دعا ناشط سياسي، وكاتب يمني بارز القوى المدنية في بلاده الى حشد الجماهير للضغط السلمي من اجل ايقاف الحرب المستمرة منذ نحو ثماني سنوات.
وقال المفكر، والسياسي محمد عبدالسلام منصور ان على "القوى المدنية التي لم تنخرط في الصراع، وأولئك الذين أدركوا أن الحرب ضارة على الجميع، العمل على حشد الجماهير للضغط السلمي عبر المظاهرات والاحتجاجات لإيقاف الحرب والوصول إلى السلام واستعادة بناء الدولة".
وكان منصور، وهو شاعر واديب مخضرم مقيم في صنعاء، يعمل مستشارا لوزارة الثقافة، وامينا عاما مساعدا للمجمع العلمي اللغوي اليمني، يتحدث في ندوة سياسية فكرية نظمها الاحد مسار الثقافة والإعلام في تيار التوافق الوطني، عن الدور الممكن للمثقفين والاعلاميين في المساهمة بجهود جادة لإيقاف الحرب في اليمن والوصول إلى السلام.
وحث المنصور، تلك النخب المؤثرة على الاستمرار في التواصل المباشر مع قوى الصراع وتبيان خطورة الحرب على الجميع واستحالة فوز أي طرف على الاخر بقوة السلاح.
كما طالبها بتقديم مشاريع حل لقوى الصراع لإيقاف الحرب أولاً ثم التمهيد لبناء حكومة وطنية انتقالية تعمل على معالجة آثارها، والتهيئة لانتخابات يشارك فيها الجميع.
واشار الى أن كافة قوى الصراع تعترف بأن الخلاف بينها هو سياسي لكنها للأسف "استخدمت التحريض الاجتماعي والإثني لحشد الجماهير والمناصرين"، حد قوله.
واكد منصور، ان أعداء اليمن من الخارج استطاعوا أن يستغلوا "النفسية الهلعة لقوى الصراع الداخلي" للاستحواذ على السلطة، واستخدموهم لإنجاح مشاريعهم التقسيمية.
وشدد على أهمية أن ينضم الإعلاميون إلى التكتلات المدنية الداعية للسلام وأن يلعبوا دورهم الايجابي والمؤثر في تحشيد الجماهير.
من جهته، أكد رئيس مسار الثقافة والإعلام في تيار التوافق الوطني، همدان دماج، أن هذا المكون حديث النشأة، مستمر في مد يده للجميع وفق ثوابته التوافقية الوطنية والتزامه بخطابه السياسي والثقافي المستقل.
وشدد دماج على الدور والواجب الوطني الذي يمكن ان يضطلع به المثقفون، بعد مرور كل هذه السنوات من الحرب، بما في ذلك انخراطهم المؤثر مع القوى المدنية الداعية للسلام.
وساهم الحاضرون في الندوة، التي استمرت ساعتين، في إثراء النقاش بأسئلتهم ومداخلاتهم، مجمعين على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات لكي يعاد لليمنيين الأمل في إيقاف الحرب وتصحيح البوصلة باتجاه الطريق الى مستقبل أفضل.