قالت مصادر ملاحية، ان منتجات زراعية يمنية صدرت امس الاثنين عبر ميناء المخا على البحر الاحمر، كأول شحنة منذ إعادة تدشين المرفأ التاريخي الواقع بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي، نهاية يوليو من العام الماضي.
واوضح مدير الميناء، عبدالملك الشرعبي، ان المرفأ دشن بالفعل صادراته التجارية من المنتجات الزراعية في الساحل الغربي، بتصدير منتج البصل" إلى ساحل صومالي مشاطئ على البحر الأحمر، "وسيليها منتجات أخرى بإذن الله".
ودعا الشرعبي المزارعين في الساحل وكل اليمن العودة الى مزارعهم وزيادة الإنتاج وتصديره عبر الميناء، واصفاً العام الجاري 2022 بـ"عام التعافي" بالنسبة للميناء.
ويعد ميناء المخا من أهم الموانئ اليمنية على ساحل البحر الأحمر، وظل موقّفاً عن العمل منذ استعادته من قبل القوات المدعومة من التحالف عام 2018، قبل أن يعاود الافتتاح بشكل رسمي في شهر سبتمبر الماضي بحضور فريق حكومي إضافة الى المنسق الأممي للشؤون الإنسانية وليام ديفيد جريسلي.
وفي اليوم التالي للافتتاح شنت ميليشيا الحوثي هجوما على المرفأ بالصواريخ والطائرات المسيرة، خلف دماراً هائلاً وأتلف مخازن منظمات إنسانية وبضائع خاصة بتجار "في تحد صارخ للجهود الأممية والدولية المبذولة للتخفيف من الأزمة الإنسانية في البلاد"، وفق بيان لوزارة الخارجية اليمنية.
وعقب عملية صيانة جراء الاستهداف، استمر الميناء في استقبال السفن الصغيرة، بحسب الشرعبي، الذي قال إن "التدشين كان اختباراً بالنسبة لنا"، حيث "تم تقييم المرحلة الأولية وعمل برنامج كبير ومتكامل ورفعه لوزارة النقل والحكومة"، عقب ذلك.
ووصف الشرعبي البرنامج بأنه "طموح وواسع"، مشيراً إلى أنه "قدم للوزارة وشكلت لجان رسمية وتمت مناقشته وإقراره ورفعه لمجلس الوزراء"، ويشمل "تعميق الميناء، ونطمح أن يصبح لدى الميناء القدرة لاستقبال السفن الكبيرة أو على الأقل بمستواه المتوسط من حمولة 15 الى 20 ألف طن بعون الله، بعد التعميق".
وأشار إلى "إصلاحات كبيرة" يحتاجها الميناء "قانونية وإدارية وفنية" معبراً عن أمله في أن الميناء "سيكون بعد تنفيذ البرنامج ضمن الموانئ الدولية وليس المحلية".
وأضاف أن "هناك خارطة طموحة للميناء ستعتمد، ليتكون الميناء من 14 منطقة تجارية"، مردفاً: "هذا الرقم ليس سهلا أن يكون هناك 14 منطقة تجارية في أحد الموانئ اليمنية.. لن يكون كما كان وإنما سيكون منافسا للموانئ الأخرى.. نطمح أن يكون مثله مثل موانئ الدول العربية الكبيرة".
وتابع: "هذا العام عام التعافي الجزئي إن لم نصل إلى ما هو أكبر من ذلك، وهو ما نطمح له في عملية التعميق أيضا في الإصلاحات القانونية وفي اعتماد خارطة الميناء".
وأكد مدير الميناء أنه "قدم كل التسهيلات للتجار وللوكلاء الملاحيين وأيضا لوكلاء التخليص الجمركي، ولكل الناس".
وأشار إلى أن "كل الأعمال التي قمنا بها بدعم كامل من المقاومة الوطنية (مسمى للقوات المرابطة في الساحل والمدعومة من الإمارات، ويقع تحت قيادة طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق) لإعادة تأهيل جزئي للميناء".
وعبر الشرعبي عن شكره لـ"كل من يدعم إعادة تشغيل الميناء وعلى رأسهم وزارة النقل ممثلة بالوزير عبدالسلام حميد، والسلطة المحلية بتعز ممثلة بالمحافظة نبيل شمسان، وأيضا السلطة المحلية في المديرية وعلى رأٍس الجميع المواطن في المديرية وفي كل اليمن الداعمين والمستبشرين خيرا بعودة الميناء وإعادة تطويره".