اليمن: الحوثيون يشنون الهجوم الـ25 على سفينة تجارية في البحر الأحمر رغم التحذير العالمي
يمن فيوتشر - conservative daily news - ترجمة غير رسمية الخميس, 04 يناير, 2024 - 11:40 مساءً
اليمن: الحوثيون يشنون الهجوم الـ25 على سفينة تجارية في البحر الأحمر رغم التحذير العالمي

 

استهدف الحوثيون مرة أخرى سفينة تجارية في البحر الأحمر، في هجومهم الخامس والعشرين، منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد يوم واحد فقط من إصدار عديد الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة، تحذيرًا شديدًا للجماعة، وحثها على وقف أعمالها.
وفقًا لـ براد كوبر، وهو نائب أدميرال بحري والقائد الأعلى للقوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، تم إطلاق طائرة بدون طيار من اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، قبل أن تحلق في ممرات الشحن الدولية لكنها لحسن الحظ لم تصطدم بأي سفن، ما أدى لعدم وقوع إصابات.

استمرار الاستفزازات رغم التحذير الدولي
منذ 18 نوفمبر/تشرين الثاني، حتى 4 يناير/كانون الثاني، نفذ الحوثيون 25 هجومًا على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر أو خليج عدن. وعلى الرغم من التحذير الدولي، إلا أنهم لم يظهروا أي نية لوقف هذه الهجمات، فيما تدعي هذه الجماعة أن أفعالها تأتي ردًا على الصراع الإسرائيلي في غزة وارتفاع عدد القتلى في القطاع.
وقال (كوبر): "لا توجد دلائل تشير إلى أن سلوكهم غير المسؤول ينحسر".

إدانة دولية ودعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار
وأدان المجتمع الدولي بشدة هجمات الحوثيين المستمرة على السفن التجارية في البحر الأحمر. وفيما دعت عديد الدول إلى وقف فوري لإطلاق النار ووضع حد لهذه الأعمال العدوانية المتهورة، أعربت الأمم المتحدة من جهتها عن قلقها العميق إزاء تصاعد الوضع.
وفي بيان مشترك، ذكرت حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا: "إننا ندين بأشد العبارات هجمات الحوثيين المتكررة على السفن التجارية، والتي تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن الإقليمي والعالمي، ويجب أن تتوقف هذه الهجمات فورًا، ويجب محاسبة مرتكبيها".
وكانت الولايات المتحدة صريحة بشكل خاص في إدانتها تصرفات الحوثيين. فبالإضافة إلى إصدار التحذيرات، فرضت واشنطن عقوبات على قادة الحوثيين وزادت من وجودها العسكري في المنطقة لردع المزيد من الهجمات. وشدد النائب أدميرال بحري (كوبر) على أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بحماية حرية الملاحة في المياه الدولية.
وإلى جانب واشنطن ولندن وباريس، أدانت حكومات أستراليا والبحرين وبلجيكا وكندا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا هذه الهجمات بشكل مشترك، "مزعزعة للاستقرار بشكل كبير."
ودعت في بيان قوي إلى الوقف الفوري للهجمات والإفراج عن السفن وأطقمها المحتجزة بشكل غير قانوني.
وتقع مسؤولية أي عواقب ناجمة عن استمرار هذه الهجمات على الحوثيين، فهم "يهددون الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية".

فرقة العمل وحماية السفن التجارية
ردًا على الهجمات المتصاعدة، أنشأ البنتاغون قوة عمل متعددة الجنسيات في ديسمبر/كانون الأول المنصرم لحماية السفن التجارية في المنطقة.
وواجهت شركات الشحن قرارًا صعبًا بإعادة توجيه السفن من أجل السلامة، حتى لو كان ذلك يعني رحلات أطول وتأخير.
وحذر جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي، من أن تجنب البحر الأحمر سيضيف وقتًا كبيرًا للرحلات، مما يجبر السفن على الدوران حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي لأفريقيا.
ومنذ أن بدأت قوة المهام دورياتها، مرت حوالي 1500 سفينة بأمان عبر المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، نجحت الولايات المتحدة وشركاؤها في اعتراض وتدمير 19 صاروخًا وطائرة بدون طيار، بما في ذلك 11 طائرة بدون طيار وصاروخين كروز وستة صواريخ باليستية مضادة للسفن.

عملية حارس الرخاء: عملية دفاعية
ووُصفت الفرقة المعروفة بـ"عملية حارس الازدهار" من قبل المسؤولين الأمريكيين أنها عملية دفاعية. 
ويعد مضيق باب المندب، الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ممرًا مائيًا بالغ الأهمية في المنطقة التي تعاني فيها الممرات الملاحية من ازدحام شديد، أشبه ما تكون بنقطة اختناق؛ إذ تسافر السفن بالقرب من بعضها البعض.

من أجل ماذا يقاتل الحوثيون؟

لدى جماعة الحوثيين علاقة معقدة مع السُنّة في اليمن؛ لكن على الرغم من ممارستها التمييز ضدهم تحالفت معهم وجندتهم أيضًا.
ويهدف الحوثيون إلى حكم اليمن بالكامل ودعم الحركات الخارجية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية.

التأثير على التجارة العالمية
وكان للهجمات المتكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر تأثير ضار على التجارة العالمية؛ إذ يعد البحر الأحمر طريقًا ملاحيًا حيويًا، يربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويمر أكثر من 10% من التجارة العالمية عبر هذه المنطقة، مما يجعلها بالغة الأهمية للاقتصاد العالمي.
ولا تعرض هذه الهجمات حياة المدنيين الأبرياء للخطر فحسب، بل تعطل أيضًا تدفق البضائع والسلع، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف والتأخير. وقد دفعت حالة عدم اليقين المحيطة بأمن‌ هذا الممر المائي الاستراتيجي شركات الشحن إلى إعادة تقييم طرقها، واختيار تحويلات أطول وأكثر تكلفة لتجنب منطقة الخطر.
ويقف المجتمع الدولي موحدًا في إدانته لتصرفات الحوثيين وتأثيرها الضار على التجارة العالمية، فيما تجري الجهود حاليًا لإيجاد حل سلمي للصراع وضمان سلامة وأمن السفن التجارية التي تبحر في هذه المياه.

تصاعد التوترات في المنطقة
ويسلط استمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية، الضوء على التوترات المتصاعدة في المنطقة. 
ويشهد اليمن حربًا أهلية منذ 2015، حيث يقاتل الحوثيون ضد الحكومة المعترف بها دوليًا والتي يدعمها تحالف تقوده السعودية.
وتسبب الصراع في معاناة هائلة للشعب اليمني، حيث قتل الآلاف وتشرد الملايين، فيما تتطلب  الأزمة الإنسانية، التي تفاقمت بسبب الهجمات على السفن التجارية، اهتمامًا عاجلًا من المجتمع الدولي.
وبالإضافة إلى الهجمات على السفن التجارية، استهدف الحوثيون أيضًا الدول المجاورة، حيث أطلقوا صواريخ وطائرات بدون طيار على المملكة العربية السعودية، ما جعل من هذه الأعمال أن تزيد زعزعة استقرار المنطقة وتهدد الأمن الإقليمي.

خاتمة
ويعد الهجوم الخامس والعشرون للحوثيين على سفينة تجارية في البحر الأحمر بمثابة تذكير صارخ بالتوترات المتصاعدة في المنطقة والحاجة إلى حل سلمي، فيما تمثل إدانة المجتمع الدولي لهذه الهجمات رسالة واضحة للحوثيين أن أفعالهم غير مقبولة.


التعليقات