تحليل: لعبة إيران في البحر الأحمر تزيد من مخاوف تعطيل التجارة
يمن فيوتشر - بلومبيرج- ترجمة ناهد عبدالعليم: الثلاثاء, 02 يناير, 2024 - 10:48 مساءً
تحليل: لعبة إيران في البحر الأحمر تزيد من مخاوف تعطيل التجارة

يُعد إرسال إيران لسفينة حربية إلى البحر الأحمر هو أكثر تحركاتها جرأة حتى الآن،  وهي الخطوة التي تعد تحدي لقوات الولايات المتحدة في الممر التجاري الحيوي، مما يعزز من حماسة المتمردين الحوثيين الذين تسببت صواريخهم في تعطيل الشحن خلال الشهرين الماضيين.
و من غير المرجح أن طهران سترغب في المواجهة المباشرة -حيث أن فرقاطتها القديمة لا تقارن بالقوات البحرية التابعة للولايات المتحدة التي تقوم بدوريات في مياه اليمن- ولكنها ترفع من تصعيد القوة الإيرانية في المنطقة إلى مستوى آخر. وهذا يزيد من التوترات بعد بدء الحوثيين في مهاجمة السفن التي زعموا أنها متجهة إلى إسرائيل او تمتلكها شركات في إسرائيل في محاولة لإنهاء الهجوم العسكري على غزة.
وقد رفضت إيران نداءات القوى الغربية للضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم في البحر الأحمر. و وفقاً (لكيڤن ليم) -محلل في ستاندرد آند بورز للمعلومات السوقية- فإن بعض السفن الأخيرة التي استهدفها الحوثيون ليس لها صلات واضحة بإسرائيل. ومن بين هذه الهجمات هجوم على سفينة حاويات تابعة لشركة أيه بي مولر-ميرسك، بعد أن أعلنت الدنمارك انضمامها إلى القوة المهمة.
و قال ليم: "إنهم لا يظهرون استعداداً للتخفيف من التصعيد، لذا من المرجح أن نرى استهدافاً مستمراً للأصول التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المستقبل".
و استجابةً لهجمات الحوثيين، رفضت بعض أكبر شركات الشحن في العالم المرور عبر قناة السويس، ما أدى إلى تعقيد التدفقات بين أوروبا وآسيا وإجبار بعض السفن على اتخاذ المسار الأغلى حول رأس الرجاء الصالح. وقد أثارت التوترات أيضًا قلقاً في أسواق النفط، حيث ارتفع سعر الخام بأكثر من 2% عند افتتاح تداولات العام الجديد.
و صرّحت (دينا إسفندياري)، كبيرة المستشارين في الشرق الأوسط في المجموعة الدولية لمجموعة الأزمات، قائلة: "هناك خطر حقيقي للتصعيد هنا، ولقد رأينا بالفعل بعض ذلك يتكشف في الأيام القليلة الماضية"، مُشيرة إلى مقتل 10 مقاتلين حوثيين في تبادل لإطلاق النار مع البحرية الأمريكية، الأحد. و أضافت "لقد أوضح الحوثيون أنهم لا يخشون تنفيذ تهديداتهم."
و في يوم الاثنين، هاجم وزير الخارجية الإيراني (حسين أميرعبداللهيان) ما وصفه بالمعايير المزدوجة للغرب فيما يتعلق بغزة، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها بالاهتمام أكثر بتعطيل التجارة العالمية من الأبرياء الذين يقتلون في قصف إسرائيل للمحاصرة الفلسطينية.
 و تقول إسرائيل إن هدفها هو تدمير حماس، التي شنّت هجوماً في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وقد اعتبرتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
كما تلت تصريحات أميرعبداللهيان اجتماعاً مع (محمد عبد السلام)، أحد أبرز شخصيات الحركة الحوثية، ومحادثات مع وزير الخارجية البريطاني (ديفيد كاميرون) يوم الأحد، الذي أخبره بأنه يجب على طهران أن تضبط المسلحين الحوثيين.
و قال (جويل رايبرن)، الدبلوماسي والقائد العسكري الأمريكي السابق، إن القيادة الإيرانية قد اختارت اتخاذ خطوات جريئة ضد إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك في البحر الأحمر، وذلك كجزء من استراتيجية لتوجيه قوتها الخاصة في المنطقة.
ومع ذلك، قد تكون إيران مترددة في الدخول في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد تنفيذ واشنطن للعقوبات بشكلٍ غير صارم مما سمح لطهران بزيادة صادرات النفط.
و يقول (رياض كحواجي)، رئيس معهد تحليل الشرق الأوسط والخليج العسكري المقرَّ في دبي: "هذه المدمرة الإيراني مخصصة فقط للاستهلاك الإعلامي، مستهدفة جمهوراً داخلياً وإقليمياً، و إظهار إيران كقوة إقليمية قادرة على نشر أصول بحرية لتحدّي الولايات المتحدة". ويضيف: "ولكن من غير المرجح أن تواجه هذا المدمرة السفن الحربية الغربية في المنطقة لأن طهران لا ترغب في الدخول في حرب مع الولايات المتحدة".
علاوة على ذلك، يقول التجار إن التهديد الأكبر سيكون في حالة حدوث أي اضطراب داخل مضيق هرمز.
و وفقًا لـ (كالوم بروس) -مُحلل يقطن لندن في مجموعة جولدمان ساكس- فإن إغلاق مضيق هرمز الافتراضي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 20% في غضون شهر وربما أعلى بعد ذلك. ومع ذلك، يبدو أن هذا السيناريو غير مرجح، حيث من المحتمل أن يستدعي رداً عالمياً أكثر قوة، وفقاً لما قاله بروس.
ومع ذلك، يشعر الحوثيون بالثقة، حيث يستفيدون من دعم عربي شعبي أكبر منذ الهجمات الإسرائيلية على غزة، وذلك وفقاً لما صرحت به إسفندياري.
وتقول: "إذا تجاوزت الردود منفلتة السيطرة ورفض كل طرف الالتزام بالخطوط الحمراء للطرف الآخر، فإننا نمتلك قنبلة موقوتة حقيقية هنا".


التعليقات