تحليل: بقيادة "حسينيون".. أذرع إيران "تصل القوقاز مستغلة حرب غزة"
يمن فيوتشر - الحرة الأحد, 17 ديسمبر, 2023 - 10:13 صباحاً
تحليل: بقيادة

أفاد تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست أن إيران تستهدف مد أذرعها إلى أذربيجان، مستغلة الحرب بين إسرائيل وحماس.

وبعد نشوب الحرب في غزة، بدأت دعوات في أذربيجان تظهر على السطح تدين إسرائيل وتحرض على استهدافها، والتي تبين أن خلفها جماعة "حسينيون" في البلاد.

جماعة "حسينيون" في أذربيجان التي تعتبر من الحركات الإسلامية في البلاد أسسها توحيد إبراهيم بيجلي، بزعم أنه يهدف إلى الإطاحة بالحكومة العلمانية للرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف.

ولهذا ظهرت حملة التحريض من هذه الجماعة لاستهداف أهداف إسرائيلية، وحتى مهاجمة المباني الحكومية الأذربيجانية الحالية.

ويشير التحليل إلى أن حملة "حسينيون" ليست جديدة، وأن الجماعة دعت، في العام الماضي، عبر حسابتها في يوتيوب وتيك توك وإنستغرام وتيليغرام وفيسبوك إلى نشر أيدلوجيتها، ومنذ بدء الحرب في أكتوبر توفرت لديهم "أداة قوية للتطرف لاستخدامها في قتالهم ضد باكو".

غالبا ما ينظر إلى أذربيجان ضمن نطاق صراعها مع أرمينيا، وانعكاسات النزاع على الإقليم، حيث تعد أذربيجان موردا أساسيا للنفط والغاز لحلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل، ما يجعل منها دولة استراتيجية هامة يجمعهما حليف واحد ناهيك عن العداء المشترك لإيران.

تهديدات هذه الجماعة لم تقف عن عند حدود الخطابات، وفي يناير من عام 2017، دعا زعيمهم، بيجلي، إلى اغتيال عمدة مدينة كنجة غرب أذربيجان، وبعدها بعام أطلق أحد مقاتلي "الحسينيين" الذي درس في قم وخضع للتدريب في سوريا، النار على العمدة وحارسه الشخصي وأصابهما بجروح خطيرة.

ويعتبر هذا العمل الهجوم الوحيد الذي ينسب إلى هذه الجماعة. فيما تقول مصادر مطلعة على أنشطة الأجهزة الأمنية في أذربيجان أن خلايا تابعة لهذه الجماعة تقف وراء أنشطة تخريبية في البلاد وخارجها، ومن بينها هجوم تم إحباطه على السفارة الإسرائيلية، في يوليو، الذي تم بالتعاون مع لواء "فاطميون" المدعوم من طهران أيضا، ناهيك عن محاولات استهداف إسرائيليين في قبرص، في عام 2021.

وفي أواخر نوفمبر الماضي، قامت طهران بتكريم إبراهيم بيجلي في مهرجان سنوي يحتفل بالانجازات العسكرية الإيرانية.

ويؤكد التحليل أن نشأة هذه الجماعة تعود إلى قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، الذي أشرف على تأسيسها، في عام 2015، عندما كان يتم تدريب أفرادها في سوريا حيث قاتلوا جنبا إلى جنب مع ميليشيات حزب الله والمجموعات الموالية لطهران.

وتمثل "حسينيون" وكيلا لإيران، الذي يشير إلى أنها "مجموعة مسلحة عرقية دينية اجتماعية سياسية تعتمد على الإسلام الشيعي والأفكار الدينية لزعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني"، وهم جزء من سياسة إيران لتصدير أيدولوجيات النظام.

العلاقات بين باكو وطهران تقليديا حساسة، إذ أن أذربيجان الناطقة بالتركية حليفة مقربة لتركيا، المنافسة التاريخية لإيران، بحسب وكالة فرانس برس.

من جانب آخر، تشتري باكو أسلحة من إسرائيل، الخصم الكبير الآخر للسلطات الإيرانية.

تضم إيران مجموعة ناطقة باللغة الأذرية تعد حوالي عشرة ملايين شخص وكذلك مجموعة أرمنية تضم حوالي 100 ألف شخص.

وفي أبريل الماضي طردت أذربيجان أربعة موظفين في السفارة الإيرانية في سياق من التوتر المتزايد بين البلدين مع اتهام باكو طهران بتدبير محاولة انقلاب.

وأعلنت باكو، في يناير، وقفا "مؤقتا" لأنشطة سفارتها لدى إيران بعد استهدافها بهجوم بأسلحة رشاشة أدى إلى سقوط قتيل وجريحين.

كما أعلنت السلطات الأذربيجانية في وقت سابق من هذا العام اعتقال ستة أشخاص متهمين بالتخطيط لانقلاب بأمر من أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

وأعلنت وزارة الداخلية الأذربيجانية ومكتب المدعي العام في بيان أن المشتبه بهم الستة وهم أذربيجانيون، "جندتهم الاستخبارات الإيرانية لزعزعة استقرار الوضع في البلاد".

وأكد المصدر ذاته أن مهمتهم كانت "تشكيل مجموعة مقاومة مكلفة إقامة دولة تحكمها الشريعة في أذربيجان عبر أعمال مسلحة لزعزعة الاستقرار والإطاحة بشكل عنيف بالنظام الدستوري".

وأضاف أن الرجال الستة كانوا "يقومون بالدعاية لتطرف ديني موال لإيران وينفذون أوامر من الخارج تهدف إلى تقويض تقليد التسامح في أذربيجان".


التعليقات