تقرير: مرور أكثر من شهر منذ آخر هجوم على الشحن في البحر الأحمر
يمن فيوتشر - News Seatrade Maritime ترجمة: ناهد عبد العليم الاربعاء, 15 يناير, 2025 - 12:34 مساءً
تقرير: مرور أكثر من شهر منذ آخر هجوم على الشحن في البحر الأحمر

مر أكثر من شهر منذ الهجوم المؤكد الأخير على سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر وخليج عدن، مما قد يشير إلى أطول فترة هدوء منذ أن بدأ الحوثيون هجماتهم على السفن في أواخر عام 2023.
و كان الهجوم المؤكد الأخير من قبل الحوثيين في 10 ديسمبر/ كانون الأول، حيث كانت ثلاث سفن تجارية تحت حماية مدمّرات تابعة للبحرية الأمريكية، والتي اعترضت طائراتٍ مسيّرة (UAVs) وصاروخ كروز مضاد للسفن كان يستهدف القافلة في خليج عدن.
و في إشارة إلى تغير مستوى نشاط الحوثيين في المنطقة، أصدرت منظمة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) تحذيرًا واحدًا فقط مرتبطًا بحادثة في ديسمبر/ كانون الأول 2024، مقارنةً بـ 24 حادثة في ديسمبر/ كانون الأول 2023، و24 حادثة في يناير/ كانون الثاني 2024، و15 حادثة في يونيو/ حزيران 2024.
و قال (دانييل مولر)، محلل الاستخبارات لشؤون الشرق الأوسط في شركة "أمبري"، لصحيفة Seatrade Maritime News إن عملية مزعومة ضد سفن الشحن التجاري وقعت على الأرجح في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2024، إلا أن هناك انخفاضًا ملحوظًا في النشاط الأخير في المنطقة.
وقال مولر: "من المرجح جدًا أن الانخفاض في توفر الأهداف المناسبة، التي تتماشى مع ملف الأهداف الخاص بالحوثيين، أدى إلى تقليل محاولات استهداف سفن الشحن التجاري".
ويزعم الحوثيون أنهم يستهدفون فقط السفن المرتبطة بإسرائيل وحلفائها، رغم أن أسباب استهداف بعض السفن في الماضي ظلت غير واضحة.
وأضاف مولر: "تجري أمبري عمليات تحقق من ارتباط السفن (AVAC) قبل كل عبور في منطقة المحيط الهندي، مما يمكن شركات الشحن من اتخاذ قراراتٍ مستنيرة، ويقلل من تعرض السفن المعرضة للخطر عبر استخدام طريق رأس الرجاء الصالح". 
و في مارس/ آذار 2024، التزم الحوثيون بتوسيع نطاق هجماتهم ليشمل المحيط الهندي والبحر المتوسط الشرقي، مما أدى إلى تغييراتٍ إضافية في مسارات الشحن بعد هجوم بعيد المدى ناجح على السفينة MSC Orion في غرب المحيط الهندي في أبريل/ نيسان 2024. وأوضح مولر أن التأثير المحدود نسبيًا للهجمات على أهداف بعيدة عن سواحل اليمن ربما دفع إلى إعادة التركيز على الأهداف الأقرب إلى اليمن، حيث وقعت معظم الهجمات التي ألحقت أضرارًا بالسفن داخل أو بالقرب من المنطقة الاقتصادية الخالصة لليمن على بعد 200 ميل بحري من الساحل.
وفي يناير/ كانون الثاني 2024، بدأت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غارات جوية على الأصول العسكرية الحوثية في اليمن بهدف الحد من قدرتهم على استهداف سفن الشحن. ورغم التشكيك في فعالية هذه الغارات، حيث استمرت هجمات الحوثيين في الأشهر اللاحقة، يرى مولر أن التدخل العسكري قد غيّر الوضع بالنسبة للشحن.
وقال مولر: "تم تقييم أن الضربات الجوية المشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكذلك الضربات الأمريكية المنفردة، قد أضعفت قدرة الحوثيين على استهداف السفن. كما أن وجود البحرية الأمريكية في جنوب البحر الأحمر أعاق بشكل كبير استخدام المركبات السطحية غير المأهولة. أما الضربات الجوية الإسرائيلية فقد استهدفت قدرة الحوثيين على إعادة التزود بالوقود، مما أعاق بشكل إضافي قدراتهم."

و قد تكون سفن الشحن التجاري قد حصلت على فترة هدوء نتيجة تحول الحوثيين إلى تنفيذ هجمات مباشرة ضد إسرائيل على الأرض، مما أدى إلى إعادة توجيه موارد الجماعة.
ورغم الضغوط على قدراتهم، ذكرت شركة "أمبري" أنه من المرجح أن الحوثيين ما زالوا يمتلكون القدرة على استهداف سفن الشحن، مع انخفاض قدراتهم دون أن يتم القضاء عليها بالكامل. وأشار مولر إلى أن انخفاض وتيرة الهجمات يمثل علامة إيجابية للشحن، لكن عودة الأوضاع إلى طبيعتها في البحر الأحمر ستعتمد على انتهاء الهجوم الحوثي على إسرائيل، والذي يرتبط بالصراع بين إسرائيل وحماس.
و وفقًا للتقارير المتاحة وقت كتابة المقال، فإن إسرائيل وحماس على وشك التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن مولر حذر من أن انتهاء الأعمال العدائية في غزة لن يعني بالضرورة انتهاء التهديد الذي يمثله الحوثيون على الشحن التجاري بشكل فوري.
وقال مولر: "من غير المرجح إلى حد كبير أن تسحب قوات الدفاع الإسرائيلية وجودها من قطاع غزة على الفور. وبالتالي، من غير المتوقع أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى توقف الحوثيين عن استهداف سفن الشحن التجاري فورًا. وتقيّم أمبري أن أنشطة الحوثيين مرتبطة بعمليات القوات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع. ومع ذلك، قد يبدو أن الحوثيين قد أوقفوا عملياتهم الهجومية ضد الشحن التجاري بسبب قلة الأهداف المناسبة، خاصة وأنه لم يتم الإبلاغ عن أي هجوم مؤكد منذ 10 ديسمبر/ كانون الأول."
وأضاف: "ستعود حركة الشحن إلى مضيق باب المندب تدريجيًا، وستواصل أمبري توفير تقارير ارتباط السفن (AVAC) لمساعدة الجهات المعنية على فهم أوضح للمخاطر المرتبطة بعبور السفن في المنطقة خلال الأشهر التي تلي وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس."

الرابط ادناه للاطلاع على المادة من موقعها الأصلي: 

 


التعليقات