تحليل: المعركة الجديدة في الشرق الأوسط
يمن فيوتشر - Foreign Affairs- ترجمة ناهد عبدالعليم: الخميس, 24 أكتوبر, 2024 - 06:48 مساءً
تحليل: المعركة الجديدة في الشرق الأوسط

في ظل الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، تتبلور معركة بارزة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، والتي يُتوقع أن تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل النظام السياسي العالمي. وعلى الرغم من أن هذا التنافس طُرح سابقًا كصراع عرقي وطائفي، بين السنة العرب بقيادة السعودية والشيعة الفرس بقيادة إيران، إلا أن هذا التصور تلاشى إلى حد كبير، ليصبح الصراع الحالي محوريًا حول رؤيتين استراتيجيتين مختلفتين تمامًا. رؤية السعودية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورؤية إيران 1979 التي يعتنقها المرشد الأعلى علي خامنئي.

كل من هاتين الرؤيتين تحمل في طياتها خططًا سياسية واقتصادية تتجاوز حدود دولتيهما. من جهة، تسعى السعودية تحت قيادة MBS لتحديث المجتمع السعودي، بالابتعاد عن الاعتماد على النفط والاتجاه نحو مشاريع اقتصادية طموحة وتنمية العلاقات مع الغرب، بما في ذلك التحالف الأمني مع الولايات المتحدة وإمكانية التطبيع مع إسرائيل. على النقيض، تتمسك إيران بالمبادئ الثورية التي أرستها ثورة 1979، متجنبة أي تقارب مع الغرب وإسرائيل، ومستخدمة وكلاءها الإقليميين في بسط نفوذها على دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.

الاختلاف بين الرؤيتين يتجلى في النهج الاقتصادي والاجتماعي لكلا البلدين. السعودية، رغم التحديات التي تواجهها من حيث تقلبات سوق النفط والصعوبات الاجتماعية الداخلية، تتطلع لتحرير المجتمع السعودي من القيود القديمة. أما إيران، فتظل متمسكة بنظامها الثيوقراطي الذي يعتمد على القمع لضمان البقاء، حتى مع تزايد الضغوط الداخلية التي تشبه في حدتها الضغوط التي واجهها الاتحاد السوفييتي في أيامه الأخيرة.

ومع أن الصراع المباشر بين السعودية وإيران يبدو غير مرجح في الوقت الحالي، خاصة بعد الاتفاق بينهما لتطبيع العلاقات في 2023، فإن الصراعات الداخلية في كلا البلدين تشكل التحدي الأكبر أمامهما. السعودية تواجه امتحانًا في مدى قدرتها على تحقيق مشاريعها العملاقة والمحافظة على استقرارها الاجتماعي، بينما تعاني إيران من أزمة اقتصادية وسياسية خانقة، تترافق مع نفوذ إقليمي غير مسبوق عبر وكلائها في المنطقة.

في ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن الرؤيتين السعودية والإيرانية ستحددان مستقبل الشرق الأوسط، ليس فقط من حيث الاستقرار والازدهار، ولكن أيضًا من حيث تأثيرهما على النظام العالمي ككل.

بعد أكثر من عقد من الزمن، ومع صعود محمد بن سلمان إلى السلطة، بدأت المملكة العربية السعودية تحولًا دوليًا أوسع. محمد بن سلمان، واحد من أكثر من اثني عشر ابنًا للملك سلمان، لاحظ أن القيادة التقليدية في السعودية تعتمد بشكل مفرط على النفط وتبدو منفصلة عن مجتمع شاب يتطلع للتغيير. إذ رأى أن بلاده تتراجع خلف قطر والإمارات اللتين تحولتا إلى مراكز إقليمية للنقل والتجارة، مؤثرتين في مجالات الأعمال والترفيه والرياضة والإعلام. كرد فعل، أطلق محمد بن سلمان رؤية 2030، خطة تهدف إلى تنويع الاقتصاد، تحرير المجتمع من القيود الإسلامية الصارمة، وبناء هوية وطنية جديدة.

رؤية 2030 استندت إلى ثلاثة محاور رئيسية: "مجتمع نابض بالحياة، اقتصاد مزدهر، وأمة طموحة". ومنذ عام 2018، شهدت السعودية تغييرات ملموسة، مثل منح النساء حق القيادة والسفر دون إذن ولي الأمر، وزيادة مشاركتهن في القوى العاملة والمناصب الحكومية. كما استثمرت الحكومة مبالغ هائلة في قطاعات التكنولوجيا والترفيه، مستهدفة الشباب الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان. وفي موازاة ذلك، تم تسهيل القوانين السياحية لجذب مزيد الزوار الأجانب.

ورغم هذه الجهود، كانت النتائج متفاوتة. السعودية حققت نموًا سريعًا في القطاعات غير النفطية، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على أسعار النفط. وعلى الرغم من ازدياد الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 150% بين 2017 و2023، إلا أن الاستثمار غير النفطي ما زال ضعيفًا.

رؤيتان متباينتان:
محمد بن سلمان وعلي خامنئي يمثلان رؤيتين متناقضتين. بينما يعتمد خامنئي على المظالم التاريخية، يتطلع محمد بن سلمان إلى تحقيق طموحات حديثة. وصف محمد بن سلمان خامنئي بأنه "هتلر جديد"، فيما اعتبر خامنئي بن سلمان "مجرمًا" قد يقود السعودية إلى السقوط بسبب "قلة خبرته". خامنئي، الذي نشأ في بيئة متواضعة وقضى سنوات كسجين سياسي، تمسك بالمبادئ الثورية لثورة 1979، التي تظل شعاراتها الأساسية "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل". على النقيض، يسعى محمد بن سلمان إلى إحداث قطيعة مع التطرف ويريد تحديث المجتمع السعودي.

النساء والحريات الاجتماعية:
أحد أبرز الاختلافات بين الرؤية السعودية والإيرانية يكمن في التعامل مع الحريات الاجتماعية. إيران، التي كانت تفوق السعودية في هذا المجال، تراجعت مع استمرار تشديد القيود على النساء، في حين بدأت السعودية في منح النساء حقوقًا أوسع وتوسيع مشاركتهن في الحياة العامة. وبرز هذا التفاوت في احتجاجات إيران 2022-2023، التي اندلعت إثر وفاة مهسا أميني بعد احتجازها بتهمة عدم ارتداء الحجاب بشكل مناسب.

 

الاقتصاد والقوة:
أما الفارق الأكثر وضوحًا بين رؤية 2030 ورؤية 1979 فهو التأثير الاقتصادي. استغلت السعودية عائدات النفط لدعم رؤيتها الاستراتيجية، ما جعل السعوديين أكثر ازدهارًا مقارنة بنظرائهم الإيرانيين. السعودية، رغم عدد سكانها الأقل من إيران، تمتلك ناتجًا محليًا إجماليًا مضاعفًا، واحتياطات من العملات الأجنبية تفوق ما تمتلكه إيران بعشرين مرة.

هناك أسباب متعددة وراء الأداء الاقتصادي المتردي لإيران، لكنها جميعًا ترتبط بالرؤية التي تشكلت عام 1979. ففي إطار عدائها المستمر للغرب، تعرضت إيران لسلسلة من العقوبات التي شلت قدراتها المالية وقللت من فرصها في بيع منتجاتها الأساسية، النفط والغاز. في عام 1978، كانت إيران تنتج حوالي ستة ملايين برميل نفط يوميًا، مع تصدير خمسة ملايين منها. إلا أن الثورة قلصت الإنتاج والصادرات إلى أقل من النصف. ورغم امتلاكها ثاني أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم، بعد روسيا، إلا أنها لم تنجح في الانضمام إلى قائمة أكبر 15 دولة مصدرة. حاولت طهران استخدام مواردها من الطاقة كسلاح للضغط، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث حاولت تهديد أوروبا عبر تذكيرها بأن "الشتاء قادم"، سعيًا لدفعها نحو تلبية مطالبها النووية.

غير أن المأساة الكبرى لرؤية 1979 ليست في إهدار الموارد الطبيعية، بل في الفشل في استغلال الموارد البشرية. ففي عام 2014، أشار وزير العلوم والتكنولوجيا الإيراني إلى أن هجرة العقول تكلف الاقتصاد الإيراني نحو 150 مليار دولار سنويًا، وهو ما يتجاوز بأربعة أضعاف إيرادات النفط عام 2023. على النقيض، يتمتع النظام التعليمي السعودي برؤية تعيد الطلاب المبتعثين إلى الوطن للاستفادة من خبراتهم. فبينما تنظر إيران إلى العقول المتعلمة كتهديد، تعتبر رؤية السعودية 2030 هؤلاء العقول أحد أصولها الأكثر قيمة.

واستثمرت السعودية مبالغ ضخمة في تحديث اقتصادها عبر مشاريع طموحة مثل نيوم، وهي مدينة ذكية تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز تكنولوجي عالمي. ورغم أن كلا النظامين الإيراني والسعودي استثمرا في التكنولوجيا، إلا أن إيران استخدمت ابتكاراتها لقمع شعبها وتسليح وكلائها، بينما تسعى السعودية نحو تنويع اقتصادها ورفع مستوى رفاهية مواطنيها.

 

•النظام مقابل الفوضى
بينما تتفوق رؤية السعودية 2030 في تحسين الظروف الاقتصادية وإرضاء المواطنين، فإن رؤية إيران 1979 تفوقت في توسيع نفوذها الإقليمي من خلال استغلال الفراغات السياسية في الشرق الأوسط. رؤية 2030 تركز على البناء، في حين تعتمد رؤية 1979 على التدمير. لقد استفادت إيران من الاضطرابات الناتجة عن الحروب الأهلية في لبنان والعراق والربيع العربي لتوسيع طموحاتها، بينما فشلت الجهود السعودية في مجابهة نفوذ طهران، سواء بالقوة الصارمة أو الناعمة.

في العقدين الماضيين، كانت إيران والمملكة على طرفي نقيض في أكثر النزاعات دموية بالمنطقة. في اليمن، دعمت إيران الحوثيين الذين يسيطرون الآن على السلطة ويهددون التجارة العالمية، بينما تكبدت السعودية خسائر مادية وبشرية ضخمة في محاولاتها لكبح جماحهم.

 

•التحدي الدولي
يستخدم النظام الإيراني المتطرفين الإسلاميين، خاصة الشيعة، كأداة لتحقيق طموحاته الإقليمية، بينما تواجه السعودية تحديات من المتطرفين السنة مثل القاعدة وداعش. إيران أيضًا مستعدة للتعاون مع جماعات سنية متطرفة عندما تشترك معها في الأهداف المعادية لإسرائيل والولايات المتحدة.

وإحدى أكبر نقاط الخلاف بين البلدين هي إسرائيل. رؤية 2030 مستعدة للتطبيع مع إسرائيل، بينما رؤية 1979 تسعى لإلغاء وجودها. دعم إيران لغزو حماس لإسرائيل في أكتوبر 2023 يبرز موقفها العدائي، حتى مع تورطها في تمويل حماس.

 

•الدور الدولي
الولايات المتحدة والصين هما اللاعبان الرئيسيان في تحديد مستقبل هاتين الرؤيتين. بينما تحتاج رؤية 2030 الدعم الأمريكي لضمان أمنها، تعتمد رؤية 1979 على الصين من الناحية الاقتصادية. الولايات المتحدة، رغم التوترات السابقة، تجد في السعودية شريكًا استراتيجيًا مهمًا، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية الناتجة عن غزو روسيا لأوكرانيا وتعاظم نفوذ الصين.

في السياق السياسي الحالي، تبدو التكاليف الداخلية التي تواجهها السعودية نتيجة التطبيع مع إسرائيل أكثر تعقيدًا. أظهرت استطلاعات الرأي أن 95% من السعوديين يعتقدون أن حركة حماس لم تستهدف مدنيين إسرائيليين في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما أن 96% منهم أيدوا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. هذه النتائج دفعت ولي العهد محمد بن سلمان إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة في مفاوضاته، حيث أعلن أن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لن تتم قبل قيام دولة فلسطينية. وعلى الرغم من سلطوية محمد بن سلمان، فإنه لا يستطيع تجاهل الرأي العام، كما أن مصير الرئيس المصري السابق أنور السادات، الذي اغتيل بعد تطبيعه للعلاقات مع إسرائيل، يظل محفورًا في الذاكرة.

ورغم هذه التحديات، هناك من يعتقد أن السعودية ستتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وإسرائيل، فمع كل علاقاتها مع الصين وروسيا، لا تزال تعتمد على الحماية الأمريكية ضد التهديدات الخارجية، كما أبرزت هجمات 2019 على أرامكو مدى ضعف المملكة أمام الهجمات الإيرانية. بدون الضمانات الأمنية الأمريكية، قد يتعرض مشروع "نيوم"، الذي يُقدر بنصف تريليون دولار، للتهديد في غضون أيام قليلة من هجمات إيرانية محتملة.

من ناحية أخرى، تشير بعض المؤشرات إلى أن النظام الإيراني يبدو أقل استقرارًا، إذ شهدت البلاد انتفاضات شعبية في الأعوام 2009، 2019، و2022. ومع ذلك، فإن النظام بقيادة خامنئي تمكن من تحدي التوقعات، حيث أثبتت الأنظمة الثورية قدرتها على البقاء بسبب سيطرتها المشددة على مفاصل الدولة وقواتها الأمنية. في إيران، كما في غيرها من الأنظمة الثورية، يُعتقد أن التمسك بالمبادئ الإيديولوجية هو الطريق الوحيد للبقاء.

أما بالنسبة لمحمد بن سلمان، فإن قصة الشاه الإيراني قد تكون حاضرة في ذهنه. الشاه كان زعيمًا تحديثيًا، لكن فشله في الحفاظ على التوازن بين القوى الدينية والاقتصادية أدى إلى سقوطه. ومع ذلك، لا يخشى النخب السعودية من انتفاضة شعبية بقدر ما يخشون مؤامرة داخلية قد تستهدف ولي العهد، كما حدث في اغتيال الملك فيصل عام 1975.

محمد بن سلمان، الذي أعاد تشكيل قيادة السعودية بشكل جذري، يواجه تحديات داخلية أخرى. عدم التوازن بين الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية من جهة والإصلاحات السياسية من جهة أخرى قد يؤدي إلى اضطرابات. وكما لاحظ صامويل هنتنغتون، فإن التحولات الاجتماعية السريعة دون تطور سياسي مواكب تخلق بيئة خصبة لعدم الاستقرار.

رغم التحديات، يظل ولي العهد محمد بن سلمان يتمتع بشعبية نسبية، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى ثقة السعوديين بحكومتهم، بينما يشعر معظم الإيرانيين بالإحباط تجاه حكومتهم.

ولم يعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي مسيطرًا على الأفق في السعودية، لكن الجريمة ما زالت تلقي بظلالها على سمعة محمد بن سلمان في الغرب. أبرز منتقديه في الخارج، على غرار الذين عارضوا الشاه، هم الليبراليون الغربيون، وقد شبهه البعض بصدام حسين. في 2020، وصف السيناتور الأمريكي المستقل بيرني ساندرز القيادة السعودية بأنها "بلطجية قتلة"، مضيفًا أن المملكة واحدة من "أخطر الدول". إلا أن التحدي الأكبر لسلطة بن سلمان داخليًا لا يأتي من الليبراليين الذين يرونه مستبدًا، بل من الإسلاميين الذين يعتبرونه ليبراليًا مفرطًا. وكما أشار ديفيد رونديل، إذا تولت حكومة جديدة السلطة عبر الاقتراع، فستكون على الأرجح إسلامية شعبوية. وإذا جاء التغيير عبر العنف، فمن المحتمل أن يكون على يد جماعات جهادية مثل داعش أو القاعدة.

على الرغم من محاولات ولي العهد إبعاد البلاد عن الأصولية الإسلامية، إلا أنه لم يقضِ عليها تمامًا. علي الشهابي، الكاتب السعودي، أشار إلى أن بن سلمان "وضع الوهابيين في قفص"، في إشارة إلى تقييد تأثير المدرسة المتشددة. لكن الإسلاميين، كما ذكر معلق سعودي، يشبهون "النمل الذي يبني مملكته تحت الأرض". وأضاف أن الأمير "أسكتهم، لكنه لم يقضِ على مملكتهم".

 

•الفيلة البيضاء والبجعات السوداء

خلال نصف القرن الماضي، خالف الشرق الأوسط التوقعات باستمرار، حيث خلقت مزيج الثروة النفطية والدين والسياسات الدولية بيئة خصبة لأحداث غير متوقعة بتداعيات عالمية. من الثورة الإيرانية 1979 إلى هجمات 11 سبتمبر، والربيع العربي، وصعود داعش، وصولًا إلى هجمات أكتوبر في إسرائيل. وفي ظل هذه الظروف، يعتمد مستقبل "رؤية 2030" لمحمد بن سلمان و"رؤية 1979" لإيران على مصير قادة البلدين ومتطلبات الطاقة التي تدعم طموحاتهم.

إذا فشلت مشاريع بن سلمان الكبرى أو تراجعت أسعار النفط بشكل طويل الأمد، فقد يُضطر إلى التضحية بالإصلاحات لصالح استقرار النظام. كما أن المخاطر غير المتوقعة التي قد تعصف بحكمه ليست بعيدة عن ذهنه، خاصةً مع دروس التاريخ مثل سقوط الشاه. وفي إيران، ورغم أن النظام قد يستمر بسلاسة بعد رحيل خامنئي، إلا أن هناك احتمالية لقيادة تُعطي الأولوية للمصالح الوطنية بدلًا من العقيدة الثورية. بينما يسعى البعض لمقارنة مجتبى خامنئي بمحمد بن سلمان، إلا أن هذه المقارنة غير واقعية.

نجاح أو فشل الرؤيتين المتنافستين سيؤثر على الاقتصاد العالمي واستقرار المنطقة. فالعالم الذي تفشل فيه رؤية 2030 ويقع تحت سيطرة المتطرفين، سيجعل الشرق الأوسط أقل استقرارًا. أما إذا تبنت إيران نهجًا يركز على الرفاهية والأمن، فقد تصبح ركيزة للاقتصاد العالمي. على الجانب الآخر، تبددت الأوهام لدى المسؤولين الأمريكيين بشأن قدرتهم على تشكيل سياسات الشرق الأوسط بفعالية، مع ترك الأمر للفاعلين المحليين. لكن بما أن رؤية 2030 تدعم النظام الليبرالي العالمي ورؤية 1979 تسعى إلى هدمه، فإن للولايات المتحدة مصلحة في نجاح الأولى وفشل الثانية.


التعليقات