زعمت جماعة الحوثي المسلحة في اليمن بأنها أجبرت البحرية الأمريكية على الانسحاب، بعد مغادرة حاملة الطائرات النووية من طراز "نيميتز"، يو إس إس أبراهام لينكولن (CVN-72)، من الشرق الأوسط. وكانت الحاملة قد أمضت نحو ثلاثة أشهر في المنطقة، في إطار سلسلة من عمليات الانتشار التي تهدف إلى الحفاظ على وجودٍ عسكري أمريكي لردع التصعيد المتزايد من إيران ووكلائها الإقليميين.
وفي يوم السبت، وصلت حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن إلى ميناء كلانغ في ماليزيا، ضمن ثاني محطة مخططة لها خلال انتشارها لعام 2024. و هذا الأمر ترك الولايات المتحدة بدون حاملة طائرات في المنطقة للمرة الأولى منذ أكثر من عام، باستثناء فترة وجيزة في يونيو/ حزيران، مما دفع الحوثيين لإعلان "النصر".
وقال (عبد الملك الحوثي) زعيم الحوثيين في تصريح لموقع "الميادين" الإخباري، الموالي للخط القومي العربي والمقرّب من حزب الله اللبناني: "اليمن تحدى أمريكا بأساطيلها وسفنها الحربية بعد أن أعلنت عدوانها علينا. اليمن صمد ولم يتراجع عن موقفه". وأضاف: "لقد استهدف اليمن حاملات الطائرات الأمريكية، التي ترهب العديد من الدول والأنظمة والحكومات، والتي تستخدمها أمريكا لترهيب منافسيها على الساحة الدولية".
• التفكير بخطوات عديدة قادمة:
مع ذلك، وعلى الرغم من الاعتراف بأن البحرية الأمريكية تواجه تحدياتٍ بسبب انتشارها في مناطق متعددة حول العالم، إلا أنها تبقى القوة الوحيدة القادرة على نشر سفنها الحربية عالميًا بشكل متزامن. لم تُجبر البحرية الأمريكية على الانسحاب، بل أعادت تموضع سفنها الحربية، تمامًا كما تُحرّك قطع الشطرنج على الرقعة.
و يمكن القول إن الحوثيين يلعبون "الداما"، في حين أن البحرية الأمريكية لا تزال بمثابة "أستاذ كبير" في لعبة الشطرنج، تفكر بخطواتٍ عديدة إلى الأمام. ويتضح هذا الأمر من تقرير لموقع USNI News يوم الاثنين، الذي أشار إلى أن حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" (CVN-75)، وهي السفينة الرئيسية لمجموعة الضربة البحرية "هاري إس. ترومان"، موجودة الآن في البحر الأبيض المتوسط. وأوضح التقرير أن مراقبي السفن رصدوا الحاملة الثامنة من طراز "نيميتز" أثناء عبورها مضيق جبل طارق.
و كانت CVN-75 قد غادرت ميناء نورفولك في 23 سبتمبر/ أيلول، وآنذاك، كان يُعتقد أنها ستنضم إلى "يو إس إس أبراهام لينكولن". لكن بدلاً من ذلك، شاركت في تدريبات في بحر الشمال، والآن يمكنها الوصول إلى شرق البحر المتوسط في غضون أيام.
و إلى جانب السفن الحربية للبحرية الأمريكية، عززت القوات الجوية الأمريكية وجودها في المنطقة بنشر طائراتٍ إضافية، بما في ذلك قاذفات B-52 ستراتوفورتريس التي تم نشرها في وقت سابق من هذا الشهر.
• الحوثيين جماعة لا يُستهان بها:
في الوقت ذاته، سيكون من الخطأ أن يستخف أي طرف بقدرات الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون الآن على مساحاتٍ شاسعة من اليمن. و يجب على حاملات الطائرات المنتشرة في المنطقة أن تتوقع التعرض لهجماتٍ من صواريخ تزداد تطورًا بشكل مستمر.
وقال (بيل لا بلانت)، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون المشتريات والاستدامة، لموقع "ذا كرادل" الذي يركز على قضايا الشرق الأوسط: "الصواريخ اليمنية يمكنها القيام بأمور مذهلة."
وأضاف: "أنا مهندس وفيزيائي، وخلال مسيرتي المهنية كنت دائمًا على اتصال بالصواريخ. ما رأيته من إنجازات الحوثيين في الأشهر الستة الماضية صادم بكل معنى الكلمة."
لذا مع استمرار الولايات المتحدة في تحريك سفنها الحربية في المنطقة، يجب أن تكون حذرة لتجنب أي أخطاء قد تكون مكلفة!
الرابط ادناه لقراءة المقال من موقعه الأصلي:
https://nationalinterest.org/blog/buzz/message-houthis-us-navy-coming-back-213889