رثى ادباء ومثقفون وصحفيون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات حزينة ومؤثرة ومشاعر مكلومة الروائي اليمني وليد دماج، الذي فجع الوسط الثقافي برحيله المفاجئ والمبكر اليوم الجمعة، وهو لايزال في أوج عطائه الادبي.
"هذا الصباح حامض هذا النهار بمذاق ملح دمع العين"، بهذا الكلمات، استهل الصحفي اليمني المقيم في بريطانيا خالد سلمان نعيه للروائي دماج الذي" غادرنا وهو يبحر بنا بين ضباب أسود ، بحثاً عن نوارس المدن البيضاء والمرافئ الآمنة"،كما قال.
 الاديب والروائي علي المقري الذي يقيم في فرنسا منذ بداية اندلاع الحرب في اليمن قبل ثماني سنوات، كتب في حسابه على تويتر "‏خبر مفجع رحيل الصديق وليد دمّاج وهو في أوج عطائه الروائي والشعري".
اضاف "يا للخسارة! .. أدباء اليمن يموتون قبل أن تكتمل حياتهم المرجوة؛ ..لم نلتق منذ سنوات، ولم تكن بيننا سوى: اشتقنا.. وها هي اشتقنا" ستطول! ".
 وكان الروائي وليد دماج توفي في وقت متأخر الليلة الماضية في مدينة عدن، جراء تعرضه لازمة قلبية مباغتة عن عمر ناهز 49 عاما.
  رثاه الروائي همدان دماج قائلا "حسناً يا وليد... أنت رحلت هذا الصباح أما أنا فقد فقدت سمعي وبصري عليك حزناً، ومازلت واقفاً في مكاني خائفاً من أن تجرفني دموعي نحو البحيرة التي بجانبي الآن وأغرق".
في السياق، كتب الصحفي نصر طه مصطفي "فجعت بخبر وفاة الروائي الفذ ‎وليد دماج،رحيل مبكر وهو في قمةالعطاء".
 اضاف " لو لم يكتب سوى روايته الخالدة (وقش..هجرة الشمس) لكفته".
 وتعتبر رواية "وقش" للروائي وليد دماج، واحدا من اهم الاعمال الروائية على الساحة اليمنية.
وتعالج الرواية ما يمكن تسميتها مأساة " المطرفية"، وهي فرقة زيدية تنسب الى مطرف بن شهاب (المتوفى حوالى 457 هجرية)، تعرضت لحملة اجتثاث واستئصال شنيعة علي يد الامام السفاح عبدالله بن حمزة، بسبب اطروحاتها وافكارها الجريئة، وعلى وجه الخصوص قولهم خلافا للفرق الشيعية ان " الامامة ليست محصورة في البطنين وتصلح في من تنطبق عليه شروطها كائنا من كان".
 والى جانب "وقش.. هجرة الشمس"(2019) صدرت للروائي الراحل وليد دماج ثلاثة اعمال روائية اخرى، هي " ظلال الجفر" (2013) ، "هم"(2015)،و "صهيب العزي" (2020).
يؤكد نصر طه مصطفى بان الاجيال ستتذكره "رمزاً من رموز مواجهة التخلف بقلمه وأدبه"، في اشاره الى جهوده في فضح التاريخ الدموي للامامة في اليمن.
 يقول الصحفي محمد القاضي ان "‏وليد و رغم عمره القصير الا انه خلف أعمالا أدبية وفكرية تعد اضافة مهمة.. وابدي شعوره بالحزن والفاجعة لهذا الرحيل المبكر.
ووصف المحامي والمستشار القانوني عبدالكريم سلام 
وفاة الروائي دماج بأنه رحيل قبل الاوان ... قائلا "الروائي الرائع وليد دماج صاحب الضحكة المبتهجة دوما بالحياة  والقلب السموح يغادرنا قبل الأوان" .
 وكتب الشاعر فخر العزب في حسابه فيسبوك مرثية بكى فيها صديقه قائلا:
"لمن سوف تروي
لمن بعد هذا المساء الحزين
وقد غبت عنا بعيداً!؟
أجب..
لمن سوف تقرأ "هم"!؟
هل لنا أم لهم!؟
للبعيدين في حيوات الخلود
تلك التي اخترتها دوننا
ومضيت لها فجأةً
هكذا
لتتركنا في سياق البكاء
نؤبجد أدمعنا
في صحائفنا اليابسات
ونرثي يراعاً عرفناه أخضرْ".
واعتبر الباحث ماجد المذحجي رحيل دماج خسارة "فادحة لهذه البلاد الحزينه".
اضاف " رحمة الله عليك يا وليد، اختطفك الموت في ذروة ازدهارك، ولكن خلفت ما سيُذكر بك دوماً: إرثاً ابداعياً لا يموت".