يستعدُّ شمالَ المُحيطِ الهندي للترحيب بالإعصار الافتتاحي بعد الرياح الموسمية لهذا العام، حيثُ يقترب نظام الضغطِ المُنخفض في بحر العرب من التكثيف ليصبح عاصفةً إعصارية شديدة و ذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع القادم.
 و وفقاً لإدارة الأرصادِ الجوية الهندية (IMD)، فقد واصلت مِنطقة الضغط المُنخفض التي تلوحُ في الأُفق فوق جنوبِ بحر العرب تحرُكها غرباً، وتركزت في منطقةِ الضغطِ المُنخفِض المُحددة بشكلٍ واضح فوق جنوب غرب بحر العرب وذلك بحلولِ مُنتصف ليلِ الجمعة.
و اعتباراً من الساعة 8:30 صباحاً من يومِ الجمعة، تركّزت بشكل أكبر في منخفض، حيث تُشير أحدث التقارير إلى أنه يقع حالياً في جنوبِ غرب بحر العرب، على بُعد حوالي 920 كم شرق جنوب شرق سقطرى (اليمن)، و1190 كم جنوب شرق مطار صلالة (عمان)، و 1280 كم شرق - جنوب شرق الغيضة (اليمن).
 كما يُشير المسار إلى حركةٍ غربية شمالية غربية، مع توقعاتٍ تُشير إلى أنها ستتحول إلى عاصفة إعصارية فوق جنوب غرب بحر العرب خلال الـ 24 ساعة القادمة.
 وبمجرد أن يصبح نظام تحركات هذه العاصفة رسمياً، سوف تحمل اسم (إعصار تيج). ويمثل هذا الإعصار الثالث في شمال المُحيط الهندي هذا العام، بعد إعصار (موكا) الذي ضرب خليج البنغال في مايو/أيار وإعصار (بيبارجوي) في بحر العرب في يونيو/حُزيران.
و بعد ذلك، سيستمر (إعصار تيج) في مساره من الغرب إلى الشمال الغربي، و من المُحتمل أن يتحول إلى عاصفةٍ إعصارية شديدة وذلك بحلول مساء يوم الأحد 22 أكتوبر/تشرين الأول. كما تُشير توقعات IMD إلى ذروة شدته في وقتٍ مُتأخرٍ من ليلةِ الأحد تقريباً، و من المتوقع أن يعمل على أقصى قدرٍ من الرياح المُستدامة، التي تبلغ سُرعتها 105-115 كم/ساعة، وتصل سرعتها إلى 125 كم/ساعة.
وبعد هذه المرحلة، سينحرف نحو الشمال والشمال الغربي اعتباراً من صباح يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول، باتجاه جنوب عمان والسواحل اليمنية المجاورة، حيث من المرجح في هذا الوقت وصولَه إلى اليابسة.
و مع توجه (إعصار تيج) بعيداً عن الساحل الهندي، من المتوقع أن تكون تداعياته الرئيسية على الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية من البلاد ضئيلة، هذا إن لم تكن معدومة.
 ومع ذلك، فإن وجود هذه التحركات المناخية الشديدة سيؤدي إلى تحويل مياه بحر العرب إلى حالةٍ مُضطربة، حيث تتراوح ظروف البحر من هائجة إلى مُحتَملة خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر/ تشرين الأول. ونتيجة لذلك، تم إصدار تحذيراتٍ لمجتمع الصيد لتجنب المغامرة في هذه المياه المضطربة، بدءاً من 20 أكتوبر.
كما يبدو أن درجات حرارةِ سطح البحر المُرتفعة نسبياً والتي تتراوح بين 29 و30 درجة مئوية في جنوب ووسط بحر العرب، بالإضافة إلى المرحلة النشِطة لتذبذب مادن جوليان في غرب المحيط الهندي، كانت بمثابة عاملٍ مُحفِّز في نشأةِ وتعزيز  (إعصار تيج).
و مثل هذه الوحوشِ الجوية لا تُعد بأنها غير شائعة في شمال المحيط الهندي في هذا الوقت من العام، فبعد توقف الرياح الموسمية لمدة أربعة أشهر، تميل إلى تَجلي ضراوتها من أكتوبر/ تشرين الأول إلى ديسمبر/ كانون الأول، و ذلك خلال ما يُعرف بموسمِ الأعاصير بعد الرياح المَوسمية.