[ سفينة النفط اليمنية صافر ]
تعتبر "صافر" الراسية قبالة الساحل اليمني, ناقلة عملاقة قديمة في مرحلة متقدمة من التدهور ، يمكن أن يتفكك هيكلها أو تنفجر في اي لحظة، مما سيؤدي إلى كارثة بيئية وإنسانية سينتج عنها المزيد من الدمار في اليمن.
سيشمل ذلك عواقب محتملة ايضا كالدمار البيئي وتعرض الملايين للهواء شديد التلوث وانقطاعهم عن الغذاء والوقود وغير ذلك من الإمدادات المنقذة للحياة، إضافة الى فقدان مئات الآلاف من الاشخاص وظائفهم في حرفة صيد الأسماك.
تحدثنا مع أحمد الدروبي, من منظمة السلام الأخضر حول هذا الوضع, وسألناه التالي:
1- كيف تصف التهديد المحتمل لانسكاب النفط من ناقلة صافر في هذه اللحظة؟
- يُعد هذا التهديد خطير وعاجل للغاية، ويوافق كل من لديه معرفة بالقضايا على أن الوضع حرج، وأن هناك حاجة إلى إجراءات عاجلة لحلها، وأن آثار عدم نقل النفط بشكل آمن من صافر إلى ناقلة منفصلة ستكون مدمرة.
ويحدد موجز منظمة السلام الأخضر الصادر في وقت سابق من هذا العام ، نطاق الآثار الإنسانية والبيئية التي قد تحدثها كارثة انسكاب أو انفجار صافر ، ولن تؤثر هذه الكارثة على اليمن فقط ولكن أيضًا على البلدان المجاورة.
2- ما هي الكوارث البيئية الأخرى التي من الممكن مقارنتها بحالة "صافر"؟
تم إجراء مقارنات مع تسرب إيكسون فالديز النفطي عام 1989 في مضيق الأمير ويليام بالاسكا، والملفت أن ما يقدر بـ 1.14 مليون برميل ( أي 140،000 طن) من النفط التي في صافر يعتبر أكبر بأربعة أضعاف، ويعد الوضع مع صافر فريد من نوعه؛ حيث كانت إيكسون فالديز، مثل العديد من الانسكابات النفطية المخلفة حوادث قبلها وبعدها ؛ و لكل منها أضرار جسيمة وطويلة الأجل على المجتمعات والبيئة.
ولكن إذا تركت صافر وانفجرت (بسبب عدم وجود غازات خاملة في الخزانات) أو انكسرت وتسربت حمولتها فلن يكون هذا حادثًا، بل نتيجة عدم رغبة جميع الأطراف باعتبار الأمور الإنسانية والبيئية كأولوية.
وبما ان الخبرة موجودةو التكنولوجيا متاحة, الا أن الإرادة السياسية من المجتمعات الدولية والإقليمية المعنية بالامر مفقودة.
و ليس هناك شك في أن تجربة الانسكابات النفطية الأخرى وانفجارات الآبار حول العالم تثبت لنا أن التأثيرات ستكون مدمرة لكلٍ من المجتمعات التي تعيش بالمنطقة في إحدى النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي الهش في العالم.
3- لماذا وصل الوضع إلى هذه النقطة؟
نلاحظ بعض الأسباب التي دفعتنا إلى الوصول إلى هذه النقطة أعلاه، وبشكل اكثر تحديد يظهر ان الأمم المتحدة وسلطات الأمر الواقع في المنطقة قد اتفقتا على خطة منطقية وواضحة وهذا قد يتطلب تمويلاً بحوالي 80 مليون دولار أمريكي لتمكين نقل النفط والاحتفاظ به في ناقلة اخرى.
وحتى الآن تعهدت بعض من الحكومات ببعض التمويل لدعم الخطة، لكن حتى وقت كتابة هذا التقرير ما زالوا بحاجة إلى 20 مليون دولار أمريكي إضافية.
نضع في الاعتبار أن العديد من هذه "التعهدات" ليست سوى كلام لا يعقبه التنفيذ، والوضع بحاجة شديدة بالفعل للحصول على المال.
و80 مليون دولار ليست سوى قطرة في المحيط مقارنة بالأموال التي جنتها شركات النفط التي أعلنت مؤخرًا عن أرباح هائلة بلغت في المتوسط حوالي 7.2 مليار دولار أمريكي في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
ولم تتقدم أي شركة نفط واحدة لتقديم التمويل، كما أن المبلغ المطلوب 80 مليون دولار يتضاءل أيضًا إلى حد بسيط عند مقارنته بالإعانات البالغة 405 مليار دولار أمريكي التي تُمنح للوقود الأحفوري كل عام - معظمها شركات النفط والغاز - من قبل حكومات المجموعة العشرين.
4- ما الذي يمكن أن يفعله الممثلون المحليون والدوليون لتجنب سيناريو الحال الأسوأ ؟
كما أشرت أعلاه ، فإن هناك حاجة إلى الإرادة السياسية والتمويل اللازمين لتفعيل الخطة، لكننا نحتاج إلى ضمان الاستعداد في حالة حدوث انسكاب كبير أو انفجار.
وانه لمن دواعي القلق الشديد أنه ليس هنالك الا معدات محدودة فقط للاستجابة للنفط في المنطقة لمنع أسوأ الآثار والتخفيف منها، كما يجب وضع أذرع احتواء النفط حول صافر، ويجب أن تكون معدات الاستجابة الاخرى للنفط متواجدة الان في البلد.
الوقت الأكثر إلحاحًا و يمكن اتخاذ أفضل طرق التخفيف خلال الـ 48 الساعة الأولى من حدوث الانسكاب.
وإذا انتظرنا حتى يحدث ذلك ثم حاولنا نقل المعدات إلى المنطقة، فسيكون الوقت قد فات بالفعل.
إضافة إلى ذلك ، يجب تنبيه المجتمعات المحتمل تأثرها وتحذيرها من الآثار الصحية المحتملة والإجراءات التي يجب اتخاذها ، ولقد قمنا بإنتاج مثل هذه النشرات والملصقات الإعلامية تحقيقاً لهذه الغاية، كما انه يجب أن يكون هناك مخزون من معدات الحماية الشخصية لكل من المنخرطين في التعامل مع الانسكاب والمتضررين.
5- ما هي تكلفة التكاسل او التراخ عن العمل؟
قدرت الأمم المتحدة تكلفة الاستجابة النفطية بحوالي 22 مليار دولار، حيث يغطي هذا تكلفة المعدات وجهود التخفيف والتعافي وما إلى ذلك فقط، ولا يحسب التكلفة البشرية والبيئية في سبل العيش والصحة والرفاهية والتكاليف التي لا تُحصى على النظم البيئية للبحر الأحمر.
يعتبر أحمد الدروبي مدير الحملات الإقليمية لمنظمة السلام الأخضر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وعضو في مجموعة العمل الدولية التابعة لمنظمة السلام الأخضر لمواجهة تهديد صافر.
آدم بارون ، كاتب ومحلل سياسي ،كان يقيم في اليمن من 2011 إلى 2014. وهو أيضًا عضو مجلس إدارة YPC.
إخلاء المسؤولية: الآراء و وجهات النظر الواردة في هذا المقال تخص المؤلفين ولا تعكس بالضرورة آراء ووجهات نظر مركز السياسة اليمنية أو الجهات المانحة له.