تقرير: الحوثيون يحوّلون البحر الأحمر إلى "جبهة حربية حاسمة"
يمن فيوتشر - Dw: الجمعة, 08 ديسمبر, 2023 - 05:48 مساءً
تقرير: الحوثيون يحوّلون البحر الأحمر إلى

قام الحوثيون في اليمن بتقديم دعمهم لحماس وذلك من خلال عِدة هجمات بواسطة طائرات بدون طيار وصواريخ على سُفن الشحن في البحر الأحمر وجنوب إسرائيل. ومع ذلك، فإنه من غير المُرجح أن تُمثل الميليشيا تهديداً خطيراً لإسرائيل.
ومع ذلك تواصل مليشيات الحوثي في اليمن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار نحو إيلات -أقصى مدينة في جنوب إسرائيل- وذلك انتقاماً للحرب في غزة.
كما أكدت قوات الدفاع الإسرائيلية، الأربعاء، أنه تم اعتراض مزيد من القذائف فوق البحر الأحمر دون وقوع أي أضرار أو إصابات. و في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، أعلن الجيش الأمريكي أن ثلاث سُفن تجارية تعرّضت لهجمات في البحر الأحمر وأن قاذفة صواريخ أمريكية أسقطت عدة طائرات بدون طيار أُطلقت من مناطق يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
و يُعد البحر الأحمر ممراً حيوياً، حيث يمر حوالي 10٪ من التجارة العالمية عبره سنوياً.
و ذكرت جماعة الحوثي في بيانٍ نُشر على "إكس" ( تويتر سابقاً) أنها ستقوم "بتنفيذ عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي، وكذلك تنفيذ قرار منع سفن إسرائيلية من الملاحة في البحر العربي والبحر الأحمر تضامناً مع الشعب الفلسطيني المظلوم". وفي الوقت نفسه، لا تزال مليشيا الحوثي تُسيطر على سفينة شحن "غالاكسي ليدر"، وهي سفينة أعلنت الميليشيا أنها اختطفتها في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني. كما أكدت شركة الأمن البحري "أمبري" في الشهر  الماضي أن مالك المجموعة الخاصة بالسفينة هو "راي كار كاريرز"، والتابعة لشركة رئيسية تعود ملكيتها إلى (أبراهام أونغار)، وهو رجل أعمال إسرائيلي.
ومع ذلك، و وفقاً لمسؤولين إسرائيليين ولشركة الشحن، فإن جميع أفراد الطاقم الـ25 الموجودين على متن السفينة ليسوا إسرائيليين، كما كانت السفينة تبحر تحت علم اليابان.
و كانت وزيرة الخارجية اليابانية (يوكو كاميكاوا) قد صرّحت في وقتٍ سابق، قائلة: "أن طوكيو تتواصل مع إسرائيل، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع الحوثيين، و نحث أيضاً المملكة العربية السعودية وعمان وإيران والدول الأخرى المعنية على حثّ الحوثيين بقوة للإفراج المُبكر عن السفينة وأفراد الطاقم".
و بالنسبة (لفابيان هينتز) -المُتخصص في تحليل الدفاع والشؤون العسكرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية- قال: "كان هناك مَخاوف من أن الحوثيين قد يبدأون في شنّ هجماتٍ عسكرية على السفن المدنية بهدف غرقها. ومع ذلك، قرروا تصعيد الأمور على مستوى أقل".
وأشار هينتز إلى أن الهجمات "تُذكرنا كثيراً" بالأعمال الإيرانية في الخليج الفارسي، حيث كانت تختطف السفن المدنية المرتبطة بطرق ما بخصوصيتها بأعدائها من خلال هياكل الملكية. وأضاف: "تم استخدام هذه السفن المختطفة وأفراد الطاقم كوسيلة للضغط السياسي".
ومع ذلك، يشك هينتز في أن الدور الإيراني في اختطاف "غالاكسي ليدر" كان شاملاً.
 "كما أن للإيرانيين سفينة بيهشاد في المنطقة، وهي سفينة شحن تم تحويلها إلى قاعدة عملياتية، ومن المُحتمل أيضاً أنها تُستخدم لأغراض التجسس، ومن الممكن تماماً أنهم قد ساعدوا قليلاً في جمع المعلومات الاستخباراتية."
وعلى الرغم من هذا التصعيد من قِبل المتمردين الحوثيين، إلا أن اليمن غير مستعد لإضافة البحر الأحمر كجبهة جديدة. فالحرب الأهلية التي بدأت في عام 2014 عندما أطاح الحوثيون بحكومة اليمن وسيطروا على العاصمة صنعاء، تركت البلاد بمناظر سياسية متشظية وبُنية تحتية مُتضررة. ويُعتبر الصراع، الذي يُعد عموماً حرباً وكيلة بين السعودية وإيران، أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وذلك وفقاً للأمم المتحدة.


•كيف تساهم هجمات الحوثيين على إسرائيل في مساعدة حماس؟
قال (ماثيو هيدجز)، خبير في اليمن والشرق الأوسط في لندن: "تُعد الإشارة الإقليمية بمثابة تعزيز لعدم الاستقرار وعدم الأمان في المنطقة وتمييز الحوثيين عن الحكومات العربية التي عقدت علاقات طبيعية مع إسرائيل، مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين، أو حتى حاولت ذلك، مثل المملكة العربية السعودية"، وذلك في حديثه لـ DW.
حيث قامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين بتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل في عام 2020 كجزء من اتفاقيات السلام الأبراهيمية التي تم التوسط فيها من قبل الولايات المتحدة. كما كانت إسرائيل والمملكة العربية السعودية أيضاً تسلُكان مساراً مماثلاً، ولكن توقفت المحادثات بسبب الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس.
وأضاف هيدجز: "يضع الحوثيون ضغطاً على المجتمعات الأخرى في المنطقة للالتحاق بالسرد العالمي الإسلامي، حيث يرد الحوثيون على الهجمات الإسرائيلية ضد جميع المسلمين، وبذلك يقود الحوثيون الدعوة لضرورة مهاجمة إسرائيل من قبل جميع المسلمين".
وأكد (فارع المسلمي) الباحث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وذلك في حديثه لـ DW، في "تشاتام هاوس"، وهو مركز أبحاث مقره لندن، هذا الرأي. وقال: "البحر الأحمر هو الجبهة الأحدث ولكنها بلا شك الجبهة الأكثر أهمية لـ 'مِحور المقاومة' ضد إسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط. و لا ينبغي أن يُستهان بتهور الحوثيين، ومن المؤسف أن من المرجح حدوث المزيد من هذه الهجمات في الأسابيع القادمة، بما في ذلك الهجمات على السفن غير الإسرائيلية، التي ستكون هدفاً للحوثيين في أقرب وقتٍ ممكن".


التعليقات