بعد الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا قبل أيام على أهداف للحوثيين في اليمن ردا على هجمات الجماعة بطائرات من دون طيار على السفن التجارية في البحر الأحمر، قال مراقبون في مصر إن شن مزيد من الهجمات يمكن أن يقلل من حركة المرور في قناة السويس ويضر بالاقتصاد المصري والعالمي، وفقا لتقرير نشره موقع صوت أميركا.
واعتبر نائب وزير الخارجية المصري السابق، حسين هريدي، في تصريحات إعلامية، أن الضربات الأميركية والبريطانية "قد تلحق الضرر بالاقتصاد المصري المتعثر بالفعل، وتؤدي إلى قطع الشحن عبر قناة السويس بصورة أكبر من تلك التي شهدتها القناة في ديسمبر الماضي، عندما انخفض بنسبة 30 بالمئة".
وقال إنه إذا استمرت الضربات الأميركية البريطانية على الحوثيين، فإن ذلك لن يحل المشكلة، بل سيؤدي إلى تفاقمها وتوسيع الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة بما يؤثر على أمن واقتصادات الشرق الأوسط وأوروبا.
وأشار هريدي إلى أن الصراع المتصاعد يمكن أن يؤدي إلى هجوم على سفينة حربية أميركية أو بريطانية، الأمر الذي من شأنه أن يفرض رد فعل أقوى من واشنطن أو لندن.
من جانبه أوضح أستاذ العلوم السياسية، خطار أبو دياب، في حديثه إلى إذاعة "صوت أميركا" أن الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين تأتي بعد 32 هجوما للحوثيين على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر.
وتابع: "هجمات الحوثيين لم تستهدف فقط السفن المتجهة نحو إسرائيل، ولكن أيضا السفن الدولية، بالإضافة إلى هجوم كبير في 9 يناير باستخدام 13 طائرة بدون طيار ووابل من الصواريخ، مما تسبب في تحويل أكثر من 2000 سفينة عن مسارها عبر البحر الأحمر وقناة السويس لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا".
وفي سياق ذي صلة، قال الأستاذ في الجامعة اليابانية بالإسكندرية في مصر، البروفيسور سعيد صادق: "لو أرادت الولايات المتحدة تصعيد الوضع في المنطقة لكانت استهدفت قادة الحوثيين أو قتلتهم، وعندها فإن طبيعة المجتمع القبلي في اليمن كان سيدفع تلك الجماعة إلى السعي للانتقام".
وأشار صادق إلى أن مصر ربما تكون قد غضت الطرف أيضًا عن الضربات الأميركية والبريطانية.
"تعاون وثيق بين إيران والحوثيين"
وأما الخبير الاستراتيجي الإيراني المقيم في لندن، علي نوري زاده، فإنه يعتقد أن قادة الحرس الثوري الإيراني يعملون بشكل وثيق مع الحوثيين لتنسيق ضربات الطائرات بدون طيار وغيرها من الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر.
وأردف: "أصر الإيرانيون، بطريقة أو بأخرى، على أنهم غير متورطين في تلك الهجمات.. وذلك لأن طهران لا تريد أن تحشر أميركا في الزاوية وتجبرها على الرد".
وأعرب نوري زاده عن اعتقاد أيضا بأن إسرائيل لا ترغب في توسيع نطاق صراعها بالوكالة مع إيران أيضًا.
وتابع: "جبهة واحدة تكفي إسرائيل، فهي لم تدخل مع ميليشيات حزب الله في حرب كبيرة كما تكهن بذلك خبراء وسياسيون".
ومع ذلك، استهدفت إسرائيل، وفقا لتقارير إعلامية، الميليشيات الموالية لإيران في سوريا في عدد من المناسبات منذ هجوم هجمات حماس على جنوب إسرائيل قبل نحو 100 يوم.
واندلعت الحرب مع شن حماس في السابع من أكتوبر هجوما غير مسبوق على إسرائيل أودى بحياة نحو 1200 شخصا، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، فيما اقتيد خلال الهجوم نحو 250 رهينة إلى قطاع غزة لا يزال 129 منهم محتجزين، وفق إسرائيل.
وفي المقابل ردت إسرائيل بقصف مكثف وعمليات برية أودت إلى مقتل ما يزيد عن 23 ألف شخص، غالبيتهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.