توعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الأحد، بالتحرّك ضد الحوثيين "بقوة وتصميم"، وذلك غداة إطلاقهم صاروخا من اليمن سقط في تل أبيب، وأسفر عن إصابة 16 شخصا بجروح طفيفة.
وجاء تهديد نتانياهو عقب إعلان المتمردين الحوثيين في اليمن، السبت، مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ بالستي فرط صوتي على وسط إسرائيل، فشل الجيش الإسرائيلي في اعتراضه.
ويأتي الهجوم الحوثي على إسرائيل، إثر إعلان زعيم الجماعة المصنفة إرهابية بالولايات المتحدة، الخميس، مقتل تسعة مدنيين في غارات إسرائيلية، على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة، في ضربات قالت إسرائيل إنها تمت ردا على إطلاق صاروخين بالستيين من اليمن.
وتمثّل التطورات الأخيرة أحدث فصول المواجهة بين إسرائيل والجماعة اليمنية المتمردة التي تشكل جزءا مما مما يعرف باسم "محور المقاومة" الذي تقوده طهران، ويضم فصائل مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية ومجموعات عراقية أخرى.
ومنذ نوفمبر 2023، يشنّ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في ما يعتبرونه "دعما" للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تدور حرب مدمّرة بين إسرائيل وحماس منذ أن شنّت الحركة هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وبعد نحو 90 هجوما شنه الحوثيون على سفن قبالة سواحل اليمن قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل، أعلن المتمرّدون اليمنيون في 19 يوليو مسؤوليتهم عن هجوم بمسيّرة في تل أبيب وذلك بعد عدة عمليات إطلاق صواريخ ومسيرات جرى اعتراض معظمها.
وأعقب الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخص، تنفيذ طائرات مقاتلة إسرائيلية غارة جوية على ميناء الحديدة. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل اليمن بشكل مباشر.
•بداية التصعيد
شكّل هجوم شهر يوليو نقطة بداية للتصعيد بين الطرفين، حيث استهدفت طائرة مسيرة أطلقتها الجماعة اليمنية في الـ19 من الشهر ذاته عمق الأراضي الإسرائيلية، مما أدى إلى مصرع شخص في تل أبيب.
وفي اليوم التالي للعملية نفذت إسرائيل غارات جوية مباشرة على الأراضي اليمنية، مستهدفة ميناء الحديدة ومواقع مجاورة.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي في إلحاق أضرار بليغة بمنشآت نفطية في الميناء، وأدى إلى مقتل 6 أشخاص، إضافة إلى إصابة أكثر من 80، بعضهم بحروق خطيرة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الميناء المستهدف يستخدم "كطريق إمداد رئيسي لإيصال الأسلحة الإيرانية من إيران إلى اليمن، مثل المسيرة التي استخدمت في الهجوم" على تل أبيب.
ومع حلول شهر سبتمبر، تصاعدت الهجمات بين الطرفين بشكل كبير، ففي السادس عشر من الشهر نفسه، أطلق الحوثيون صاروخا وسقط في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل.
وفي 28 سبتمبر، نفذت إسرائيل سلسلة غارات جوية واسعة النطاق على مواقع متعددة في محافظة الحديدة، شاركت فيها عشرات الطائرات المقاتلة وطائرات التزود بالوقود والاستطلاع.
وأسفرت هذه الغارات عن مقتل أربعة أشخاص، من بينهم عامل في الميناء وثلاثة مهندسين في محطة كهرباء، كما أصيب 33 بجروح، بحسب الجماعة.
•تكثيف العمليات
في مطلع شهر أكتوبر، أطلق الحوثيون ثلاثة صواريخ كروز من طراز "قدس 5" باتجاه ما قالوا إنها مواقع عسكرية إسرائيلية.
وجاء هذا الهجوم في اليوم التالي لهجوم إيراني واسع النطاق على إسرائيل استخدمت فيه طهران 200 صاروخ بالستي.
وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن في الثالث من الشهر ذاته، أنهم نفّذوا هجوما بطائرة مسيّرة على تل أبيب، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تؤكد ذلك رسميا.
وأضافوا أن العملية حققت أهدافها بنجاح وذلك بوصول المسيرات إلى أهدافها"، دون أن تتمكن الدفاعات الإسرائيلية من التصدي لها أو إسقاطها.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض "هدفا جويا مشبوها" قبالة وسط إسرائيل، من دون تقديم تفاصيل.
وفي السابع من الشهر ذاته، وبالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل، أطلق الحوثيون صاروخ "أرض-أرض" استهدف وسط إسرائيل، لكن الدفاعات الإسرائيلية نجحت في اعتراضه، بحسب بيان للجيش.
وفي أواخر أكتوبر، قال الحوثيون إنهم استهدفوا المنطقة الصناعية في مدينة عسقلان، مستخدمين عدداً من الطائرات المسيرة. وفيما أكد المتحدث العسكري للحوثيين، نجاح المسيرات في الوصول إلى أهدافها، أشارت إسرائيل إلى سقوطها في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات.
وفي الحادي عشر من نوفمبر، اخترقت طائرة مسيرة حوثية الأجواء الإسرائيلية وانفجرت في شقة بمدينة يفنة. ورغم قوة الانفجار، أكد الجيش الإسرائيلي عدم وقوع إصابات جراء الهجوم.
ومع حلول الشهر الحالي، أطلق الحوثيون صاروخا فرط صوتي على ما وصفوه بـ"الهدف الحيوي" في وسط إسرائيل، لكن الدفاعات الإسرائيلية تمكنت من اعتراضه قبل دخوله المجال الجوي للبلاد، بحسب الجيش.
وفي التاسع من الشهر ذاته، نفذت الجماعة هجوماً جديداً بطائرة مسيرة على بلدة يفنة جنوب تل أبيب، أسفر عن وقوع انفجار في أحد المباني دون تسجيل إصابات.
وفي 19 من الشهر الحالي، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية على أهداف عسكرية للحوثيين في العاصمة صنعاء. ورداً على هذه الغارات التي أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين في صنعاء والحديدة، أطلق الحوثيون صاروخين بالستيين فرط صوتيين باتجاه إسرائيل.
•خسائر
وقالت جماعة الحوثي، السبت، إن الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة منذ 20 يوليو الماضي حتى 19 ديسمبر خلفت خسائر تقدر بنحو 313 مليون دولار.
وأوضح بيان صادر عن الحوثيين، أن مؤسسة موانئ البحر الأحمر لا تزال تعاني من تبعات الأضرار السابقة للغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة الثلاثة.
وأضاف أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تسببت بأضرار جسيمة في المعدات والبنية التحتية لميناء الحديدة والتي طالت الكرينات (الرافعات) الجسرية ومحطة الكهرباء واللنشات (القوارب) القاطرة المساعدة للسفن بإجمالي خسائر تقدر بنحو 313 مليون دولار.