تقرير: في "موقع غير معلن".. قوات أميركية في الشرق الأوسط لمنع توسع الصراع
يمن فيوتشر - الحرة: الخميس, 16 نوفمبر, 2023 - 10:27 مساءً
تقرير: في

منذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، نشر الجيش الأميركي آلاف الجنود في الشرق الأوسط، لكنه لم يكشف عن تمركزها بشكل واضح.
والهدف من نشر تلك القوات، ليس مساعدة إسرائيل في حربها ضد حماس، بل تجنيب المنطقة توسع الصراع، وفق واشنطن.
وبعد هجوم حماس بيومين، أعلن البيت الأبيض أن لا نيّة لدى الولايات المتحدة "لنشر جنود أميركيين على الأرض" لدعم إسرائيل في حربها ضد الحركة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحفيين في 9 أكتوبر الماضي، "ليست هناك أيّ نيّة لنشر جنود أميركيين على الأرض"، مضيفاً أنّ الرئيس جو بايدن "سيحرص دائماً على أنّنا نحمي مصالح أمننا القومي وندافع عنها".
في غضون ذلك، لم توضح واشنطن أماكن تواجد جنودها الذين أرسلتهم مؤخرا، بينما قال تقرير لصحيفة "ذا إنترسبت" إن إحدى القواعد التي استقبلت الجنود الأميركيين، هي قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن، المعروفة أيضا باسم "قاعدة الأزرق الجوية".

 

"الوضع خطير"

بحسب التقرير، استقبلت تلك القاعدة عدة طائرات هجومية من طراز إف-15، الشهر الماضي، وهي نفس الطائرات التي استعملت لقصف المنشآت التي تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا مرتين على الأقل منذ أكتوبر، في أعقاب الهجمات على القوات الأميركية من قبل الجماعات المدعومة من إيران.
وقال بروس ريدل، زميل بارز في معهد بروكينغز الأميركي إن "هناك مجموعة من العوامل تدفع الولايات المتحدة وإيران نحو صراع عسكري مباشر، بما في ذلك حشد القوات، والأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات الأميركية في سوريا ردا على استفزازات وكلاء إيران" وتابع "الوضع خطير".
وتكشف The Intercept، أن قاعدة موفق السلطي تواصل العمل كقاعدة عسكرية أميركية منخفضة المستوى وسط التوترات المتزايدة مع إيران.
وتقول "إنترسبت" إنها استقت معلوماتها من "سجلات حكومية، إلى جانب مصادر أخرى".
وكان تقرير صدر عام 2021 عن معهد أبحاث السياسة الخارجية قال إن "المركز الرئيسي للعمليات الجوية الأميركية في سوريا هو الآن قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن لكن الوجود الأميركي غير معترف به بسبب حساسيات تتعلق بالدولة المضيفة".
يُذكر أن القاعدة سميت بهذا الإسم لاستذكار الملازم الأردني، موفق السلطي، وهو طيار توفي أثناء قتال القوات الجوية الإسرائيلية خلال صراع شمل الضفة الغربية عام 1966.
"لذلك ليس من الصعب معرفة سبب عدم رغبة الحكومة الأميركية في كشف وجودها على هذه القاعدة الجوية في الأردن، البلد الذي يأوي أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، وتهزه الاحتجاجات المناهضة للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة" تقول الصحيفة.
وبينما يترقب العالم حربا إقليمية محتملة بين الولايات المتحدة وإيران "تعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لنحو 55 هجوما، وذلك منذ 17 أكتوبر، وفقا للبنتاغون، ما أدى إلى إصابة 59 شخصا".
وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، شدد في مؤتمر صحفي، الاثنين الماضي، على مدى عدم وضوح الرؤية حول مآلات تلك الهجمات بالنسبة للجيش الأميركي، قائلا "لقد كانت هناك تبادلات ومن الصعب التنبؤ بما سيحدث في المستقبل".
وقال بول بيلار، الزميل في معهد كوينسي الأميركي إن توسيع الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط يزيد من خطر نشوب صراع مسلح مع إيران لأنه يعني المزيد من نقاط الاتصال العدائية المحتملة بين القوات الأميركية والعناصر المسلحة المتحالفة مع إيران". 
وتابع "كما كان الحال مع التواجد العسكري في العراق وسوريا، فإن مثل هذا الوجود لا يشكل رادعا بقدر ما يكون هدفا مناسبا لأي شخص في المنطقة يريد ضرب الولايات المتحدة".

 

"موقع غير معلن"

في إجابته على سؤال صحفي حول أماكن تواجد القوات الأميركية، قال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر ، في أكتوبر الماضي "نعم، هو موقع غير معلن في الشرق الأوسط". 
ثم تابع ساخرا "لكنها محاولة جيدة" في إشارة إلى إصرار الصحفي على معرفة المكان.
"هل يمكن أن نقول في دول عربية أو الخليج؟" سأل مراسل آخر رايدر عن عمليات النشر" ليجيب هو بالقول "نعم.. لا أستطيع ذكر مواقع محددة".
وتقول "إنترسبت" إن البنتاغون لم يستجب لطلباتها  المتعددة للتعليق على الموضوع.
وقال إلياس يوسف، محلل في برنامج الدفاع التابع لمركز ستيمسون "تحاول واشنطن توفير قدر من الإنكار في وقت أصبح يُنظر فيه إلى الارتباط مع الولايات المتحدة على أنه مسؤولية سياسية".
وعلى الرغم من السرية التي أحاطت بها واشنطن أماكن تواجد قواتها، فإن الصور التي نشرتها وزارة الدفاع والتي تظهر طائرات إف-15 وهي تهبط في ما وصفته بـ "موقع غير معلن تم تحديد موقعها الجغرافي بسرعة من قبل باحثين وتبين أنها قاعدة موفق السلطي الجوية" حسبما تؤكد "إنترسبت".
ولا يُعرف سوى القليل عن كمية وطبيعة الأسلحة التي قدمها الجيش الأميركي لإسرائيل، بخلاف ما يُنشر عن قائمة مفصلة بالدعم العسكري لأوكرانيا.
"وهناك أدلة أخرى تشير إلى قاعدة موفق السلطي في جميع أنحاء السجلات الفيدرالية، بما في ذلك الإشارة إلى القاعدة في ملحق اتفاقية التعاون الدفاعي التي وقعتها الولايات المتحدة والأردن في عام 2021".
يُذكر أنه حتى قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كان الوجود الأميركي في قاعدة موفق السلطي يتوسع. 
وفي ديسمبر 2021، أطلق البنتاغون عملية تحديث كبيرة للقاعدة الجوية من أجل، كما قالت مجلة Janes Defense Weekly، "تحويلها إلى قاعدة أكثر ديمومة".


التعليقات