تقرير: هل أصبحت الحرب وشيكة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني؟
يمن فيوتشر - خاص الأحد, 23 يونيو, 2024 - 11:17 صباحاً
تقرير: هل أصبحت الحرب وشيكة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني؟

تزايدت حالة التوتر على الحدود اللبنانية في الفترة الأخيرة، في ضوء تصاعد إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله ما ينذر بحرب وشيكة بين الطرافين سيكون مسرحها الأساسي الجنوب، قد تتمدد لاحقاً لتشمل كافة التراب اللبناني، وربما تتوسع لتصبح صراع إقليمي ودولي.

 

- إسرائيل تنقل مواردها نحو الشمال

هناك العديد من المؤشرات التي تشي بقرب اندلاع هذه الحرب، وأولها توجهات القيادة الإسرائيلية لنقل أصولها ومواردها الحربية من جنود وعتاد وآليات عسكرية نحو الحدود اللبنانية.

وبحسب مصادر استخباراتية فقد أبلغ عدداً من كبار المسؤولين الإسرائيليين، أعضاء إدارة الرئيس بايدن ومسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية أنهم يخططون لنقل الموارد من جنوب إسرائيل (على حدود غزة) إلى الشمال (بحدود لبنان)، استعداداً لهجوم بري محتمل ضد حزب الله في الجنوب اللبناني.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قد صرح قبل أيام، بأن "حزب الله" هو من بدأ الحرب، مشددا على أن من "واجب إسرائيل" تغيير الوضع، حسبما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.

وكتب غالانت في حسابه على منصة "إكس": "في نهاية تقييم الوضع في القيادة الشمالية، قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تستعد وتستمر في الاستعداد لمواجهة أي تهديد يأتي في طريقنا سواء في الدفاع أو الهجوم".

وأضاف: "الوضع في الشمال سيتغير بتسوية أو بعملية عسكرية واسعة النطاق، وعلينا واجب إعادة المواطنين سالمين إلى منازلهم".

كما توعد وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع "حرب شاملة"، وأعلن الجيش الإسرائيلي موافقته على خطط عملياتية لتنفيذ هجوم في لبنان.

وفي نفس الوقت، أبدى العديد من المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين مخاوف جدية من أن حرباً واسعة النطاق ضد حزب الله يمكن أن تتسبب في تدمير منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في الشمال، بما في ذلك بطاريات صواريخ أرض جو "القبة الحديدية"، أمام الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار من حزب الله، الأمر الذي يتطلب دعم أمريكي واسع النطاق في أي حرب محتملة.

وقد أعلنت بالفعل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استعدادها لدعم إسرائيل إذا اندلعت حرب شاملة بينها وبين حزب الله اللبناني، وذلك خلال اجتماع مسؤولين أمريكيين مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي؛ رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي؛ تساحي هنغبي اللذان يزوران واشنطن.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي قوله إنه "بالرغم من عدم إمكانية توفير قوات أمريكية على الأرض، فإن إدارة بايدن جاهزة لتقديم مساعدات عسكرية إلى الجيش الإسرائيلي في حال اندلاع حرب أوسع بين الطرفين".

 

- إعادة تموضع أمريكي

أما ثاني المؤشرات فهو إعادة التموضع الأمريكي في المنطقة ونقل عدد من أصولها إلى البحر المتوسط تحسباً لشن حزب الله هجوم شامل على إسرائيل.

ووفقاً لمسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، فإن حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور"، والمجموعة الهجومية المرافقة لها، ستغادر قريباً جنوب البحر الأحمر، وستحل بدلاً عنها حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت"، التي غادرت بالفعل بحر الصين الجنوبي متجهة نحو المنطقة لقيادة عمليات تحالف "حارس الازدهار" لحماية الملاحة الدولية من هجمات جماعة الحوثيين في اليمن، بالتعاون مع عملية "أسبيديس" التابعة للاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن "أيزنهاور" ستعبر قناة السويس ليتم إعادة نشرها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبمجرد وصولها إلى هناك سترتبط بسفن بحرية أمريكية وبريطانية إضافية منتشرة حالياً في المتوسط.

وأكد المسؤول الأمريكي أن الهدف من إعادة نشرها هو "مساعدة إسرائيل في الدفاع عن مجالها الجوي الشمالي ضد الهجمات واسعة النطاق بالصواريخ طويلة المدى والطائرات بدون طيار التي من المتوقع أن يطلقها حزب الله في بداية الهجوم البري والجوي الإسرائيلي المحتمل على جنوب لبنان".

وكشفت مصادر عسكرية أيضاً أن الولايات المتحدة ستعزز حضورها في البحر المتوسط بحاملة طائرات ثانية وهي "يو إس إس هاري ترومان"، والتي من المرجح أن تغادر مع مجموعتها الهجومية من قاعدة نورفولك، في ولاية فيرجينيا، لتقديم الدعم لـ"أيزنهاور" في وقت ما في يوليو أو أغسطس، "على الرغم من أنه من المحتمل أن تكون العملية الإسرائيلية في لبنان قد بدأت بالفعل بحلول ذلك الوقت، ما يعني أنه يجب على حاملتي الطائرات البقاء في المتوسط".

كما قامت الولايات المتحدة قبل أيام، بإرسال مجموعة من الطائرات المقاتلة المنطقة، وكل هذا يأتي في إطار الاستعداد لحرب محتملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، رغم إعلان المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان؛ آموس هوكشتاين، وقبل أيام، إن بلاده تسعى إلى تجنب اندلاع "حرب أكبر" بعد تصاعد إطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

 

- "غادروا لبنان فوراً"

أما ثالث المؤشرات فهي التحذيرات التي وجهتها عدد من الدول الغربية والعربية لرعاياها بتجنب السفر إلى لبنان، وطالبت المتواجدين منهم هناك بالمغادرة بأسرع وقت.

فقد أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن سفراء إيطاليا وفرنسا وإنجلترا والسويد وألمانيا تلقوا تعليمات من حكوماتهم بـ "إخلاء لبنان فوراً" بناء على المعلومات الاستخباراتية التي تقول إن "الحرب وشيكة".

وطالبت الخارجية الكويتية رعاياها بالعدول عن التوجه إلى لبنان في الفترة الراهنة، وأن على المتواجدين هناك دون وجود حاجة مُلحة، بضرورة المغادرة بأسرع وقت ممكن "نظرا للتطورات الأمنية المتعاقبة التي تمر بها المنطقة".

من جهتها، حذرت السفارة السعودية في لندن من خطر نشوب حرب عالمية بعد الإعلان عن غزو إسرائيلي وشيك لجنوب لبنان، وقالت في بيان لها: "من المهم أن يفهم الجميع الخطر الذي ينتظرنا، الصراع لن يبقى إقليمياً، بل سيتحول بسرعة كبيرة إلى صراع دولي".

وفق كل هذه المؤشرات، يبدو أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله أصبحت وشيكة، وتنتظر فقط لحظة الإعلان عنها، ورغم التحذيرات من توسعها والمحاولات للحيلولة دون اندلاعها إلا أنها تقترب رويداً رويداً من نقطة الصفر.

 


التعليقات