من خطواتك الأولى في الممر حتى سماعك موسيقى البيانو الهادئة وإضاءة المصابيح بضوءها الذهبي الخافت حتى تقع عيناك على رفوف مليئة بأنواع الكتب مرورا بتلك اللوحات الفنية التي تتخلل الرفوف وصولا إلى جُمل نحتت على الجدران لتخبر الزائر أن "حياة واحدة لا تكفي "... هكذا قامت مجموعة من النساء بتخطيط مستمر منذ 2017 عبر منصات التواصل الاجتماعي وجلساتهن الثقافية في منزل بثينة المختار مؤسسة المشروع على إفتتاح صالون نون الثقافي في 2022 كمبادرة فريدة من نوعها تعطي المرأة والطفل صفاء ذهني ومعرفي يطور قدراتهم وينمي مداركهم باعتبارهم أكثر الفئات تضرر من الحرب الراهنة.
•خطوات الصالون الأولى
بإيمان من جميع فريق عمل "نون" أن توفير بيئة صالحة للمرأة إصلاح للمجتمع ككل نجحت بثينة المختار الداعم الأساسي للصالون مع عشر فتيات أخريات بجهودهن الذاتية وعمل الفريق ككل بدون اي عائد مادي بالتخطيط والعمل الدؤوب بفتتح صالون نون، الذي يتميز عن غيره من مراكز تأهيل المرأة بتركيزه على الجانب الثقافي والتنموي للمرأة وتوفير مكان تخلو فيه المرأة مع ذاتها لتنمي معرفته وقدراتها فتكون بذلك قادرة على مواجهة صعوبات الحياة بروح وعقلية أكثر إدراكاً.
ولتنفيذ رؤية وهدف الصالون تخبرنا مديرة الصالون ميمونة البابلي عن الأنشطة التي قام الفريق بالأعداد لها منذ بداية العام بتصرح لـ"يمن فيوتشر".. (قام فريق عمل نون بالتخطيط الدقيق منذ بداية الأفتتاح فقد عملنا على إستيراد النسخ الأصلية للكتب لغرس مفهوم الحقوق الفكرية وإتاحة القراءة المجانية، والعمل بنظام الأستعارة برسوم رمزية بالإضافة لجلسات الشهر التي يناقش فيها مجموعة من الكتب المخطط لها مسبقاً مع أحد الشخصيات، وتفعيل مكتبة الأطفال بأنشطة أسبوعية لغرس حب المعرفة بالمتعة مع تنظيم رحلتين في السنة للأطفال يكون الهدف منها تنمية الشغف المعرفي والإطلاع لدى الطفل).
وعن الفعاليات التي قام بها الصالون تقول ميمونة (قمنا بإحياء بعض المناسبات التي تختص بالفن والثقافة كيوم اللغة العربية، ويوم البريد العالمي واستدعينا مجموعة من الكاتبات والشاعرات لإحياء النقاشات الثقافية مع رواد الصالون).
•تجسيداً لرؤية الصالون
مثل إنعدام الوعي بأهمية القراءة لدى المجتمع أكبر عائق عند إفتتاح المركز ما جعل الهيئات والمنظمات لا تلتفت لمثل هذه المبادرات.
ولكن رؤية فريق الصالون كانت تتمثل بهدف طويل الأجل، كما أخبرتنا مديرة الصالون قائلة (رؤيتنا لا تقتصر على إفتتاح الصالون فقط ولكننا وضعنا محددات للوصول إلى هدفنا الأسما وهو" قارئ في كل بيت، مكتبة في كل حي" وليس بالمعنى التقليدي للمكتبات ولكنها مكتبة تفاعلية تنشىء مرأة وطفل أكثر معرفة وإدراك ).
•"نون" مكان للخلو مع الذات
"في الحقيقة من خلال صالون نون في السنوات الماضية لمع نجم الكثير من العضوات اللاتي بدأن من الصفر ونجحن ".. هكذا بدأت أحد السيدات حديثها معنا عند سؤالها عما قدم لهن الصالون.
وتضيف هند أحد زائرات الصالون قائلة لـ"يمن فيوتشر".. (الصالون مكان هادئ وراقي ومتوفر فيه كل وسائل الراحة، وحقق لي نقلة نوعية في عالم المعرفة بدلاً من إضاعة الوقت بجلسات القات وغيرها من السلوكيات التي لا طائل منها).
وفي حديث هند إحدى عضوات الصالون عن الدورات التدريبية والفعاليات التي يقدمها الصالون تقول..( الدورات والندوات التي يقيمها الصالون تجدد لنا النشاط والوعي بالإضافة لأنها تكسبنا معرفة اكثر، مايدفعنا لزيادة منسوب الكتب التي نقرأها شهريا لتكون نقاشاتنا تفاعلية في كتب الشهر المحددة فيما بيننا مسبقا..).
وفي حديث والدة الطفلة رحيق البالغة من العمر ثلاث سنوات تقول لـ"يمن فيوتشر"( تنتظر رحيق يوم الخميس بفارغ الصبر كونه اليوم الذي تستمع فيه لحكواتي "نون" وتقوم مع باقي الأطفال بتلوين الرسوم بشكل صحيح رغم سنها وأصبحت تفتح القصة وتعبر عن أحداثها عبر الصور، ما نما قدرتها على التحدث وعزز لديها ثقتها بنفسها ).
•تطلعات مستقبلية لرواد "نون"
وضعت إدارة الصالون العديد من الخطط قيد التنفيذ خلال العام الجاري منها العمل لإنشاء أدب الطفل كهدف طويل الأجل مستعينين بذلك على العديد من الأدباء والكتاب اليمنيين، بالأضافة لتأسيس نادي اليافعين الذي سيكون ضمن الخطط السنوية لتأهيل الطفل وعمل خطه سنوية له يستطيع من خلالها قراءة 300 كتاب في السنة وإقامة مكتبة تفاعلية لدى رواد الصالون من خلال جلسات النقاش الثقافي وموقع الصالون في وسائل التواصل الإجتماعي التي ستكون مستهدفة أكبر قدر من النساء اليمنيات من مختلف المناطق.