نحاول في هذا التحقيق الإجابة عنه:
هل تورطت فعلاً 220 سفينة تم استهدافها من قبل الحوثيين في أنشطة مع إسرائيل بالتزامن مع حربها الأخيرة على قطاع غزة؟ أم أن الحوثيين استهدفوا عمدا أو عن غير عمد سفناً ليس لها علاقة بإسرائيل؟
نطاق الاستهداف
استقبل العالم في الساعات الأخيرة من مساء يوم 14 نوفمبر 2023 بياناً أطلقه يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، أعلن فيه استهداف إيلات المحتلة بصواريخ باليستية، معلناً وأنه منذ ذلك الوقت سيتم البدء في ما وصفه بـ "كافة الإجراءات العملية لتنفيذ التوجيهات الصادرة بشأن التعامل المناسب مع أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر".
وهو ما أعقبه بيان ليحيى سريع صباح يوم 19 نوفمبر 2023 يؤكد فيه أن جماعته ستقوم باستهداف جميع السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي، أو التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية أو تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية.
وفي مساء يوم 9 ديسمبر 2023، أعلن الحوثيون في بيان لهم توسيع دائرة استهداف السفن لتشمل أي سفينة متجهة إلى إسرائيل أيا كانت جنسيتها ردًا على ما وصفته بتجويع شعب غزة.
وفي يوم 15 يناير 2024، أعلن الحوثيون عن استهداف السفن والقطع الحربية الأمريكية والبريطانية في خليج عدن، في سياق الرد على الهجوم العسكري الذي شنته تلك الدول على اليمن؛ لانخراطها في استهداف إسرائيل والسفن في البحر الأحمر.
ليصبح نطاق الاستهداف المُعلن من جانب الحوثيين يشمل التالي:
1. السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي.
2. السفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية
3. السفن التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية.
4. السفن من كافة الجنسيات المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
5. السفن والقطع الحربية الأمريكية والبريطانية.
هل دخلت السفينة التركية في نطاق استهداف الحوثيين؟
رغم استنكار وزارة الخارجية التركية لاستهداف السفينة "أناضولو إس" باعتبارها سفينة مملوكة لشركة تركية وترفع علم بنما؛ إلا أن الحوثيين حرصوا على إعلان سبب الاستهداف، والذي حدث في يوم 19 نوفمبر 2024؛ معللين ذلك بأن الشركة المالكة لها لم تلتزم بقرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة (الموانئ الإسرائيلية).
سجل رحلات السفينة أناضولو إس خلال العام المنصرم
بالتفتيش عن معلومات حول السفينة؛ أظهرت سجلات الملاحة البحرية أن (أناضولو إس-ANADOLU S) يتم تشغيلها بواسطة الشركة البنمية MI-DAS LINE SA، والتي تقوم بتشغيل أسطول مكون من 45 سفينة تبحر حول العالم، وبتتبع نشاط الشركة البحري تبين بالفعل أنها تقوم بتسيير رحلات إلى موانئ إسرائيلية عبر عدد من السفن التابعة لها، أبرزها السفينة MSC MARIA ELENA، والتي زارت الموانئ الإسرائيلية 14 مرة خلال الفترة 2015 - 2024، منها رحلتان إلى ميناء حيفا خلال عام 2024 بعد إعلان الحوثيين استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
لذا؛ وعلى الرغم من أن السفينة المستهدفة (أناضولو إس-ANADOLU S) لم تقم بزيارة الموانئ الإسرائيلية خلال فترة الحرب؛ إلا أن الشركة المشغلة لها قامت بتسيير رحلات بحرية خلال فترة الحرب، وهو ما يدخل ضمن نطاق الاستهداف الذي أعلن عنه الحوثيون.
سجل رحلات السفينة MSC MARIA ELENA خلال فترة الحرب على غزة
سجل رحلات السفينة MSC MARIA ELENA في الفترة 2015 - 2024
شكوك وعقاب بالوكالة واستهداف بلا دليل!
كانت رحلة العمل في هذا التحقيق شاقة؛ إذ لم يكن نطاق البحث محدودًا بعدد السفن التي تم استهدافها، بل عمل فريق عملنا على تتبع الشركات المُشغلة والشركات المالكة لتلك السفن، وما يتبع تلك الشركات من سفن أخرى قد يكون لها أنشطة بحرية محتملة مع إسرائيل لتصبح ضمن نطاق الاستهداف الذي أعلنه الحوثيون، وهو ما دفعنا إلى البحث بين ما يزيد على 400 شركة، والتي تملك وتُشغل آلاف السفن.
كانت الغالبية من السفن التي تم استهدافها تقع في النطاق الذي أعلنه الحوثيون، بينما توقف فريق عملنا أمام سفن قد يكون تم استهدافها بالوكالة لمعاقبة شركات أخرى، وسفن أخرى لم يكن هناك أي أدلة على أنها ضمن نطاق الاستهداف الذي أعلنه الحوثيون.
السفينة Sai Baba، واستهداف مشكوك فيه!
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية يوم 23 ديسمبر 2023 أنها تلقت إشارات من عدد من السفن بالبحر الأحمر حول تعرضها لهجوم من مسيرات انتحارية تابعة للحوثيين، من بينها السفينة Sai Baba، وأكدت القيادة المركزية في بيان عبر حسابها الرسمي على موقع X أن سفينة-Sai Baba -وهي ناقلة نفط خام تملكها شركة غابونية وترفع العلم الهندي، تعرضت لضربة من طائرة مسيرة انتحارية حوثية دون وقوع إصابات.
على النقيض من هذه الرواية؛ أعلن الحوثيون في منشور لمحمد عبد السلام- الناطق الرسمي باسم الحوثيين- عبر حسابه على موقع X، أن طائرة استطلاع تابعة للقوات البحرية اليمنية كانت تقوم بعمل استطلاعي عرض البحر الأحمر، فقامت بارجة أمريكية بإطلاق النار بطريقة هستيرية وبأسلحة متعددة حيث انفجر أحد الصواريخ بالقرب من سفينة متجهة جنوب البحر الأحمر تابعة لجمهورية الغابون وهي آتية من الموانئ الروسية.
رغم تضارب الروايات حول هوية المتسبب في استهداف سفينة Sai Baba، قرر فريقنا التحقق حول ما إذا كان للسفينة نشاط مع موانئ إسرائيلية خلال فترة الحرب أم لا، وبتتبع معلومات السفينة، التي تحمل رقم IMO 9321691،؛ تبين أن السفينة خاضعة لعقوبات بريطانية وأمريكية ضمن قائمة تضم 18 ناقلة نفط وغاز مسال، أطلقت عليهم بريطانيا وعدد من الدول أسطول الظل لبوتين، وتم فرض عقوبات عليها في إطار العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
وبتتبع النشاط الملاحي للسفينة؛ لم نجد أي أدلة على زيارتها لإسرائيل، أو أنشطة بحرية للشركة المشغلة لها مع الموانئ الإسرائيلية خلال فترة الحرب، إلا أن تلك المعلومات لا تؤكد أو تنفي صحة الروايات المتضاربة حول هوية المتسبب في استهداف السفينة.
سجل رحلات السفينة SAI BABA خلال فترة الحرب على غزة
CAPTAIN PARIS.. العقاب بالوكالة
أعلن يحيى سريع، المتحدث العسكري للحوثيين، استهداف السفينة CAPTAIN PARIS، يوم 16 يونيو 2024، مبررًا استهدافها بخرق الشركة المالكة لها لقرار حظر دخول الموانئ الفلسطينية المحتلة (الموانئ الإسرائيلية).
بتتبع بيانات السفينة؛ تبين أن السفينة مملوكة لشركة ERGOLAS HOLDINGS INC، وهي شركة يونانية، بينما تقوم بتشغيلها شركة LATSCO MARINE MANAGEMENT INC اليونانية أيضاً.
لم يكن تتبع الشركة المالكة سهلاً بالبداية؛ إذ لا تتوفر أي معلومات كافية عن الشركة عبر محركات البحث المتخصصة، ولكن استطعنا التوصل إلى عنوان الشركة في أثينا - اليونان، وهو ذات العنوان لشركة Consolidated Marine Management-CMM، وهي شركة داخلية تابعة لشركة Latsco وهي المسؤولة عن الإدارة التقنية للسفن.
قادت عملية البحث في النهاية إلى أن الشركة المالكة ERGOLAS HOLDINGS INC، هي شركة تابعة للشركة المشغلة LATSCO MARINE MANAGEMENT INC، والتي تقوم بتشغيل أسطول يضم أكثر من 100 سفينة، يقع مقرها الرئيسي في إمارة موناكو ولها مكاتب في أثينا (اليونان) ولندن (بريطانيا) ودبي (الإمارات).
بدأ فريق عملنا في تتبع كافة السفن المملوكة والمدارة من الشركة المشغلة والمالكة، ولم يسفر البحث عن النشاط الملاحي لتلك السفن عن أي علاقة لها مع الموانئ الإسرائيلية خلال فترة الحرب.
سجل رحلات السفينة CAPTAIN PARIS خلال فترة الحرب على غزة
بينما كانت العلاقة الوحيدة هي ملكية شركة Consolidated Marine Management-CMM - وهي الشركة المسؤولة عن الإدارة التقنية للسفن- لعائلة Latsis، وهي واحدة من أغنى العائلات باليونان، وتمتلك تلك العائلة شركة أخرى باسم Marla Dry Bulk Shipmanagement Inc، والتي ضمن اسطولها سفينة تحمل اسم IVY BLUE. تبين أنه كان لها نشاط واضح في موانئ إسرائيلية خلال الحرب، إذ زارت إسرائيل نحو 14 مرة منذ ديسمبر 2023 وحتى الآن.
سجل رحلات السفينة IVY BLUE خلال فترة الحرب على غزة
بنهاية رحلة البحث يتبين أن الشركة المالكة والشركة المشغلة لم تتورطا بشكل مباشر في خرق قرار "الحوثي" بحظر الدخول للموانئ الإسرائيلية، ولكن كان استهداف السفينة هو عقاب بالوكالة لشركة أخرى، وهي Marla Dry Bulk Shipmanagement Inc، والتي تعود ملكيتها لنفس العائلة المالكة للشركتين، حيث لم يتمكن الحوثي من استهداف سفينتهم التي زارت الموانئ الإسرائيلية فعلياً، فقام باستهداف السفينة CAPTAIN PARIS كإجراء عقابي للعائلة المالكة.
صورة للمقر الذي يضم الشركتين المالكة والمُشغلة للسفينة CAPTAIN PARIS في أثينا
استهداف بلا أدلة!
VANTAGE DREAM
أعلن المتحدث العسكري لجماعة الحوثي- يحيى سريع- مساء يوم 5 يونيو 2024 عن استهداف السفينة VANTAGE DREAM، مبررًا الاستهداف بأنها تابعة لشركة انتهكت قرار حظر دخول الموانئ الفلسطينية المحتلة (الموانئ الإسرائيلية).
بتتبع بيانات السفينة، تبين أن سفينة VANTAGE DREAM والتي تحمل الرقم 9616606 IMO، قد تم تغيير اسمها في نوفمبر 2024 إلى HAPPY VOYAGER - أي بعد أشهر من استهدافها- إلا أنها حين تم استهدافها كانت ترفع علم ليبيريا، وكانت تملكها وتديرها شركة Vantage Shipping Lines.
بتتبع النشاط الملاحي للسفينة خلال فترة الحرب؛ نجد أن السفينة لم تقم بأي نشاط لدى الموانئ الإسرائيلية مطلقا خلال تلك الفترة.
سجل رحلات السفينة خلال فترة الحرب على غزة
وبتتبع النشاط الملاحي للشركة المالكة والمشغلة في ذلك الوقت Vantage Shipping Lines، والتي تمتلك 6 سفن؛ نجد أنه لم يكن لأي منها نشاط لدى الموانئ الإسرائيلية مطلقا خلال فترة الحرب.
HAPPY CONDOR
في 16 يونيو 2024؛ أعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، استهداف السفينة HAPPY CONDOR، نظرًا لخرق الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول لموانئ إسرائيلية. وبتتبع بيانات السفينة؛ تبين أنها ترفع علم الدنمارك، وتحمل الرقم IMO9368780 ومملوكة لشركة Alameda Shipping Inc، بينما يتم تشغيلها بواسطة شركة Unigas International.
بمزيد من البحث؛ تبين أن الشركة المالكة Alameda Shipping Inc هي شركة تابعة لذات الشركة المشغلة Unigas International، والتي تمتلك وتدير 28 سفينة، وبالبحث حول النشاط البحري لكافة تلك السفن؛ لم يثبت أن أيا منها اخترقت قرار الحوثي بحظر دخول الموانئ الإسرائيلية.
سجل رحلات السفينة خلال فترة الحرب على غزة
Stolt Sequoia
أعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، يوم 23 يونيو 2024، استهداف السفينة Stolt Sequoia، مبررًا الاستهداف بأن الشركة المالكة خرقت قرار حظر الدخول للموانئ الإسرائيلية.
بتتبع بيانات السفينة والتي تحمل الرقم IMO:9235062؛ تبين أنها مملوكة بشكل قانوني لشركة FPG SHIPHOLDING LIBERIA 11 SA، فيما تقوم بتشغيلها شركة STOLT TANKERS BV الهولندية، والتي تملك وتشغل 162 سفينة، وهي جزء من مجموعة Stolt Nielsen.
بتتبع النشاط الملاحي للشركة المشغلة STOLT TANKERS BV؛ يتضح أنه لم يكن هناك أي دليل على أن أي من السفن التابعة لها قد قامت بزيارة موانئ إسرائيلية خلال فترة الحرب، وبتتبع الشركة المالكة فإنه لم يُعثر على أي نشاط ملاحي راهن لها بخلاف السفينة التي تم استهدافها والتي يتطابق اسمها الأول مع اسم الشركة المشغلة، كما أن عناوين التواصل مع الشركة المالكة تطابق ذات عناوين مجموعة Stolt Nielsen، وهو ما يرجح بأنها شركة داخلية تابعة للمجموعة، وهو أحد الحلول التي تلجأ لها الشركات العاملة بمجال النقل البحري لعدة أسباب، منها تسهيل الإجراءات القانونية لترخيصها في أماكن مختلفة، والاستفادة من إعفاءات ضريبية ممكنة.
صورة لمقر مجموعة Stolt Nielsen، وهو عنوان مراسلة شركة FPG SHIPHOLDING LIBERIA 11 SA
سجل رحلات السفينة خلال فترة الحرب على غزة
بمواصلة البحث حول المجموعة المالكة للسفينة؛ لم نجد أي أدلة على نشاط بحري يخترق الحظر الذي فرضه الحوثيون على دخول السفن للموانئ الإسرائيلية.
أعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، يوم 22 أغسطس 2024 عن استهداف السفينة SOUNION، مبررًا الاستهداف بانتهاك الشركة المالكة لقرار حظر الدخول إلى الموانئ الإسرائيلية.
بالبحث حول بيانات السفينة؛ تبين أن السفينة يتم إدارتها من شركة DELTA TANKERS LTD اليونانية، كما أنها مُسجلة على أنها مملوكة لذات الشركة المُشغلة وقت استهدافها.
بالبحث حول النشاط البحري للسفينة خلال فترة الحرب؛ نجد أنها لم تقم بأي نشاط مع موانئ إسرائيلية، وبتتبع النشاط البحري للسفن المملوكة والمدارة من شركة DELTA TANKERS LTD، والتي تملك وتدير 29 سفينة؛ نجد خلو سجلاتها من أي نشاط مع موانئ إسرائيلية خلال فترة الحرب.
سجل رحلات السفينة خلال فترة الحرب على غزة
بمزيد من البحث حول السفينة؛ لاحظ فريق العمل تضاربا في هوية الشركة المالكة للسفينة المستهدفة، إذ ذكرت بعض مواقع التتبع الملاحي أن السفينة مملوكة لشركة SOUNION ENE، ولكن يتم إدارتها من شركة DELTA TANKERS LTD.
تتبع فريق عملنا شركة SOUNION ENE؛ ولم يعثر على أي نشاط بحري آخر باسم هذه الشركة، بينما العنوان الوحيد الذي تم العثور عليه لمراسلة الشركة هو ذات عنوان الشركة المشغلة، والذي تبين أنه عنوان لشركة ملاحية ثالثة باسم MARMARAS Navigation Ltd، والتي تمتلك وتدير 29 سفينة.
صورة لمقر المبنى الذي يضم الشركات الثلاث
تتبع فريق عملنا الشركة الثالثة المسجلة على ذات العنوان، ورغم تطابق العنوان، وتطابق عدد السفن لدى شركتي MARMARAS Navigation Ltd، وDELTA TANKERS LTD، وكذلك
تطابق شكل الموقع الإلكتروني للشركتين؛ إلا أنهما تملكان سفنا مختلفة، وجميعها لم تقم بأي نشاط مع موانئ إسرائيلية خلال فترة الحرب.
خلص البحث حول السفينة إلى أنه على الرغم من تضارب هوية مالك السفينة، وتعدد الشركات المسجلة على ذات العنوان للشركة المُشغلة؛ إلا أن أي من تلك السفن لم تقم بنشاط مع موانئ إسرائيلية خلال الحرب.
هل يقدم الحوثي تبريرات حول عمليات الاستهداف؟
رصد فريق عملنا نمطًا متكررًا في الإعلانات الرسمية للمتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، حول تبرير استهداف السفن، وكان أغلب البيانات تبرر الاستهداف بأن الشركة المالكة خرقت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة (الموانئ الإسرائيلية)، إلا أنه لا يقدم أي بيانات داعمة مثل اسم الشركة المالكة أو تحديد النشاط الذي تم بموجبه معاقبة الشركة بسببه، رغم أن كثير من السفن المستهدفة لم تقم هي بذاتها بأي نشاط مباشر مع موانئ إسرائيلية.
تقدم فريق عمل "صدق" بطلب للمتحدث العسكري للحوثيين يحي سريع، ولنصر الدين عامر رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ بصنعاء وجهات أخرى لأجل الكشف عن مبررات استهداف السفن التي تمت الإشارة إليها في هذا التحقيق، وذلك عملاً بحق الرد، ولاستكمال التحقيق بطرح وجهة نظر الحوثيين في عمليات الاستهداف، إلا أننا- وحتى وقت نشر هذا التحقيق- لم نتلق أي رد من يحيى سريع أو أي جهة رسمية تابعة للحوثيين، لينتهي هذا التحقيق عند الإشارة إلى عدد من الاستهدافات غير المبررة للسفن.
لقراءة التحقيق من موقعه الاصلي على هذا الرابط: