تقرير: لماذا أعلنت إيران تزويد الحوثيين بتكنولوجيا الصواريخ الباليستية البحرية في هذا التوقيت؟
يمن فيوتشر - سبوتنيك الأحد, 02 يونيو, 2024 - 12:22 صباحاً
تقرير: لماذا أعلنت إيران تزويد الحوثيين بتكنولوجيا الصواريخ الباليستية البحرية في هذا التوقيت؟

طرح تقرير نشرته وسائل إعلام إيرانية، عن حصول جماعة الحوثي اليمنية على التكنولوجيا الخاصة بصواريخ "قدر" الباليستية الإيرانية، الكثير من التساؤلات حول توقيت الإعلان والهدف منه.
ويعد تقرير وكالة "تسنيم"  هو الأول من نوعه الذي يعترف صراحة بتزويد الحوثيين بالتكنولوجيا العسكرية. ويرى مراقبون أن المرحلة الحالية بعد قيام طهران باستهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات تختلف عما قبلها، وأن التصعيد بين إيران وأمريكا وإسرائيل والغرب يتزايد وقد يشهد مراحل جديدة في الفترة المقبلة.
فما هو الهدف من الإعلان الإيراني وما تأثيره إقليميا ودوليا وبشكل خاص على الحوثيين؟
بداية يقول المحلل السياسي الإيراني عبد الجليل الزبيدي، إن التصريحات الإيرانية حول تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية بحرية ترتبط بمرحلة التوتر الحاصلة بين طهران وواشنطن، خاصة بعد الحديث عن إصدار بيان شديد اللهجة ضد إيران في الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك": "إن التصعيد الإيراني الأخير بشأن تزويد (الحوثيين) بالصواريخ الباليستية يعني قبول طهران التحدي، ورفعت مستوى هذا التحدي وأعلنت بشكل واضح ومباشر، لأول مرة عن تزويد القوات اليمنية (الحوثية) بصواريخ "قدر" وهى صواريخ متوسطة المدى وقادرة على ضرب السفن من مديات بعيدة انطلاقا من الساحل اليمني".
وأضاف الزبيدي: "أعتقد أن هذا الإعلان يأتي في سياق رفع مستوى التحدي مع الولايات المتحدة والقوى الغربية التي تصر على رفع مستوى الضغط ضد إيران من خلال الاجتماع المقبل لحكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

* تصعيد خطير
وحول تداعيات تلك التصريحات على الوضع الراهن إقليميا ودوليا يقول الزبيدي: "إضافة إلى الإعلان عن تسليح (الحوثيين) بهذا النوع من الصواريخ، فإن هناك أجهزة ومعدات متطورة جدا حصلت عليها (جماعة الحوثي)، وهو ما ترجمته باستعدادها لضرب أهداف في عرض البحر الأبيض المتوسط، وهى مسافة بعيدة جدا، لأن اليمن في الطرف الآخر من البحر الأحمر، وهذا يعني أن إيران تريد أن يكون لمحور المقاومة الذي تقوده مقدرة على ضرب أهداف حساسة في محور شرق البحر المتوسط".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "هذا التصعيد يتزامن مع تصعيد خطير جدا قام به نتنياهو حينما احتل محور فلادلفيا بمدينة رفح الفلسطينية على الحدود المشتركة مع مصر، بالتالي يبدو أن إيران لا تعول على رسائل التهدئة والتطبيع التي تأخذها عبرة، وهو ما يعني أنها لا تعول على التصريحات والوعود الأمريكية".

* الوضع الجديد
وأكد الزبيدي أن "إيران تعتقد أنه بعد الثالث عشر من أبريل/ نيسان الماضي، وهو اليوم الذي هاجمت فيه إيران الكيان الإسرائيلي بالصواريخ والمسيرات، ليس كما كان الوضع قبل هذا التاريخ، وأن الوضع الجديد سوف يفتح لها آفاقا للضغط على الطرف الآخر، ليس فقط من أجل تخفيف حدة العمليات الإسرائيلية ضد قطاع غزة الفلسطيني وسعي إسرائيل لإقصاء حماس من القطاع، بل وترى إيران أن التصعيد في تلك المرحلة مواتٍ لغاياتها وأهدافها الاستراتيجية، باعتبارها قوة رئيسية في هذه المنطقة باعتراف خصومها".

* لا مشكلة
من جانبه يقول العميد عزيز راشد، الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني من صنعاء: "سواء أعلنت إيران أو غيرها تزويدنا بالصواريخ الباليستية أو لم تقم بذلك ليس هناك مشكلة، لأن واجبنا الشرعي هو الدفاع عن الأمة بأي سلاح نمتلكه".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "ليس لدينا مشكلة، سواء قامت إيران أو الصين أو غيرهما من الدول الصديقة بمدنا بالسلاح، فلا يوجد أي حرج أو نكران لمثل تلك الأفعال، نحن نقوم بتصنيع اسلحتنا وقلنا ذلك مرارا، فلدينا التكنولوجيا والمعلومات من معظم الدول المتعلقة بعملية تصنيع الصواريخ والمسيرات، وقد قمنا بتصنيع المسيرات والصواريخ الباليستية التي يتم من خلالها استهداف السفن الذاهبة إلى الأراضي المحتلة والتي تتجاوز القرارات اليمنية في البحر الأحمر".

* "محور المقاومة"
وتابع راشد: "سواء صرحت وكالات الأنباء أم لم تصرح، نحن لدينا الاستعداد لاستقبال الدعم العسكري من أي دولة في العالم، من الصين والشرق أو الغرب دون أن يكون هناك أي حرج. لا أظن أن هناك مشكلة لدينا في مواجهة من يقتلون النساء والأطفال ويحرقون المخيمات والمستشفيات ويرتكبون جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".
وأكد الخبير العسكري أن "إيران دولة مقاومة وتزود المقاومة السورية واللبنانية وغيرها بالصواريخ، وإيران دولة شقيقة وصديقة ومن حقها أن تزودنا بجميع الأسلحة، لكننا كخبراء عسكريين يمنيين نرى أننا نقوم بتصنيع اسلحتنا، لا مشكلة لدينا فيما تم التصريح به من جانب إيران، المشكلة لدى أمريكا والعرب، ويفترض أن يحتفي الإعلام العربي بقوة وسطوة المقاومة ويذيع الأناشيد الوطنية بدلا من عمليات زرع الوهن والضعف في العقول ومحاولة تشويه صورة المرابطين دفاعا وذودا عن حمى الأمة".
وذكر تقرير نشرته وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية أن جماعة الحوثي حصلت على التكنولوجيا الخاصة بصواريخ "قدر" الباليستية الإيرانية المضادة للغواصات.
ولفتت الوكالة إلى أن تطوير إيران للصواريخ الباليستية البحرية كان نقطة تحول مهمة في قدراتها الصاروخية، بحسب ما ذكرته الوكالة، في تقرير لها، الأربعاء، أشار إلى أن هذا الصاروخ كان أول صاروخ باليستي مضاد للسفن تصنعه إيران.
وبحسب الوكالة، فإن النسخة التي عرضتها جماعة الحوثي من صواريخ "قاهر" المضادة للغواصات، خلال عرض عسكري، ظهرت مزودة بباحث بصري مثل صواريخ "قدر" الإيرانية المضادة للسفن.
وتواصل جماعة الحوثي استهداف السفن التي لها علاقة بإسرائيل في البحر الأحمر. وأعلنت أن السفن الأمريكية والبريطانية المشاركة في الهجمات ضدها تمثل أهدافاً معادية، وأنها ستستهدفها بالطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن، التي تمثل أحد أخطر الأسلحة التي تهدد الأساطيل الحربية والتجارية في وقت الحرب.
ويقول تقرير أعده المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن جماعة الحوثي تستخدم 12 نوعا من الصواريخ المجنحة والباليستية المضادة للسفن، وذلك وفقا للمعلومات التي تمكن من الحصول عليها، بينما تشير السرية المفروضة على قدراتها إلى أن ما يتم معرفته عن أسلحتها ربما لا يكون كل ما تملك من قدرات عسكرية.
ولفت التقرير إلى أن الجماعة أصبحت تمتلك ترسانة متنوعة من الصواريخ المضادة للسفن تشمل صواريخ باليستية وصواريخ مجنحة، بعضها كان ضمن ترسانة الجيش اليمني وأخرى تمثل طرازات صينية أو سوفييتية قديمة تم تطويرها محليا.
وقال التقرير إن إيران تمثل مصدرا مهما لحصول الحوثيين على تكنولوجيا تصنيع الصواريخ المضادة للسفن، التي أصبحت سلاحا مثاليا لتنفيذ العمليات الحوثية ضد السفن التي لها علاقة بإسرائيل في البحر الأحمر.


التعليقات