على الرغم من وجودهم على بعد 1600 كيلومتر، إلا أنه يمكن للحوثيين المدعومين من إيران أن يبرزوا كتهديدٍ لإسرائيل مع استمرارها في قصف غزة بضرباتٍ جوية، بعد ثلاثة أسابيع من الهجوم المفاجئ الذي شنَّتهُ حماس.
حيث اتهم البنتاغون الميليشيا المدججة بالسلاح والتي تسيطر على عاصمة اليمن التي مزقتها الحرب بإطلاق سلسلةٍ من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي اعترضتها سفينة تابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر الأسبوع الماضي.
و سقطت قذائف يوم الجمعة على بلدتين مصريتين بالقرب من إسرائيل. وألقت السلطات الإسرائيلية باللوم في الهجوم على “تهديدٍ جوي” في منطقة البحر الأحمر، في إشارة على الأرجح إلى الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن وأجزاءٍ من ساحلهِ الغربي.
وقال (ماجد المذحجي) -المؤسس المشارك لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية- لصحيفة ذا ناشيونال: "هذه هجماتٌ رمزية ولكنها رسائل مهمة من إيران مفادها أن حلفاءها يُمكن أن يحاولوا مهاجمة إسرائيل من أماكن مختلفة وحتى ضرب أهداف أمريكية. وبالمقابل يستطيع الحوثيون تحمل الثمن أكثر من أي حليفٍ آخر لإيران في المنطقة و سيدفعون أرخص ثمن من أجل الانتقام."
أهداف في إسرائيل
من الصواريخ الباليستية إلى الطائرات بدون طيار، قام الحوثيون بتعزيز قدراتهم القتالية منذ بدء الحرب الأهلية في البلاد في عام 2014، مما يشكلون بذلك تهديداً خطيراً لجيرانها.
وحتى نهاية عام 2018، استخدم الحوثيون بشكلٍ مُتكرر الصواريخ الباليستية التي استولوا عليها من مستودعات الجيش. لكن في السنوات الخمس الماضية، تحولوا إلى طائرات صغيرة بدون طيار طويلة المدى ومتفجرة و يمكنها تجنب كشف الرادار.
وفي معالجةٍ للحادثة التي وقعت الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، قال السكرتير الصحفي للبنتاغون (العميد بات رايدر) إنه من غير المؤكد ما هو الهدف المقصود للصواريخ والطائرات بدون طيار التي تم اعتراضها.
وأوضح: "لكنها انطلقت من اليمن متجهةً شمالاً على طول البحر الأحمر، ومن المُحتمل أن تكون باتجاهِ أهدافٍ في إسرائيل". وأضاف: :أن من قام بإطلاقها قوات الحوثي في اليمن". ولم يعلق الحوثيون على ذلك.
ومع ذلك، و بعد ثلاثةِ أيامٍ من هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص في إسرائيل، حذّر زعيم الجماعة (عبد الملك الحوثي) من أن ميليشياته "مستعدة للتعامل" مع التنسيق مع حلفاء إيران في المنطقة.
رسالة إيرانية
وتزامن إطلاقُ الصواريخ والطائرات بدون طيار الأسبوع الماضي مع قيامِ الجماعات المُسلحة الموالية لإيران بمهاجمة القواعد الأمريكية التي تستضيف القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
كما حدث بعد 23 عاماً من الهجوم على المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” في ميناء عدن باليمن، والذي أسفر عن فقدان 17 بحاراً أمريكياً وإصابة نحو 40 آخرين من أفراد الطاقم. وهجمات 12 أكتوبر/ تشرين الأول، تلك التي نفذها تنظيم القاعدة.
وقال معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن الأسبوع الماضي أن الحوثيين يسعون إلى “تعزيز الانتماء الإقليمي للجماعة تحت محور المقاومة”.
كما أنهم "يسعون إلى إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنهم قد يستهدفون في المستقبل المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية في المنطقة، بما في ذلك تلك التي تمر عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، وهو ممرٌ رئيسي للتجارة وناقلات النفط.
وقال المذحجي إنه بينما تحشد طهران حلفائها وراء صراع أوسع في الشرق الأوسط، فمن "المنطقي" أن يظهر الحوثيون، الذين تدعو شعاراتهم إلى "موت إسرائيل"، كممثلين في هذا الصراع.
و سيكون من الصعب على إسرائيل أن تنتقم على الفور، والولايات المتحدة لن تقصف بلداً دمرته تسع سنوات من الحرب، وواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.