يحبس اليمنيون انفاسهم بقلق بالغ في انتظار ما ستسفر عنه التطورات خلال الساعات المقبلة عقب انقضاء سريان الهدنة الانسانية التي دخلت حيز التنفيذ مطلع ابريل الماضي دون اي بوادر لتجديدها حتى الان.
يأتي هذا وسط مخاوف جادة من عودة الاطراف المتحاربة للتصعيد العسكري مع اعلان جماعة الحوثيين وصول التفاهمات التي تقودها الامم المتحدة حول مقترح لتمديد وتوسعة الهدنة الى "طريق مسدود".
ووجهت جماعة الحوثيين السبت تحذيرا عسكريا باستهداف الملاحة الدولية والشركات النفطية العاملة في مناطق نفوذ الحكومة في حال عدم التوصل الى اتفاق يلبي اشتراطاتها لتوسعة وتمديد الهدنة بحلول الساعة السابعة من مساء اليوم.
والى جانب المطالبة بفتح مطار صنعاء الدولي وموانئ الحديدة، دون قيود، تشترط جماعة الحوثيين الزام الحكومة المعترف بها بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من عوائد النفط والغاز، في مقابل تمسك الحكومة بتخصيص عوائد ورسوم سفن المشتقات النفطية الواصلة الى موانئ لدفع تلك المرتبات وفق ما نص عليه اتفاق السويد.
وتلقى المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ خلال الساعات الاخيرة دعما دوليا قويا من اجل الضغط على الاطراف المتحاربة للقبول بمقترح محدث لتوسيع وتمديد الهدنة لمدة اشهر اضافية .
ولم يحظ المقترح بموافقة الحوثيين الذين قالوا انه مجرد ورقة لا تلبي التطلعات، بينما اعلنت الحكومة الموافقة عليه.
وتأمل الامم المتحدة البناء على الهدنة في الوصول الى تسوية سياسية شاملة للنزاع الذي طال امده في اليمن، مخلفا اسوء ازمة انسانية في العالم من صنع البشر.
وتنظر الامم المتحدة والمجتمع الدولي الى ان الهدنة بالرغم من هشاشتها مثلت فرصة مهمة لتوفير عديد المزايا والتسهيلات الانسانية والاقتصادية للشعب اليمني.
فعلى مدى ستة اشهر من الهدوء النسبي الاطول منذ بداية النزاع قبل ثماني سنوات، شهدت البلاد انحسارا في اعداد الضحايا المدنيين وصل إلى 85 بالمائة، فضلا عن تراجع ملحوظ في موجات النزوح جراء النزاع الدامي الذي خلف نحو 400 الف قتيل حتى الان.
وتشير التقارير الى انه منذ بداية الهدنة دخلت 53 سفينة إلى موانئ الحديدة من أصل 54 كان سفينة مقررا وصولها إلى الميناء بموجب الاعلان الاممي.
كما سمحت الحكومة والتحالف بفتح مطار صنعاء الدولي ل51 رحلة تجارية لطيران اليمنية بين صنعاء و عمان، بينها رحلتان من و إلى القاهرة،بعد نحو ست سنوات من اغلاق المطار الدولي امام الرحلات من هذا النوع.
ومع ذلك لايزال التعثر مستمر في عدد من الملفات التي يأتي في مقدمتها فتح المعابر والطرقات حول مدينة تعز ، وملف الافراج عن الاسرى والمعتقلين، اضافة الى ملف دفع رواتب مئات الالاف من الموظفين الحكوميبن.
#يمن_فيوتشر
