من حق كل فلسطيني ان يتساءل عن المكانة الفعلية التي توليها ايران للقضية الفلسطينية وان يسال عن مصداقية الشعارات التي تروج لها طهران وعن مكانتها في ايدلوجية نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
تستمد هذه التساؤلات شرعيتها من التصريح الذي ادلى به الناطق باسم الحرس الثوري رمضان شريف الذي اعتبر ان عملية طوفان الاقصى كانت احدى العمليات الانتقامية لاغتيال قائد الحرس قاسم سليماني في بغداد في العام 2020.
لم يكن هذا التصريح مجرد زلة لسان ولكنه طرح تساؤلات عما اذا كانت الغاية الحقيقية لطهران هي توظيف العلاقة التي تقيمها مع اطراف محور الممانعة لحماية النظام. ولم يكن التوضيح الذي قدمته الخارجية الإيرانية عن وجود خطأ في ترجمة تصريح شريف كفيلا بإزالة كل التباس حول التناقض بين ما جاء على لسان مسؤول الحرس الثوري و تصريحات اركان النظام الذين دأبوا على نفي أي علم لهم بعملية طوفان الأقصى او بالتخطيط لها او بالمشاركة فيها . وابلغوا إسماعيل هنية بان ايران لن تحارب عن حماس .
لم تكن مسارعة حماس الى التبرؤ من كلام المسؤول الايراني والى حصر اهداف العملية بالدفاع عن الأقصى الا محاولة لحمل الشارع الفلسطيني على الالتفاف حولها ولضرب شرعية السلطة الفلسطينية إضافة الى الحصول على تأييد الشارعين العربي والاسلامي المتذمرين أصلا من توسع نفوذ ايران في منطقة الخليج وفي سوريا والعراق ولبنان واليمن .
استخدمت ايران ساحات هذه الدول والمجموعات المؤيدة لها في مواجهتها مع خصومها وعلى راسهم الولايات المتحدة من دون ان تخوض المواجهة على ارضها او بعناصرها البشرية .
لقد اجابت حرب غزة على تساؤلات عدة تتعلق بالفكر السياسي الإيراني بعدما خالف الناطق باسم الحرس الثوري الموقف الرسمي المعلن ليجد في عملية طوفان الأقصى مناسبة للقول ان طهران ترد في الميدان على اغتيال القياديين في الحرس رضا موسوي وقاسم سليماني بعدما اصبح القول سنرد في المكان والزمان المناسبين من دون ترجمة فعلية على ارض الواقع هذا فيما تخوض الحركة حربا منذ ثلاثة اشهر تقريبا .
ارادت ايران ان تضع بصمتها هذه المرة على المواجهة مع إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة متخلية عن مقولة ان لا علاقة لها بعملية حماس .
تتفق ايران بحسب تصريحات وزارة خارجيتها مع إسرائيل على امر استراتيجي واحد وهو رفض حل الدولتين ، هذا الحل الذي لم تعد حركة حماس تستبعد القبول به .
يسأل الفلسطينيون ومن حقهم ان يسألوا هنا عما اذا كانت طهران تريد فعلا حلا نهائيا لقضيتهم .