تقرير: مرور عام على العملية العسكرية الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين في اليمن.. هل حققت أهدافها؟
يمن فيوتشر - CGTN الصينية: الإثنين, 13 يناير, 2025 - 03:33 مساءً
تقرير: مرور عام على العملية العسكرية الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين في اليمن.. هل حققت أهدافها؟

مر عام كامل منذ بدء العملية العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ضد جماعة الحوثي في اليمن بهدف وقف الهجمات البحرية على سفن الشحن الدولي، في حين واصلت جماعة الحوثي تصعيد هجماتها ووسعت مسرح عملياتها البحرية.

ومنذ 12 يناير العام 2024، تشن أمريكا وبريطانيا عملية عسكرية تشمل غارات جوية وضربات صاروخية ضد أهداف للحوثيين، ردا على هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر والممر المائي الدولي مضيق باب المندب.

وخلال العام استمر الحوثيون في هجماتهم البحرية ضد سفن تقول الجماعة إنها إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل وتصاعدت هذه الهجمات لتشمل السفن التجارية والعسكرية الأمريكية والبريطانية، وتوسعت من البحر الأحمر ومضيق باب المندب إلى خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي.

واعتبرت جماعة الحوثي أن "العدوان الأمريكي البريطاني خلال عام فشل" وأن محاولة فرض ضغوط سياسية واقتصادية وإنسانية إلى جانب العملية العسكرية لم يكن له تأثير.

وذكر مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى (أعلى هيئة للحوثيين) أن "العدوان الأمريكي البريطاني غير المبرر على اليمن، أثبت على مدى عام الفشل الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وشهد وقائع غير مسبوقة في تاريخ الحروب بمواجهة الغطرسة الأمريكية".

وأكد المشاط في خطاب بمناسبة الذكرى الأولى للعملية العسكرية الأمريكية البريطانية، أن قوات الجماعة "نجحت في تنفيذ قرار حظر ملاحة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، رغم صعوبة المعركة وشراستها".

وتابع :"تمكنت قواتنا المسلحة من تصدير ملاحم أسطورية أخرجت درة تاج السلاح الأمريكي (حاملات الطائرات) عن الفاعلية العسكرية، وأصبحت هذه الحاملات عبئاً في مرمى نيران قواتنا حتى بات الأمريكي يواريها هنا وهناك خوفاً من استهدافها".

وواصل قائلا: "لقد حاول الأمريكي إلى جانب عدوانه العسكري فرض ضغوط سياسية واقتصادية وإنسانية، وقد وصلتنا منذ بداية طوفان الأقصى العديد من التهديدات، ولكنها لم ولن تؤثر على موقفنا".

وأشار رئيس المجلس السياسي للحوثيين إلى أن قوات الجماعة أدخلت منظومات جديدة، على رأسها صواريخ (فلسطين اثنين) الفرط صوتية، وطائرة يافا (مسيرة) والتي تمكنت من اختراق كل منظومات الدفاع الجوية الأحدث في العالم، كما تمكنت من تحييد طائرات التجسس الأمريكية الأحدث (أم كيو ناين) وأسقطت 14 طائرة منها في عام واحد، وهو رقم قياسي لا سابق له.

ويرى خبراء يمنيون أن العملية العسكرية الأمريكية البريطانية لم تحقق أهدافها المعلنة في ظل استمرار الهجمات البحرية للحوثيين.

وقال الخبير العسكري العميد الدكتور محمد هاشم الخالد، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العملية التي تقودها أمريكا وبريطانية كانت ظاهريا تهدف للحد من الهجمات البحرية التي تقوم بها حكومة صنعاء مساندة لغزة، من خلال منع مرور السفن التجارية الإسرائيلية والقطع الحربية المختلفة في مسرح عمليات البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي.

وأضاف قائلا: "من وجهة نظر عسكرية فهذه العملية فاشلة لأنها لم تحقق أي أهداف ولم تستطيع حماية السفن والملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية".

وأوضح أن أمريكا أرسلت ثلاث حاملات طائرات ولم تفلح في تأمين مرور السفن الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، لافتا إلى أن الأمريكي يتعامل على أنه ملك البحار وأن البحرية الأمريكية فخر الجيش الأمريكي، وحاملة الطائرات لم تتلق أي هزيمة منذ 60 عاما، لكن في الواقع هذه الحاملات تعرضت لهزائم على يد القوات المسلحة اليمنية (قوات الحوثي).

واعتبر أن الضربات الجوية الأمريكية البريطانية على اليمن خلال عام، لم تحقق أي نجاحات، بل طالت أعيان مدنية، في انتهاك للقوانيين الدولية.

وأشار الخبير العسكري الخالد إلى أنه من الواضح أن "اليمن لديه إرادة عسكرية مصممة على إنفاذ قرار منع الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطاني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب حتى وقف الحرب في غزة".

من جانبه قال المحلل العسكري اليمني المقدم حامد أبو البدرين لـ ((شينخوا)) العملية العسكرية الأمريكية البريطانية على مدى عام كامل لم تحقق أهدافها الرئيسية في تحجيم قدرات الحوثيين أو تحييد تهديداتهم البحرية.

وتابع: "على الرغم من الاستهداف المكثف للبنية التحتية البحرية للحوثيين، استمرت الجماعة في تهديد الملاحة الدولية بشكل ملحوظ، فكثرة حوادث استهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر تمثل دليلا على عدم قدرة العملية على تحييد هذا التهديد بشكل كامل".

وأوضح أن جماعة الحوثي أظهرت قدرة ملحوظة على التكيف مع الضغوط العملياتية، حيث تمكنت من مواصلة تطوير قدراتها، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، معتبرا أن "هذه المرونة التكتيكية تعكس ليس فقط مهارة الحوثيين في استغلال مواردهم، بل أيضا استمرارية الدعم الخارجي لهم، سواء من حيث التدريب أو الإمداد بالأسلحة المتطورة".

وأشار المحلل العسكري أبو البدرين إلى أن هذا التصعيد له تداعيات على المستوى الإقليمي، مرجحا أن تشهد المنطقة تصعيدا أوسع، خاصة مع استمرار الحوثيين في تعزيز قدراتهم واستغلال نقاط الضعف في استراتيجيات التحالف الذي تقوده أمريكا.

من جانبه قال الدكتور فارس البيل رئيس مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية (غير حكومي) إن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا لم يحقق غايته في تحجيم هجمات الحوثي، بل منح الجماعة الرغبة البطولية والشعبوية الجماهيرية لزيادة هجماتها ولعب دور البطل المناصر لفلسطين.

وأوضح البيل لـ ((شينخوا)) أن تحالف "حارس الازدهار" بدأ كاستجابة اضطرارية من أمريكا وبريطانيا لاحتواء المغامرة الحوثية أو محاصرتها على الأقل حتى لا تتوسع دائرة النار المشتعلة في المنطقة، ولتحجيم الرغبة الإيرانية في إشعال اللهب في أكثر من اتجاه، لكن سرعان ما تحول هذا التحالف إلى ضرورة لتقليل خسائر الاقتصاد العالمي جراء اعتداءات الحوثيين التي أعاقت حركة الملاحة في البحر الأحمر.

واعتبر أن هذه الضربات "مالم تتحول إلى مراحل متقدمة من التكتيك لضرب قدرات الحوثي العسكرية والهيكلية والقيادية فإنها ستصب في صالحه إن استمرت على هذا النسق".
وتسيطر جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني، وتخوض حربا ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا منذ سبتمبر 2014. 


التعليقات