غيب الموت اليوم الجمعة في مدينة عدن، القامة الثقافية والأدبية الروائي وليد دماج، وهو لايزال في أوج عطائه الثقافي والادبي.
ونعت وزارة الاعلام والثقافة والسياحة، هذا الرحيل المفجع للمثقف والروائي الأديب وليد دماج، قائلة انه "يمثلُ خسارة على الوسط الثقافي والأدبي في الجمهورية اليمنية، في وقت تحتاج فيه الساحة الثقافية لمثل قلمه المستنير وفكره الناضج"
اضافت "عزاؤنا أنه قد قدم عصارة فكره، وخلاصة معارفه، ولم يتوان يوماً ما عن خدمة وطنه".
وجاء في بيان النعي"لقد كان الفقيدُ واسع الثقافة، متضلعاً في الاطلاع، متعمقاً في التاريخ، ومثّلَ بهذا الثراء إضافة نوعية للمكتبة اليمنية من خلال نتاجاته العلمية خلال مشواره الثقافي".
واشار البيان في هذا السياق الى رائعته "وَقَش" التي تعتبرُ واحدةً من أبرز الأعمال الروائية اليمنية على الساحة" وقد استقرأ دماج من خلال رواية "وقش" التي تدور احداثها بين عشرينيات القرن الخامس الهجري و منتصف العقد الثاني من القرن السابع الهجري، تفاصيل مرحلة من أهم المراحلِ المغيبة في التاريخ اليمني، مضفياً عليها البعد الحضاري والوطني
تتناول الرواية مأساة " المطرفية"، وهي فرقة زيدية تنسب الى مطرف بن شهاب (المتوفى حوالى 457 هجرية)، تعرضت لحملة اجتثاث واستئصال شنيعة علي يد الامام السفاح عبدالله بن حمزة، طالت الحجر والشجر. والاطفال والشيوخ، في عملية ابادة ممنهجة لم يشهد لها التاريخ الاسلامي مثيلا، وذلك بسبب اطروحاتهم وافكارهم الجريئة، وعلى وجه الخصوص قولهم خلافا للفرق الشيعية ان " الامامة ليست محصورة في البطنين وتصلح في من تنطبق عليه شروطها كائنا من كان".
والروائي الراحل وليد دماج، ولد عام 1973 في محافظة إب وينتمي الى اسرة عريقة تصدرت النضال الوطني والحركة الثقافية في اليمن منذ اربعينيات القرن الماضي.
كما تخرج من قسم المحاسبة في جامعة صنعاء سنة 1996، ولديه أربع روايات، "ظلال الجفر" و"هُم"، و"وقش"، و" أبو صهيب العزي" الصادرة مؤخراً عن "دار أروقة".
وعمل الراحل رئيسا للمكتب التنفيذي لصنعاء عاصمة الثقافة العربية عام 2004، ومديرا تنفيذيا لصندوق التراث والتنمية الثقافية، قبل تعيينه مستشارا لرئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.