تقرير: الحوثيون قراصنة في البحر الأحمر منذ 1000 عام
يمن فيوتشر - UPI- ترجمة غير رسمية الجمعة, 05 يناير, 2024 - 02:23 صباحاً
تقرير: الحوثيون قراصنة في البحر الأحمر منذ 1000 عام

 

من هم الحوثيون الذين يستهدفون السفن التجارية قرب الساحل اليمني للبحر الأحمر؟
الإجابة المختصرة هي مجموعة مخصصة من المتعصبين الدينيين، الذين يصفهم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإرهابيين، ويريدون السيطرة على اليمن. هذا جواب مختصر. 
أما الإجابة الطويلة فتستلزم العودة إلى ما قبل 1000 عام لوضع الأساس للجماعة المتعصبة المتمركزة في المنطقة الجبلية شمال اليمن. يتواجد الحوثيون-بشكل أو بآخر- منذ العام 790 تقريبا، وقد سيطروا على المنطقة الجبلية نفسها في شمال اليمن لعدة قرون.
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، هاجم الحوثيون البنية التحتية المدنية في إسرائيل والسفن التي تعبر البحر الأحمر، وهو تالممر الذي تعبره 15% من التجارة العالمية.
تعهد تحالف يضم 13 دولة، بينهاالولايات المتحدة، يوم الأربعاء، بمحاسبة الحوثيين على الهجمات.
الحوثيون هم مسلمون شيعة زيديو يخوضون حربا مع الحكومة اليمنية منذ العام 2004. استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في العام 2014، وسيطروا على معظم شمال اليمن منذ العام 2016.
إيران هي الداعم الرئيسي للحوثيين، الذين تقول دول سنية أخرى ومسؤولون يمنيون إنهم مدربون ومسلحون ومدعومون ماليا من إيران وحزب الله.
ووفقا لمركز ويلسون، قدمت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أدلة تظهر أن إيران تنقل الأسلحة إلى الحوثيين. وتشمل الأدلة صواريخ وأسلحة أخرى يستخدمها المسلحون الحوثيون في اليمن وأفغانستان.

*إرث تاريخي*
يشكل المسلمون الشيعة أقلية داخل الديانة الإسلامية بالمقارنة مع المسلمين السنة. كما أن المسلمين الشيعة الزيدية أقلية ضمن الطائفة الشيعية من المسلمين. والشيعة الزيدية ينتسبون إلى زيد بن علي، وهو حفيد صهر محمد وابن عمه.
عام 740 قاد زيد بن علي  ثورة ضد الإمبراطورية الأموية، التي كانت أول إمبراطورية إسلامية، وحكمت من دمشق.
قُتل زيد وهو يقود الثورة. وتشير الأسطورة إلى أن رأسه دُفن في ضريحه في الكرك بالأردن. يُذكر أن زيد كان يعارض ما يعتبره الشيعة نظاما أمويا فاسدا، وفقا لمعهد بروكينجز. وبالمثل، يعتبر الحوثيون اليوم أنفسهم في حالة حرب مع الدول والحكومات الفاسدة، بدءا من اليمن.
وكان للحوثيين وجود كبير في المنطقة الجبلية شمال اليمن منذ القرن التاسع، وحاربوا العثمانيين والوهابيين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.
في ختام الحرب العالمية الأولى، أنشأ الزيديون نظاما ملكيا في جبال شمال اليمن، أطلقوا عليه اسم "المملكة المتوكلية". وكانت عاصمة المملكة مدينة تعز، وقادها إمام كان بمثابة زعيم روحي وعلماني.
قاتلت المملكة المتوكلية المملكة العربية السعودية خلال الثلاثينيات، وفقدت بعض أراضيها لصالح السعوديين. رغم النكسة، استمرت المملكة حتى عام 1962، عندما أطاحت جماعة عسكرية مدعومة من مصر والاتحاد السوفييتي بالملك المتوكلي وأنشأت حكومة عربية قومية مقرها صنعاء.
فر الملكيون المتوكليون إلى جبال شمال اليمن، بالقرب من الحدود السعودية، واستمروا في قتال الحكومة المنشأة حديثا في اليمن. ووفقاً لمعهد بروكينجز، دعمت المملكة العربية السعودية وإسرائيل الملكيين في قتالهم ضد القوات الجمهورية ذات النفوذ المصري، لكن السعوديين فقدوا الاهتمام بالمنطقة وعقدوا السلام مع مصر بعد خسارة حرب العام 1967 مع إسرائيل.
سرعان ما تبع ذلك سلسلة من الانقلابات استمرت حتى العام 1978، عندما وصل الجنرال الجمهوري علي عبد الله صالح إلى السلطة، وحكم اليمن 33 عاما. وحّد صالح شمال وجنوب اليمن في العام 1990، وقف في صف العراق بشكل عام خلال حرب العام 1991 في الكويت.
احتفظ صالح بسيطرته رغم الحرب الأهلية التي اندلعت في العام 1994 في جنوب اليمن، وتحالف بشكل فضفاض مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة.

*التطرف الحوثي*
نشأت جماعة الحوثي في التسعينيات كحركة معارضة ضد صالح وحكومته الفاسدة، وفقا لمعهد بروكينجز. قاد الحوثيين زعيمهم الأول حسين الحوثي، ومنه حصلت الجماعة الزيدية على اسمها.
اتهم الحوثيون نظام صالح بسرقة ثروات أفقر دولة عربية، واستخدامها لإثراء أسرته. كما انتقد الحوثيون الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لدعمهما دكتاتورية صالح.
أصبح الحوثيون متطرفين بشكل خاص ضد الولايات المتحدة بعد غزوها للعراق في العام 2003. ومن هنا جاء شعارهم: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر الإسلام"، وفقا لمعهد بروكينجز.
عبر الحوثيون الحدود إلى المملكة العربية السعودية في العام 2009، لكن السعوديين نشروا جيشهم وضربوا الحوثيين من الجو بينما كانوا يقاتلون أيضا في اشتباكات محدودة على الأرض.
وقعت جولة أخرى من القتال بين الحوثيين والسعوديين في مارس/آذار 2015. وهذه المرة، تحالفت الإمارات العربية المتحدة مع المملكة العربية السعودية لشن غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن.
أصبح صالح والحوثيون متحالفين بشكل فضفاض في العام 2015، وهو ما قال مركز ويلسون إنه مكن الحوثيين من السيطرة على معظم شمال اليمن. ورغم التحالف الفضفاض، قتل الحوثيون أحد كبار مستشاري صالح في أغسطس/ آب 2015، ما دفع صالح إلى إنهاء دعمه لهم في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2015. بعد يومين، اغتال الحوثيون صالح بكمين نصبوه له على جانب الطريق، كما قال مركز ويلسون.
استمر الصراع مع المملكة العربية السعودية، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ باليستي على مطار الملك خالد الدولي في الرياض بالمملكة العربية السعودية في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017. وقال السعوديون إن الصاروخ إيراني الأصل وأطلقه حزب الله، وأن نظام الدفاع الجوي السعودي قام بتحييد الصاروخ.
واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية في العام 2018، بينما انزلق المجتمع في اليمن إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات بدون طيار على منشأتين نفطيتين سعوديتين في العام 2019، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الضربات جاءت من إيران وليس من اليمن.
وقال مركز ويلسون إن الحوثيين استهدفوا الإمارات بالصواريخ والطائرات المسيّرة في العام 2022، لكن الإمارات والجيش الأمريكي اعترضا صاروخين بالستيين استهدفا أبوظبي في 24 يناير/ كانون الثاني من ذلك العام. وقد أعرب المسؤولون في إيران عن دعمهم للحوثيين، ومقارنتهم بحزب الله، لكنهم استمروا في إنكار تقديم الأسلحة والتدريب والدعم المالي للحوثيين.
قبل وقت قصير من ترك منصبه، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 10 يناير/ كانون الثاني 2021، الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وقالت إن الحرس الثوري الإيراني يزودهم بطائرات مسيّرة وصواريخ والتدريب على استخدامها. وأزالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بعد شهر من توليها مهامها في أوائل العام 2021.


التعليقات