[ نازحون عبر الحدود الاوكرانية-ارشيف ]
بعد اسبوع على مغادرتها اوكرانيا، تكبر الهموم، ويشتد اليأس في وجه الطبيبة اليمنية ندى عبدالولي، و50 من رفاقها، مع اقتراب موعد انتهاء اقامتهم المؤقتة في بولندا البلد المنحاز بشدة للاوروبيين.
كانت ندى في الاسبوع الماضي و60 من زملائها قصة "يمن فيوتشر"، عندما اصبحوا نازحين بين عشية وضحاها من مدينة خاركيف الاوكرانية في الشرق الى لفيف غربا ثم وارسو عاصمة بولندا البلد الاوروبي المجاور.
"انها ايام صعبة جدا نمر بها الان"، قالت طالبة البورد في جامعة خاركيف، التي احتفظت ببعض التفاؤل، وذكرى طيبة في اخر ايامها مع الاوكران ولدى وصولها وارسو، قبل ان يتبدد كل شيء.
قالت ندى "وصلنا الى مخيمات او كنائس، تحولت الى مأوى للاجئين يقدم فيها الاكل والشرب والنوم مجانا، لكن ذلك كان لفترة محدودة فقط".
هؤلاء الشباب اليمنيون، هم افضل مثال على ضحايا الحروب والازمات المركبة، الذين فر اصدقاؤهم على مدى سنوات، او قتلوا او اصيبوا، او استسلموا لا نتظار حتفهم في الداخل، تلك هي الدائرة المغلقة من المصير.
انقسم الطلاب اليمنيون الفارون عبر الحدود الاوكرانية الي قسمين، الاول فضل بدء رحلة لجوء من قبيل المانيا، وهولندا، وبلجيكا ووجهات اخرى، بينما رأى اخرون التركيز على اكمال الدراسة في جامعات اوروبية بديلة دون طلب اللجوء بالضرورة، ومن بين هؤلاء الاخيرين كانت ندى، ونحو 50 من زملائها.
"انا كنت مع الخيار الثاني، لان اهلي رافضين تماما فكرة اللجوء"، تقول ندى عبدالولي.
منذ اليوم التالي، ذهب هؤلاء الطلاب الى الجامعات البولندية، طلبا للتسجيل، لكنهم وجدوا هناك "اشعارا بعدم امكانية قبول اي طالب من اوكرانيا حاليا حتى اشعار اخر".
تقول ندى، " كانت تلك صدمة كبيرة لنا"، حيث تتضاءل فرص العودة بالشهادة الحلم.
اضافت: "ذهبنا الي سفارتنا في بولندا، وفعلا التقينا هناك بالسفيرة ميرفت".
كان اللقاء مع السفيرة ميرفت مجلي حاسما باللاءات ذاتها التي تحدثت عنها ندى مذكية احباطا خانقا بين الطلاب اليمنيين.
•لا مقاعد دراسية اضافية في بولندا سوى 100 مقعد الاولوية فيها للاوكرانيين.
•لا يمكن تسجيل اي طالب اجنبي قادم من اوكرانيا حتى اشعار اخر، لان الجامعات الاوكرانية متمسكة بطلابها، وتعد باستئناف الدراسة في وقت لاحق.
"اذهبو الى اي دولة اخرى مثل المانيا، او هولندا او رومانيا. شوفوا فرص افضل، لان الوقت ليس في صالحكم، وتأشيراتكم مدتها قصيرة جدا"، قالت السفيرة مجلي حسب الطلاب العالقين.
قالت ندى "خرجنا وكمية قهر، لايمكن وصفه لكم، لدرجة اني جلست ابكي على الرصيف أمام الجميع".
ندى هي واحد من نحو 750 يمنيا تقول سفارة بلادهم انهم كانوا في الاراضي الاوكرانية قبل الغزو الروسي، وان 400 منهم على الاقل عبروا الحدود الى بولندا، غير الودودة مع مواطني الشرق الاوسط وافريقيا، حتى في ذروة الازمة الاوروبية التي يفترض فيها المساواة والعدالة بين اللاجئين من مختلف الجنسيات كما تقول المبعوثة الخاصة لمفوضية الامم المتحدة، انجلينا جولي في احدث نداء انساني من الاراضي اليمنية.
تشير ندى الى ان "اغلب الجاليات العربية او الأجنبية تم اجلاء جميع طلابها، ماعدا اليمنين اللي فعلا ضايعين"، حد تعبيرها.
سيكون على ندى ورفاقها حسم قرارهم في غضون اسبوع واحد متبق على انتهاء تأشيراتهم، او مغادرة اوروبا.
"لا احد يعرف ايش وضعه بالضبط.. طلبو منا بعد انتهاء التأشيرة مغادرة الأراضي الأوربية".
اضافت: "ايام صعبة جدا نمر بها، ولكن نحن على ثقة ان الله معنا".