دعا الأمين العام للغرفة الدولية للشحن (ICS) (غاي بلاتين)، مجددًا إلى الإفراج عن 25 بحارًا على متن سفينة نقل السيارات والشاحنات "غالاكسي ليدر" التي تبلغ سعتها 4500 وحدة (CEU).
و تقبع السفينة وطاقمها في ميناء الحديدة اليمني منذ 19 نوڤمبر/ تشرين الثاني 2023، بعد أن تعرّضت للاختطاف من قبل جماعة الحوثي اليمنية.
وتسيطر هذه الجماعة على جزء كبير من البلاد وشنت على مدار العام الماضي هجماتٍ متكررة على السفن التجارية المارة بالممرات البحرية القريبة من اليمن، باستخدام أسلحة وتدريب إيراني.
وفي حديثه من هونغ كونغ، صرّح الأمين العام بلاتين قائلاً:
"البحارة، الذين قضى بعضهم ما يقارب عامين في البحر، محتجزون رغماً عن إرادتهم مع تواصل محدود مع عائلاتهم وأحبائهم. و هذا أمر غير مقبول ولا يمكن السماح باستمراره. لذا نفكر في البحارة وكل من تأثر بهذه المحنة، ونواصل الدعوة إلى تغليب الإنسانية وإطلاق سراحهم فوراً".
و تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 100 سفينة تعرّضت لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة من قبل الحوثيين خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
و مع تعرض أطقم السفن للخطر المباشر واحتمال الموت أو الإصابة جراء الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة أثناء أداء عملهم، دعت المنظمة البحرية الدولية (IMO) وجهات أخرى مرارًا إلى الإفراج عن طاقم سفينة "غالاكسي ليدر" المحتجزين كرهائن في اليمن.
و سفينة "غالاكسي ليدر"، المخصصة لنقل السيارات والشاحنات، مسجلة في المملكة المتحدة ومملوكة لشركة Ray Car Carriers، التي يسيطر عليها الإسرائيلي (أبراهام رامي أونغار). كانت السفينة تُشغَّل من قبل شركة NYK Line اليابانية، ويُذكر أن طاقمها يضم أفرادًا من بلغاريا والفلبين ورومانيا وأوكرانيا والمكسيك.
• مقتل أفراد طاقم وغرق سفن في هجمات الحوثيين:
أسفرت صواريخ أطلقها الحوثيون في مارس/ آذار 2024 عن استهداف ناقلة البضائع الجافة "ذا كونفيدِنس"، المسجلة تحت علم بربادوس وتبلغ حمولتها 50,000 طن، في خليج عدن. و الهجوم أودى بحياة ثلاثة بحارة وأدى إلى إصابة أربعة آخرين، بينهم ثلاثة إصاباتهم خطيرة.
وفي منتصف يونيو/ حزيران 2024، قُتل بحار آخر عندما تعرضت ناقلة البضائع الجافة توتور، البالغ وزنها 82,000 طن، لهجوم بالطائرات المسيّرة والصواريخ من الحوثيين. و أُجبر طاقم السفينة على التخلي عنها، ويُقال إن السفينة غرقت بعد هجوم متتابع.
و في 2 مارس/ آذار، غرقت سفينة الشحن روبيمار، المُسجلة تحت علم بليز والمملوكة لبريطانيا، في البحر الأحمر بعد أن أصيبت بصاروخ أطلقه الحوثيون في 18 فبراير/ شباط. ووفقًا للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، كانت السفينة تتسرب منها المياه ببطء وتنجرف منذ الهجوم.
وأضافت القيادة المركزية الأمريكية أن الهجوم الصاروخي الذي وقع في 18 فبراير/ شباط تسبب في تكوين بقعة زيتية بطول 29 كيلومترًا حول السفينة، التي كانت تحمل حوالي 21,000 طن من الأسمدة.
و صرّح وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا (أحمد عوض بن مبارك)، في منشور على منصة "X" (المعروفة سابقًا باسم تويتر) في ذلك الوقت قائلاً:
"غرق السفينة روبيمار يمثل كارثة بيئية غير مسبوقة لم يشهدها اليمن والمنطقة من قبل."
و الهجمات القاتلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على السفن التجارية العابرة للممرات المائية، التي كانت تعج بالحركة في السابق بمنطقة البحر الأحمر، دفعت نقابة البحارة "ناوتيلوس إنترناشونال"، من بين جهات أخرى، إلى الدعوة لوقف عبور السفن التجارية في البحر الأحمر.
وفي بيانٍ موجه إلى مالكي السفن في مارس، في أعقاب الهجوم المميت على السفينة "ترو كونفيدنس"، قالت ناوتيلوس إنترناشونال:
"لا ينبغي أن تتفوق أي مصالح تجارية على سلامة وحياة بحارتنا."
وأضافت النقابة:
"نعتقد أن الوقت قد حان لمالكي السفن الذين يواصلون الإبحار عبر البحر الأحمر لإعادة تقييم ضرورة قرارهم في ضوء الأحداث الأخيرة، بما في ذلك غرق السفينة روبيمار والحادث المأساوي الذي وقع على متن السفينة ترو كونفيدنس."
و قام العديد من مالكي السفن ومشغليها بتغيير طرق الشحن لنقل السفن حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا بدلاً من المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وهو فارق يتراوح بين أسبوع وأسبوعين بالنسبة لمختلف البضائع وأنواع السفن.
وقد شن الحوثيون المدعومين من إيران هجمات على السفن التجارية منذ أواخر نوڤمبر/ تشرين الثاني 2023، زاعمين أن الهجمات تأتي ردًا على القصف الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.