تحليل: هل يُشكّل الحوثيون في اليمن تهديداً جديداً للشرق الأوسط؟
يمن فيوتشر - DW- ترجمة ناهد عبدالعليم الأحد, 05 نوفمبر, 2023 - 11:50 مساءً
تحليل: هل يُشكّل الحوثيون في اليمن تهديداً جديداً للشرق الأوسط؟

 

 من غير المرجح وصول الهجمات الجوية التي تشنّها الميليشيات المدعومة من إيران إلى إسرائيل في الوقت الحالي، لكن المُحللين يشعرون بالقلق بشأن الصواريخ المُضادة للسفن وعدم الاستقرار الإقليمي.
 و من منظورٍ عسكري، لا يمكن اعتبار أي من الضربات الأخيرة التي شنّها المُتمردون الحوثيون في اليمن والموجهة إلى إسرائيل ناجحة.
 فمنذ بداية الصراع الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة في أعقاب الهجمات التي شنّتها حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، قام نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي باعتراض ثلاث غاراتٍ جوية للحوثيين بصواريخ وطائرات بدون طيار قبل أن تتمكن من الوصول إلى إيلات، أقصى جنوب إسرائيل.
 ومع ذلك، فإن نجاح الضربات لا يُهم كثيراً بالنسبة للجماعة المتمردة اليمنية، التي تُعد جزءاُ من "مِحور المقاومة" المدعوم من إيران والذي يُعارض إسرائيل والولايات المتحدة.
 وقال (ماثيو هيدجز) خبير شؤون اليمن والشرق الأوسط في لندن، لـ DW: "إن هجمات الحوثيين الأخيرة لا تُمثل سوى تهديدٍ رمزي أو توضيحي لإسرائيل".
 ويتفق مع ذلك (فارع المسلمي) -زميل أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاثٍ مقرهُ لندن- الذي أضاف: "تُعدُّ هذهِ الحرب فُرصةً ذهبية لجماعة الحوثي لإظهار موقفها المؤيد لفلسطين والمُناهض لإسرائيل والولايات المتحدة لسكانها المحليين".
 وأشار (المسلمي) أيضاً إلى أن هجماتِ الحوثيين كانت مُنخفضة المخاطر. حيث قال لـ DW: "من غير المُرجّح أن ترد إسرائيل بخط جبهة جديد و كبير".
 و قبل رِحلتهُ إلى الشرق الأوسط، قال وزير الخارجية الأمريكي (أنتوني بلينكن) يوم الخميس إنه سيعمل على تجنُّب المزيد من التصعيد في الصراع بين إسرائيل وحماس بعد أن شنَّ المتمردون الحوثيون في اليمن وحزب الله اللبناني هجماتٍ على إسرائيل،  فاليمن ليست مؤهلة لأن تُصبح جبهةً جديدة أيضاً. و التسع سنوات من الحرب الأهلية، التي بدأت عندما أطاح الحوثيون بالحكومة اليمنية وسيطروا على العاصمة صنعاء في عام 2014، تركت البلاد في مشهدٍ سياسي مُمزق وبنيةٍ تحتية مدمرة. 
و وفقاً للأمم المتحدة، فقد أدّى الصراع -الذي يُنظر إليه بشكلٍ كبير على أنه حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران- إلى خلقِ واحدةٍ من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
حيث قامت الحرب الأهلية بين الحوثيين المدعومين من إيران والتحالف الذي تقوده السعودية بدفع اليمن إلى أزمةٍ عميقة.

 الحوثيون يؤججون السرد الإسلامي
 "بينما يهدف الحوثيون إلى تَوحيد الشعب اليمني من أجل قضية التحرير الفلسطينية على المستوى المحلي، فإن الإشارة الإقليمية هي إثارة انعدام الأمن وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة وتمييز الحوثيين عن الحكومات العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مثل حكومة الوفاق الوطني، و الإمارات العربية المتحدة، و البحرين، أو حاولت القيام بذلك، مثل المملكة العربية السعودية".
 وقد قامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020 في اتفاقٍ توسطت فيه الولايات المتحدة. ويبدو أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية تسيران أيضاً على مسارٍ مُماثل، لكن المُحادثات توقفت منذ ذلك الحين، وذلك نتيجة للصراع الأخير بين إسرائيل وحماس.
 و وفقاً لحماس، أعرب الكثيرون في الشرق الأوسط عن غضبهم تجاه إسرائيل بسبب قصفها المُستمر لغزة، وخاصة بسبب انفجار مستشفى أدى إلى مقتل المئات، وهو الأمر الذي أنكرت إسرائيل مسؤوليتها عنه.
 و انضم آلاف اليمنيين إلى المسيرة التي قادها الحوثيون في صنعاء لدعم الفصائل الفلسطينية بعد هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل.
 وقال (هيدجز) : "إنه عن طريق شنِّ غاراتٍ جوية على إسرائيل، يقوم الحوثيون بممارسة الضغط على المجتمعات الأخرى في جميع أنحاء المنطقة لمواءمة السرد الإسلامي حيث يرد الحوثيون على الهجمات الإسرائيلية ضد جميع المسلمين، ومن خلال القيام بذلك، يقود الحوثيون الدعوة إلى كل المسلمين بأن يُهاجموا إسرائيل".

 البنية التحتية والأسلحة
 و على الرُغم من استثمار إيران الضخم في الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار التابعة للجماعة منذ عام 2015، ادعى (هيدجز) أن الحوثيين "ليس لديهم نفس سلسلة التوريد مثل وكلاء إيران الآخرين، كحزب الله في لبنان، وأن قدرتهم محدودة إلى حد ما في  إجراء هذا النوع من العمليات".
 ومع ذلك، لا يزال يشعر بالقلق بشأن القدرة الحربية للحوثيين.  وأضاف: "لقد بدأوا في استخدام صواريخ الغواصات غير المأهولة، التي يمكن أن تضاعف تصور أو مجموعة التهديدات المحتملة ضد إسرائيل وضد الغرب".
 كما كتب (فابيان هينز) -المتخصص في التحليل الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية- في تحليلٍ حديث على الموقع الإلكتروني للمعهد: "أنه رأى عدة أنواع من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز من أصل إيراني لم يسبق لها مثيل في عرض للحوثيين في صنعاء في الذكرى التاسعة لاستيلاءهم على المدينة في سبتمبر/أيلول الماضي."
 وكتب: "بمساعدة إيرانية، تمكن الحوثيون من بناءِ مجموعةٍ من الصواريخ الموجهة بدقة، والصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز للهجوم الأرضي، وقدراتٍ مُضادة للسفن في فترة زمنيةٍ قصيرة للغاية. و أن هذه المصفوفة تتضمن نسخةً مضادة للسفن لم تُعرض من قبل من صاروخ تانكيل. و في حالة تشغيل النسخة المضادة للسفن من تانكيل ونسخة آصف التي تم الكشف عنها سابقًا -وهي نسخة مضادة للسفن من "فتح" الإيرانية بمدى مزعوم يبلغ 400 كيلومتر [حوالي 250 ميلًا- ستُمكن الحوثيين من استهداف الشحن في البحر الأحمر وكذلك أجزاء من خليج عدن”.
 وأضاف (هينز) أنه لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى تكون الصواريخ جاهزة للعمل.
 بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الصفقة التي توسطت فيها الصين لتحسين العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران في مارس 2023 وقف توريد الأسلحة إلى الحوثيين.
 حيث قال هينز: "من غير المعروف ما إذا كان أي من الإضافات إلى ترسانة الحوثيين قد تم تسليمها بعد انتهاء الانفراج السعودي الإيراني في مارس 2023".


التعليقات