تقرير: إيران تقول إن من واجبها معاقبة إسرائيل على اغتيال زعيم حماس في طهران
يمن فيوتشر - "الغارديان" – ترجمة غير رسمية الإثنين, 05 أغسطس, 2024 - 11:32 مساءً
تقرير: إيران تقول إن من واجبها معاقبة إسرائيل على اغتيال زعيم حماس في طهران

استدعت إيران السفراء الأجانب المقيمين في طهران للتحذير من واجب البلاد الأخلاقي المتمثل في معاقبة إسرائيل على ما تعتبره "مغامرة" وخرقاً للقانون في اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حماس، قبل أسبوع في العاصمة الإيرانية.
كما ضمنت إيران عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي يوم الأربعاء، حيث ستحاول الضغط على الدول العربية لدعم حقها في اتخاذ إجراءات انتقامية ضد إسرائيل.
العديد من القادة في الخليج على استعداد لإدانة تصرفات إسرائيل، لكنهم يدعون أيضاً إيران إلى ضبط النفس. وسيعقد الاجتماع في مقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة بالمملكة العربية السعودية.
وقال القادة الإسرائيليون إنهم مستعدون لهجوم بقيادة إيران. قال وزير الدفاع يوآف غالانت ردا على التهديدات الإيرانية المتزايدة يوم الاثنين إن الجيش الإسرائيلي مستعد "للانتقال السريع إلى الهجوم"، مرددا تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال يوم الأحد إن إسرائيل منخرطة بالفعل في الهجوم، في حرب متعددة الجبهات مع إيران وحلفائها.
وفشلت الجهود السابقة التي بذلها الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي لكسب دعم دول الخليج للقيام بعمل عسكري أو فرض عقوبات اقتصادية مباشرة. توفي رئيسي في حادث تحطم طائرة هليوكوبتر في أيار/ مايو.
ومن المحتمل أن تنتظر إيران نتيجة اجتماع منظمة التعاون الإسلامي لشن عملياتها الانتقامية المخطط لها. لكن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أشار إلى أنه يتوقع أن تشن إيران سلسلة من الضربات المنسقة اعتباراً من يوم الاثنين.
وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس جو بايدن بفريقه للأمن القومي في واشنطن الساعة 2.15 ظهراً بالتوقيت المحلي يوم الاثنين، الساعة 9.45 مساءً بتوقيت طهران، وفي ذلك الوقت من المرجح أن يكون واضحاً ما إذا كانت إيران تخطط لشن هجوم بين عشية وضحاها.
ألغى مطار طهران عددا من الرحلات الجوية القادمة والمغادرة مساء الأحد، مما يشير إلى مخاوف من احتمال تعرض طائرات مدنية لنشاط عسكري.
وفي تبادل عسكري سابق في كانون الثاني/ يناير 2020 بين الولايات المتحدة وإيران، أسقط الحرس الثوري الإسلامي عن طريق الخطأ رحلة مدنية أوكرانية كانت متجهة من طهران إلى كييف، ما أسفر عنه مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176 شخصاً.
وصل أمين مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، إلى طهران، يوم الاثنين، لإجراء محادثات مع القيادة الإيرانية، بمن في ذلك الرئيس مسعود بيزشكيان. وقد تمت إقالة شويجو، وزير الدفاع الروسي السابق، من هذا المنصب من قبل فلاديمير بوتين؛ لكنه يظل محورياً في التعاون الدفاعي الروسي مع إيران. وليس هناك ما يشير إلى أن روسيا تحث على ضبط النفس.
تحاول إيران تصوير ضرباتها الصاروخية المخطط لها على أنها ضرورية لمحاولة إعادة تأسيس الردع الإقليمي بعد فشل الولايات المتحدة في السيطرة على حليفتها إسرائيل.
وفي لقاء مع دبلوماسيين أجانب، قال القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري: "علينا جميعا واجب ومسؤولية أخلاقية بعدم التزام الصمت في مواجهة الاحتلال والتهجير والإبادة الجماعية للأمة الفلسطينية". وأضاف: "إن اللامبالاة والتهاون في وجه الشر والظلم هو نوع من الإهمال الأخلاقي ويتسبب في انتشار الشر".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن التحرك من جانب طهران أمر لا مفر منه.
وقال كنعاني إن "إيران تسعى إلى إرساء الاستقرار في المنطقة؛ لكن ذلك لن يأتي إلا بمعاقبة المعتدي وخلق ردع ضد مغامرات النظام الصهيوني". ودعا الولايات المتحدة إلى التوقف عن دعم إسرائيل، وأضاف أن المجتمع الدولي فشل في القيام بواجبه في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وينبغي أن يدعم "معاقبة المعتدي".
وأضاف: "الإرهاب هو جوهر النظام الصهيوني، وبقاؤه يعتمد على استمرار نهج إرهاب الدولة. وعلى العالم أن يدين هذه الجريمة بشدة، وثانيا أن يدعم معاقبة المعتدي ويتجنب أي نهج يعني دعم المعتدي".
وكانت تصريحاته موجهة إلى الدول العربية، بما في ذلك الأردن، الذي تعاون مع القوى الغربية في 13 نيسان/ أبريل من هذا العام للحد من تأثير الهجوم الإيراني على إسرائيل بعد اغتيال بعض قادة الحرس الثوري الإيراني في قنصلية إيرانية في دمشق في 1 نيسان/ أبريل.
وتحدث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني هاتفيا مع بايدن، بينما اتصل وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بنظيره البريطاني ديفيد لامي، كجزء من موجة الدبلوماسية.
وحذر الصفدي من أن الأزمة لن تنتهي حتى يتم إقناع إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في غزة. وخرج المسؤولون البريطانيون بانطباع أن من غير المتصور تقريباً أن يستسلم الأردن للضغوط الأمريكية ويوافق على المساعدة في إسقاط أي صواريخ إيرانية تحلق فوق الأراضي الأردنية باتجاه إسرائيل.
داخل إيران، يبدو أن أولئك الذين نصحوا بالحذر، أو حتى اقترحوا أن البلاد يمكن أن تستغل تجاوزات إسرائيل دبلوماسياً، قد خسروا أمام أولئك الذين جادلوا بأنه يجب أن يكون هناك هجوم منسق على إسرائيل يشنه حزب الله، حماس، الجماعات المسلحة العراقية، الحوثيون في اليمن، وإيران نفسها.
وفي حلقة نيسان/ أبريل، استغرق الأمر من إيران 12 يوماً لتقرر وتطلق ردها. واستخدمت ذلك الوقت ليس فقط لمعايرة ردها، بل وأيضاً لإرسال رسائل مفادها أنها لا تسعى إلى حرب إقليمية، وهي الرسائل التي دفعت الولايات المتحدة بدورها إلى كبح جماح إسرائيل في ردها.
إن بعض هذه الرسائل حول حجم ردود أفعال الجانبين غائبة؛ ولكن كلما طالت فترة التوقف بين اغتيال هنية والرد الإيراني، توفر الوقت للدبلوماسية اللازمة لتقليص نطاق سوء الفهم.
ويوم الاثنين، كرر القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، تهديد الجماعة بأن إسرائيل "ستنال العقاب في الوقت المناسب"، مضيفًا أن إسرائيل تحفر قبرها بنفسها.
في هذه الأثناء، استمر القتال محتدما يوم الاثنين في قطاع غزة وعلى الخط الأزرق الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان.
وقال حزب الله اللبناني إنه شن هجوما بطائرة بدون طيار في الصباح الباكر على شمال إسرائيل، قال الجيش الإسرائيلي إنه أدى إلى إصابة اثنين من جنوده، في حين قالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إن غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار بالقرب من مقبرة في قرية جنوبية أسفر عنها مقتل شخصين، أحدهما مسعف.
وفي غزة، قال مسؤولون فلسطينيون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت خمسة من أفراد قوة الشرطة التي تديرها حماس في غزة، كانوا يقومون بتأمين قافلة مساعدات. ووقعت الغارة على هدف مدني بعد أن أصابت الهجمات الإسرائيلية مدرستين ومجمع مستشفيات في غزة يوم الأحد، ما أسفر عنه مقتل 30 شخصا على الأقل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مراكز قيادة حماس في المدارس، وأن الغارة على المستشفى استهدفت ناشطا، دون تقديم مزيد من التفاصيل أو الأدلة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قدرة حماس على إطلاق هجمات صاروخية وقذائف مورتر على الأراضي الإسرائيلية تضاءلت خلال الأشهر العشرة الماضية من القتال، لكن 15 قذيفة على الأقل أطلقت من غزة يوم الاثنين، مما أدى إلى إصابة شخص واحد.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يؤثر اغتيال هنية وما أعقبه سلباً على محادثات الوساطة الدولية الرامية إلى التوسط في وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن والأسرى في حرب غزة.
وهناك قلق متزايد في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية من أن نتنياهو يتجنب اتخاذ قرارات بشأن المفاوضات لأسباب سياسية، وفقا لمراسلات غاضبة تسربت خلال نهاية الأسبوع إلى الصحافة الإسرائيلية.


التعليقات