تقرير: الاستخبارات الأميركية تزعم أن الجيش الروسي يقدم المشورة للحوثيين في اليمن
يمن فيوتشر - (Iran front page) - ترجمة غير رسمية الأحد, 04 أغسطس, 2024 - 12:37 صباحاً
تقرير: الاستخبارات الأميركية تزعم أن الجيش الروسي يقدم المشورة للحوثيين في اليمن

قال مسؤول أمريكي كبير اشترط عدم الكشف عن هويته لموقع "ميدل إيست آي"، نقلاً عن معلومات استخباراتية أمريكية، إن أعضاء من جهاز المخابرات العسكرية الروسي يعملون في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن بدور استشاري.
ولا تزال طبيعة الدور الذي لعبه الروس غامضة، لكن المسؤول الأميركي قال إن ضباط المخابرات العسكرية الروسية يعملون في اليمن منذ "عدة أشهر" لمساعدة الحوثيين في استهداف الشحن التجاري، وهو ما يقول الحوثيون إنه جاء تضامنا مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.
ويأتي هذا النشر الحساس في الوقت الذي تبحث فيه روسيا عن طرق لتعزيز دعمها للحوثيين.
وكشف موقع "ميدل إيست آي" في يونيو/حزيران أن الرئيس فلاديمير بوتين فكر في تزويد الحوثيين بصواريخ كروز مضادة للسفن متطورة، لكنه تراجع عن ذلك بعد التدخل المباشر لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" ما جاء في التقرير، في يوليو/تموز، لكنها أضافت أن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق من إمكانية قيام بوتين بتسليح الحوثيين، ربما كوسيلة لثني الولايات المتحدة عن السماح لأوكرانيا بالهجوم على عمق أكبر في الأراضي الروسية.
وقال صامويل راماني، الخبير في السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط وأفريقيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، لموقع "ميدل إيست آي": "إذا كانت روسيا ستزود الحوثيين بالأسلحة، فإن وضع مستشارين فنيين على الأرض سيكون الخطوة الأولى للقيام بذلك".
"ولكن قد يكون هذا أيضا مجرد إشارة إلى تعميق التعاون. ونظراً لمخاوف السعوديين، فإن هذا من شأنه أن يكون بمثابة حل وسط في ظل امتناع بوتين عن تسليح الحوثيين".
ولم تكشف المعلومات الاستخباراتية الأميركية التي تبادلتها "ميدل إيست آي" عن المكان الذي يعمل فيه المستشارون الروس.
وتتوقع الولايات المتحدة أن يلعب "محور المقاومة" -الذي يضم الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني وقوات الحشد الشعبي في العراق- دورا أكثر بروزا في هجوم انتقامي على إسرائيل مقارنة بشهر أبريل/نيسان عندما أطلقت إيران بشكل مباشر مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل.
وعلى الصعيد العلني، أصبح الحوثيون والروس يتعاونون بشكل أوثق. ففي يوليو/تموز، التقى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، كبير الدبلوماسيين الروس في الشرق الأوسط، في موسكو، وفدا من الحوثيين برئاسة المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام.
بدأ الحوثيون إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التجارية في البحر الأحمر بعد وقت قصير من الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل. ويقولون إن الهجمات كانت ردا على هجوم إسرائيل على القطاع المحاصر.
وفي يناير/كانون الثاني، بدأت الولايات المتحدة قصف الحوثيين، لكن الضربات لم تنجح في ردع الجماعة.
وتقول الولايات المتحدة إن هجمات الحوثيين كانت "عشوائية"، لكن الحوثيين أكدوا أن السفن المرتبطة بروسيا وإيران والصين آمنة في البحر الأحمر.
ويقول المحللون إن هذه الهجمات تؤكد الصعوبة التي يواجهها الحوثيون في محاولتهم فرز عالم الشحن البحري المترابط، والحدود المحدودة التي يواجهونها في مجال الاستخبارات البحرية.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون لموقع "ميدل إيست آي" إنهم يعتقدون أن بوتين يرى التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط بمثابة نقطة ضعف للضغط على الولايات المتحدة بشأن دعمها لأوكرانيا.
وقال الجنرال فرانك ماكنزي، القائد المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية، في تصريح سابق لموقع "ميدل إيست آي": "هناك علاقة بين حرب روسيا على أوكرانيا والبحر الأحمر".
وأضاف أن "بوتين يرى أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الهجمات الأوكرانية على السفن الروسية في البحر الأسود. ومن الممكن أن يرى أن القيام بشيء ما في البحر الأحمر بمثابة انتقام".
وتقول الولايات المتحدة إن الحوثيين يعتمدون على الدعم الإيراني لتنفيذ ضرباتهم؛ لكن يبدو أيضاً أن المجموعة تعتمد بشكل كبير على بيانات الشحن مفتوحة المصدر لإعداد قوائم أهدافها.
وربما يكون قرار بوتين إرسال مسؤولين من جهاز المخابرات العسكرية الروسية إلى اليمن نابعا من الرغبة في تنظيم قدرات الاستخبارات الحوثية بشكل أفضل.
روسيا لا تخجل من إرسال قواتها إلى الشرق الأوسط. وتعمل مجموعة فاغنر الروسية للمرتزقة في ليبيا ومنطقة الساحل القاحلة. كما ينتشر الجيش الروسي في سوريا، حيث يدعم الرئيس بشار الأسد. وفي الوقت نفسه، في السودان، تمضي روسيا قدماً في خططها لإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، حسبما أفاد موقع "ميدل إيست آي".
وأضاف راماني: "من المنطقي أن يرغب بوتين في أن يرى الناس على الأرض كيف يستهدف الحوثيون السفن الروسية والتأكد من عدم تعرضها للضرب.


التعليقات