أعلنت خطوط طيران دولية تعليق رحلاتها إلى مطار بيروت في ظل توقعات بضربة إسرائيلية محتملة على لبنان، في إطار تداعيات حادثة مجدل شمس، التي قتل فيها 11 شخصا جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في البلدة الواقعة في الجولان السوري المحتل السبت الماضي.
وأعلنت مجموعة الطيران الألمانية "لوفتانزا" تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى الخامس من أغسطس/ آب.
ونقلت "فرانس برس" عن ناطق باسم "لوفتهانزا" أن إلغاء الرحلات إلى لبنان جاء نتيجة "التطوّرات الجارية في الشرق الأوسط".
كما علقت شركتا "إير فرانس" و"ترانسافيا" رحلاتهما إلى بيروت يومي الاثنين والثلاثاء "بسبب الوضع الأمني" في البلاد، بحسب متحدث باسم مجموعة "إير فرانس-كاي إل إم".
وأظهرت بيانات موقع تتبع رحلات الطيران "فلايت رادار 24" أن الخطوط الجوية التركية ألغت رحلتين ليل الأحد، كما ألغت شركة طيران "صن إكسبرس" وشركة إيه جيت" التركيتان وشركة طيران "إيجه" اليونانية والخطوط الجوية الإثيوبية وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت اليوم الاثنين.
- دعوات إلى المغادرة
ودعا عديد دول، أكثرها غربية، رعاياها إلى مغادرة لبنان، في توتر الوضع بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، المتصاعد منذ حادثة مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة، ما ينذر
باندلاع حرب إقليمية في المنطقة.
وعقب تهديدات إسرائيلية بالتصعيد مع حزب الله أصدر عديد دول، أكثرها غربية، بيانات رسمية تدعو رعاياها لمغادرة لبنان، وتجنب السفر إليه.
ودعت السفارة الأمريكية ببيروت، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، أمس الأحد، رعاياها إلى "مراجعة تحذير السفر الحالي الذي يحث بشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان". وأوصتهم بالتسجيل في برنامج (STEP) لتلقي التنبيهات وتسهيل تحديد موقعهم في حالة الطوارئ.
وأضاف البيان أن السفارة الأميركية "تلفت انتباه المواطنين إلى حقيقة أنه في ظل التوتر المتزايد في المنطقة، تقوم بعض شركات الطيران بتعديل جداول رحلاتها في لبنان".
ونصحت السفارة الأميركية مواطنيها المسافرين من أو إلى لبنان بمراقبة حالة رحلاتهم عن كثب، وأن يكونوا على دراية بأن مسارات الرحلات قد تتغير مع قليل من التحذير أو من دونه، وأن يضعوا خططا بديلة.
وزارة الخارجية الفرنسية أيضا، في بيان الأحد، دعت رعاياها لعدم السفر إلى لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، معربة عن إدانتها للهجوم على قرية مجدل شمس، داعية إلى "تجنب أي تصعيد عسكري جديد".
كما دعت الوزارة الفرنسية جميع الأطراف إلى بذل الجهود كافة لتجنب أي تصعيد عسكري جديد، قائلة: "سنواصل العمل مع الأطراف لتحقيق هذه الغاية".
من جهته، حث وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، رعايا بلاده على مغادرة لبنان، وفق ما نقلت وكالة "أنسا" للأنباء.
كما قالت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، في بيان، إنها تواصل نصح رعاياها بعدم السفر إلى لبنان، وتشجع المقيمين في البلاد على المغادرة.
وحثت الوزارة مواطنيها على توخي الحذر الشديد، وتجنب السفر إلى لبنان.
وأعاد وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، أيضا التذكير بتعليمات وزارة خارجية بلاده بعدم السفر إلى لبنان ومغادرته فورا.
وكتب عبر حسابه بمنصة "إكس": "لقد قلت ذلك مرات، وأقول مرة أخرى إن من الضروري للمواطنين السويديين مغادرة بيروت والامتناع عن الذهاب إليها"، مضيفا: "يرجى الاستجابة لهذا".
ونصحت وزارة الخارجية الدانماركية رعاياها بعدم السفر إلى لبنان وشجتعهم على مغادرة البلاد "ما دام ذلك ممكنا".
السفارة النرويجية أيضا، عبر صفحتها على "فيسبوك"، نبهت رعاياها إلى "تصاعد الصراع بين حزب الله في لبنان وإسرائيل"، مشددة على التنبه "لنصائح السفر التي تشجع جميع رعاياها على مغادرة لبنان"، موضحة أنه "في حال تدهور الوضع، قد تصبح خيارات السفر خارج لبنان محدودة".
وقالت وزارة الخارجية البلجيكية، في بيان: "في ضوء التداعيات الأخيرة التي شهدتها بلدة مجدل شمس، نذكّر مواطنينا بالتحذير بشأن السفر إلى إسرائيل والقدس والأراضي الفلسطينية ولبنان"، وشدد البيان على ضرورة مغادرة البلجيكيين لبنان.
وكانت هولندا والسعودية والكويت دعت رعاياها في أواخر يونيو/ حزيران الماضي إلى مغادرة لبنان، جراء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
- تحذيرات من مغبة الحرب
من جهة أخرى توالت التحذيرات من تداعيات حادثة مجدل شمس وإغراق المنطقة في حرب إقليمية.
وحذرت الخارجية المصرية، في بيان الأحد، من "مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، على خلفية أحداث قرية مجدل شمس بما قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة".
وأكدت "أهمية دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب".
وناشدت مصر "القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخُّل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، والتي قد تُشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين".
كما حذرت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان مساء الأحد، من "التصعيد الخطير في جنوب لبنان، ومن تداعيات إشعال حرب جديدة على لبنان في ضوء التطورات الخطيرة التي شملت سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس السورية المحتلة".
وحذر الأردن في البيان ذاته من أن "التصعيد في الجنوب اللبناني قد يدفع نحو توسع الحرب إلى حرب إقليمية شاملة"، داعيا إلى "أهمية دعم لبنان وأمنه واستقراره وسلامة شعبه ومؤسساته"، ووقف الحرب على غزة.
ودعا وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية، إلى "إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل (اللجنة الأممية التي تراقب الحدود) لمعرفة حقيقة الأمر"، مؤكدا أن أي "هجوم كبير من قبل إسرائيل على لبنان سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية".
ومساء الأحد، كلّف المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتحديد كيفية مهاجمة "حزب الله" والتوقيت، على خلفية حادثة مجدل شمس.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أن الجيش قدَّم للحكومة سيناريوهات لشن هجوم محتمل على "حزب الله".
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم أن تل أبيب لا تريد خوض حرب شاملة مع لبنان، وإنما "إلحاق الضرر بحزب الله، دون الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة".
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي لبنانية في الجنوب وهضبة الجولان السورية، فضلا عن الأراضي الفلسطينية.
ويتبادل حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قصفا يوميا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.