اليمن: اليكم ما يمكن معرفته حول التداعيات اليمنية للحرب الاوكرانية الروسية
يمن فيوتشر - sicurezzainternazionale-ترجمة غير رسمية: الجمعة, 25 فبراير, 2022 - 05:50 مساءً
اليمن: اليكم ما يمكن معرفته حول التداعيات اليمنية للحرب الاوكرانية الروسية

يمكن أن تصل عواقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أيضًا إلى اليمن، البلد الذي شهد صراعًا عنيفًا منذ عام 2014.
فمن ناحية، يمكن خفض مخزونات الغذاء والحبوب الأوكرانية، ومن ناحية أخرى قد يؤدي الاستقطاب بين روسيا والغرب إلى زيادة عرقلة عملية السلام.
بحسب ما أوردته صحيفة العربي الجديد اليومية، تحظى التطورات الأخيرة في أوروبا باهتمام واسع من الأوساط اليمنية، خشية أن تؤثر الأزمة الأوكرانية على كل من عملية السلام وخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية، التي من المتوقع أن تكون موضوع مؤتمر مقرر عقده في شهر مارس المقبل.
 ويرى بعض المحللين على وجه الخصوص أن غزو أوكرانيا قد زاد من حدة الانقسامات على المستوى الدولي، بما يمكن أن يؤدي الى التأثير على "الإجماع الدولي" بشأن الملف اليمني، وقبل كل شيء الدعم الذي أبداه سابقًا وأشار الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي، بمن فيهم روسيا إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها هانز جروندبرج لإنهاء الصراع الأهلي.
وأشار بعض الباحثين اليمنيين إلى أن هذه الدول أبدت دعمها مرارًا وتكرارًا لحل سياسي لكن اشتداد الانقسامات بين الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن ينعكس أيضًا في اليمن. لكن قد تكون هناك ميزة للمتمردين الحوثيين الشيعة، المدعومين من إيران  المقربين بدورهم من موسكو.
والأخيرة من جهتها قد تحاول استغلال الأزمة اليمنية لتعزيز دورها على الساحة الدولية على عكس الكتلة الغربية.
في الماضي، كان الحوثيون على اتصال بموسكو، وقد أعرب القيادي في الجماعة الشيعية، محمد علي الحوثي عن دعمه للاعتراف الروسي بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، علاوة على ذلك، كانت موسكو نفسها هي التي تلقت خطة الحوثيين الهادفة إلى معالجة الوضع الإنساني في اليمن والتي اعتبرها البعض "محاولة هروب" من المبادرات التي قدمت من السعودية على سبيل المثال.
في ضوء هذه الاعتبارات، قد يؤدي التدخل الروسي في المعسكر اليمني إلى تغييرات في ميزان القوى مما يمنح مزيدًا من القوة والسيطرة لحلفائها طهران والحوثيين.
نتيجة لذلك يمكن أن تتعطل جهود السلام التي تروج لها الأمم المتحدة والولايات المتحدة بشكل متزايد.
في الواقع في عام 2009 أعربت موسكو عن رغبتها في العودة إلى اليمن من خلال إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من باب المندب وهو مضيق استراتيجي يمر فيه ما يقرب من 18٪ من نفط الخليج.
علاوة على ذلك يمثل اليمن نفسه بالنسبة للكرملين عنصرًا وظيفيًا لتعزيز نفوذه في منطقة البحر الأحمر بأكملها.
بالإضافة إلى التداعيات السياسية والدبلوماسية، يمكن أن تؤدي الأزمة الأوكرانية إلى تفاقم الوضع الإنساني في اليمن في وقت يعتمد فيه أكثر من 40٪ من السكان على المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي.
وبحسب ما أوردته صحيفة العرب اليومية، فان اليمن أحد المستوردين الرئيسيين للقمح الأوكراني إلى الشرق الأوسط، بناءً على تصريحات أبو بكر باعبيد، رئيس غرفة تجارة وصناعة عدن.
على وجه الخصوص تستورد البلاد 22 ٪ من احتياجاتها من القمح من أوكرانيا، والتي تأتي منها أيضًا الذرة وزيت عباد الشمس والأسمدة والمنتجات المستخدمة في القطاع الزراعي.
كما يمكن أن يكون للحرب في أوروبا عواقب على سعر صرف العملة المحلية وعلى نقل البضائع وعلى أسعار المواد الخام والضروريات الأساسية.
عواقب من هذا النوع ستؤثر على اليمن الذي يعاني بالفعل، حيث ذكرت عدة وكالات إنسانية والأمم المتحدة بالفعل أنها اعتبارًا من مارس المقبل ستعلق توريد المساعدات بسبب نقص التمويل، مما يعرض حياة حوالي 13 مليون يمني للخطر. وأفادت نفس الأجهزة أن 53٪ من سكان المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية و 44٪ من سكان المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ويأتي ذلك بعد أكثر من سبع سنوات على اندلاع الصراع الأهلي اليمني الذي بدأ في أعقاب انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر 2014.


التعليقات