أشعل المتمردون الحوثيون في اليمن اضطراباتٍ واسعة عبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن لأكثر من عام، مستهدفين السفن التجارية المرتبطة بالغرب، والناقلات، والسفن العسكرية. وقد أدت هذه الهجمات إلى أزماتٍ في سلاسل الإمداد العالمية، مع ارتفاع كبير في أسعار شحن الحاويات وتحويل مسارات الشحن عبر رأس الرجاء الصالح. ومع ذلك، هناك مؤشرات مبكرة إلى أن صورة الرئيس المنتخب ترامب كرجل قوي قد تسهم في تهدئة التوترات وتخفيف الاختناقات في هذا الممر البحري الحيوي.
و تحتاج إدارة ترامب المقبلة إلى استراتيجية جديدة على وجه السرعة لخفض التصعيد في ممر باب المندب البحري الحساس، الذي شكّل مفاجأة كبيرة لفريق بايدن-هاريس. فقد اتسمت سياسات الإدارة السابقة تجاه اليمن بعدم الاتساق، مما أدى إلى استهداف عشرات السفن التجارية بطائراتٍ مُسيّرة وصواريخ انتحارية، وغرق العديد منها نتيجة الفوضى.
و يتعين على الإدارة الثانية لترامب صياغة استراتيجية تعالج الأسس العميقة للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو ما يرجح أنه يتطلب المضي قدمًا في سياساته الصارمة ضد الحوثيين.
وقد أفاد تقرير حديث لصحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين في فريق انتقال السلطة للرئيس ترامب، بأنهم يعتزمون تطبيق العقوبات الحالية وفرض عقوباتٍ جديدة على جماعة الحوثيين، بما في ذلك إعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية وحظر شراء الدول للنفط الإيراني.
ويبدو أن مجرد احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل قد ساهم بالفعل في تهدئة التوترات في هذا الممر البحري الحساس.
و بيانات جديدة من جولدمان ساكس، نقلاً عن شركة Kpler المختصة بمعلومات التجارة العالمية، أظهرت ارتفاعًا كبيرًا في تدفقات النفط عبر الناقلات خلال الأسابيع القليلة الماضية.
حيث كتب المحللان (إفرايم ساذرلاند) و (دان ستروفين) من جولدمان ساكس في مذكرة: "على الرغم من تركيز السوق المتجدد على مخاطر الإمدادات الجيوسياسية، إلا أن تدفقات النفط عبر البحر الأحمر قد تدفقت خلال الأسبوعين الماضيين وسط انتكاساتٍ مستمرة لإيران وحلفائها".
وأضاف المحللان: "نرى احتمال انخفاض كبير في أسعار شحن ناقلات النفط، بالإضافة إلى انخفاض يصل إلى 3 دولارات للبرميل في توقعاتنا لهوامش المنتجات المكررة، في حال إلغاء كامل لتحويلات ناقلات النفط من البحر الأحمر وروسيا".
و قال (سكوت موديل)، الرئيس التنفيذي لشركة Rapidan Energy Advisors، تعليقًا على بيانات شركة Kpler: "ربما خفّف الحوثيون من اضطراباتهم في البحر الأحمر في الوقت الحالي، ولكن دعونا نرى كم سيستغرق الأمر قبل أن يجدوا أسبابًا جديدة لاستئنافها مرة أخرى، سواء عبر تجدّد الاشتباكات في غزة، أو حملة ضغط قصوى جديدة تستهدف الحوثيين وبقية وكلاء إيران، وغير ذلك. لا نستبعد وقوع هجمات محددة تستهدف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة."
وهكذا يبقى السؤال المطروح: هل ستستمر تهدئة التصعيد في هذا الممر البحري الحيوي بعد 20 يناير/ كانون الثاني؟