أعلنت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة بأنها ستطلق مرحلة جديدة من مشروعها المشترك مع الاتحاد الأوروبي، لإعادة تأهيل عدد من المباني التاريخية في صنعاء القديمة التي تضررت مؤخراً جراء التحديات المتزايدة لتغير المناخ.
وقالت المنظمة في بيان أصدرته اليوم السبت، بأن التقييم الشامل للأضرار التي لحقت بمباني صنعاء القديمة الذي أجري عام 2021، أظهرت نتائجه تضرر نحو 10 الآف مبنى، وبناءً عليه ستطلق "مرحلة جديدة من المشروع لمواصلة إعادة تأهيل المباني التاريخية في المدينة، وخلق فرص عمل لآلاف الشباب من خلال مخططات النقد مقابل العمل".
وأوضح البيان بأن المشروع تمكن خلال السنوات الأربع الماضية من إعادة تأهيل 213 مبنى تاريخي في مدينة صنعاء القديمة.
وأضاف البيان بأن أعمال الترميم التي يقودها المجتمع المحلي باستخدام تقنيات ومواد البناء التقليدية سمحت بمقاومة السيول والفيضانات المستمرة. "ومع ذلك، فإن حجم الاحتياجات على الأرض يتطلب مزيداً من إعطاء الأولوية للتدخلات في المنازل التاريخية المأهولة ذات القيمة المعمارية البارزة، والتي تواجه أضراراً كبيرة".
وأكدت اليونسكو بأنها ستقدم مزيداً من الدعم لتعزيز تدابير الحد من مخاطر الكوارث وزيادة استعداد السلطات والمجتمعات المحلية لإدارة الطوارئ، بناءً على تدابير الوقاية من الفيضانات التي تم تنفيذها على طول وادي السايلة في عام 2020، بدعم من صندوق التراث في حالات الطوارئ، والذي ساعد المجتمع المحلي على الحد من تأثير الفيضانات على المدينة.
وأشار البيان إلى أن استمرار الحفاظ على المباني الهشة في السنوات الأخيرة تأثر كثيراً جراء الآثار الاجتماعية والاقتصادية للصراع المستمر في اليمن، والذي منع أصحابها من إجراء الصيانة الدورية اللازمة لضمان سلامتها الهيكلية. "لذلك تعمل اليونسكو جنباً إلى جنب مع أصحاب المصلحة والشركاء المحليين لحماية هذا التراث، من خلال تنفيذ التدخلات الطارئة، وإعادة تأهيل المنازل وبناء القدرات".
وعبرت اليونسكو عن قلقها بشأن تأثير السيول والفيضانات الأخيرة على سبل عيش المجتمعات المحلية في اليمن، فضلاً عن فقدان الممتلكات التاريخية التي لا تقدر بثمن، وقالت: "تراقب اليونسكو عن كثب الوضع في المدن التاريخية، لا سيما تلك المدرجة في قائمة التراث العالمي".
وأعلنت استمرار التزامها بدعم الشعب اليمني من خلال حشد الموارد والخبرات، وخلق فرص عمل قابلة للحياة للشباب في البلاد، وبذل الجهود لضمان حماية التراث الثقافي لليمن والحد من مخاطر الكوارث والتكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره في اليمن.
يذكر بأن المشروع المشترك بين اليونسكو والاتحاد الأوروبي لإعادة تأهيل المباني التاريخية في اليمن، بدأ في سبتمبر من العام 2018، ويستهدف أربع مدن تاريخية (عدن، صنعاء، شبام وزبيد)، ويعمل به أكثر من 4600 امرأة ورجل، وحتى الآن، نجح المشروع في إعادة تأهيل أكثر من 150 مبنى تاريخي، ووفر فرص عمل لأكثر من 1500 شاب في أشغال تأهيل مدفوعة الأجر.