حذرت مجموعة بيئية رائدة يوم الخميس من احتمال تسرب نفطي كبير أو انفجار على ناقلة نفط قديمة راسية قبالة الساحل اليمني على البحر الأحمر.السفينة المهملة محملة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام.
و أصدرت منظمة السلام الأخضر، تقريرًا يسرد الآثار البيئية والإنسانية والاقتصادية للتسرب النفطي المحتمل من الناقلة صافر، على اليمن الذي يمزقه الصراع ومنطقة البحر الأحمر بشكل عام.
وقالت المنظمة في تقريرها: "قد يكون هذا الحدث أحد أكبر كوارث الانسكاب النفطي في التاريخ وقد يتسبب بأضرار بيئية خطيرة واسعة النطاق ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي تتكشف في البلاد".
كانت الناقلة اليابانية الصنع الصدئة والمهملة راسية في موقعها على بعد 6 كيلومترات (3.7 ميل) من ميناء رأس عيسى غرب اليمن على البحر الأحمر منذ الثمانينيات عندما بيعت للحكومة اليمنية. قبل تصاعد الصراع اليمني عام 2015 كانت السفينة تستخدم لتخزين وتصدير النفط من الحقول في محافظة مأرب الشرقية.
و يرى تقرير منظمة السلام الأخضر المكون من 42 صفحة بأن تسرب النفط أو الانفجار على الناقلة سيؤدي إلى إغلاق محطات تحلية المياه في اليمن، ما سيعطل في النهاية إمدادات مياه الشرب لما يقرب من 10 ملايين شخص.
•تسرب النفط
وقالت منظمة السلام الأخضر "إن إمدادات مياه الشرب لمنطقة البحر الأحمر بأكملها يمكن أن تتلوث بالنفط في غضون ثلاثة أسابيع فقط بعد الانسكاب".
وقال التقرير إن أي تسرب كبير سيؤدي أيضًا إلى إغلاق الموانئ الغربية لليمن بما في ذلك الحديدة والصليف، التي يتم من خلالها إدخال 68٪ من المساعدات إلى أفقر دولة في العالم العربي. وقالت المجموعة و مقرها أمستردام إن ما يصل إلى 8.4 مليون شخص يعتمدون على إمدادات المعونة الغذائية سيتأثرون.
وذكر التقرير أن تسرب النفط سيؤدي إلى إغلاق المصايد وارتفاع مستويات تلوث الهواء في المنطقة وتعطيل حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب وقناة السويس.
وتظهر الوثائق الداخلية التي حصلت عليها وكالة أسوشيتيد برس عام 2020 أن مياه البحر دخلت إلى حجرة محرك الناقلة، مما تسبب في تلف الأنابيب وزيادة خطر الغرق.
لقد غطى الصدأ أجزاء من الصهريج وتسرب الغاز الخامل الذي يمنع الخزانات من تجميع الغازات القابلة للاشتعال.
ويقول الخبراء إن الصيانة لم تعد ممكنة لأن الأضرار التي لحقت بالسفينة لا يمكن إصلاحها، وفقًا لتقرير أسوشيتد برس.
لم يعد السؤال هو ما إذا كانت الكارثة ستقع أم لا. وقال أحمد الدروبي مدير حملات المجموعة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، للصحفيين في مؤتمر صحفي افتراضي الخميس إن السؤال هو متى سيحدث ذلك.
ورأس عيسى يسيطر عليه المتمردون الحوثيون الذين يخوضون حربا ضد الحكومة المعترف بها دوليًا، التي يدعمها التحالف الذي تقوده السعودية والولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي قال مسؤول يمني في الحكومة المعترف بها، إن هناك تسربًا للنفط من الناقلة. وألقى وكيل محافظة الحديدة وليد القدمي باللوم على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الوضع، ودعا الدول المطلة على البحر الأحمر إلى التحرك بشكل عاجل.
وحذرت الأمم المتحدة باستمرار من التأثير الكارثي للتسرب المحتمل من الناقلة القديمة والمهملة. ومع ذلك لم تتحقق أي من مساعيها الدبلوماسية لحل هذه المسألة. في العام الماضي، اتهمت الأمم المتحدة المتمردين باستخدام الناقلة "كورقة مساومة" لدفع أجندتهم السياسية في اليمن.
وقال بول هورسمان، رئيس مشروع فريق الاستجابة الأكثر أمانًا في منظمة السلام الأخضر: "التكنولوجيا والخبرة اللازمة لنقل النفط إلى ناقلات أخرى موجودة، لكن على الرغم من شهور من المفاوضات ما زلنا في طريق مسدود". لقد حان الوقت حقا لتنحية السياسة جانبا والاتفاق على خطة طوارئ.
وقال هورسمان للصحفيين إن مجموعته تدعو إلى نشر حاجز احتواء حول الناقلة كخط دفاع أول، وهي عبارة عن اذرع عائمة مترابطة تنتشر عادة عبر الماء لوقف تسرب نفطي كبير.
قال هورسمان: "هذه الخطوة ليست حلاً، لكنها قد توفر لنا الوقت في حالة حدوث تسرب". "الحل الوحيد هو نقل النفط بأمان من صافر إلى ناقلة أخرى."
وقال كريس جونسون، كبير مستشاري الأمم المتحدة للسياسات والذي كان حاضراً أثناء إصدار تقرير منظمة السلام الأخضر ، إن الأمم المتحدة تعمل بالفعل على جلب حواجز من جيبوتي إلى ميناء الحديدة.
وأضاف أن الأمم المتحدة تتابع بجهود دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بين الحوثيين والتحالف بقيادة السعودية والحكومة اليمنية لحل الأمر.
وقال جونسون للصحفيين في غضون ذلك تحاول الأمم المتحدة تحديد موقع سفينة مناسبة يمكن نقل النفط إليها.