اعلن محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء فرج البحسني، حالة الطوارئ في المحافظة الشرقية الغنية بالنفط، وسط احتجاجات مطلبية عارمة ضمن ما يعرف بالهبة الحضرمية الثانية، ومخاوف من مآلات الحرب ضد الحوثيين في محافظتي مارب وشبوة المجاورتين.
وقال المكتب الاعلامي في المحافظة، ان الخطوة جاءت بموجب توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية "القائد الأعلى للقوات المسلحة، بشأن رفع الجاهزية للدفاع عن حضرموت وأبنائها، وتأهبا لمواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية".
وتضمن اجراء البحسني "رفع درجة الجاهزية والاستعداد إلى أعلى المستويات، وتجهيز قوة الاحتياط العام، موجها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بتكثيف الجوانب التوعوية وبث الشعارات والأغاني الحماسية، وحث المواطنين على الاستعداد لمواجه ميليشيات الحوثي الإنقلابية".
وأوضح محافظ حضرموت أن قيادة السلطة المحلية ستكثف اجتماعاتها خلال الأيام القادمة مع اللجنة الأمنية والمختصين في السلطة، ومع رؤساء الأحزاب السياسية والمكونات القبلية.
كما وجه لجنة أمنية بالنزول إلى مديريات الوادي والصحراء، لعقد اجتماع مع اللجنة الأمنية هناك، وإطلاعهم على خطورة الموقف العام، والمخاطر التي تشكلها ميليشيات الحوثي على حضرموت، حد تعبيره.
وشدد البحسني على أهمية تنفيذ هذه المهام "والعمل بها على محمل الجد، نتيجة الوضع الخطير الذي يهدد أمن واستقرار حضرموت، حاثا على رص الصفوف وتوحيد الكلمة وإثبات الوجود للتصدي لأي مخاطر قادمة".
واشار إلى أن السلطة المحلية اتخذت جملة من الإجراءات الاستباقية، للإطلاع عن كثب على جاهزية المعسكرات، ورفدها بكافة الإحتياجات وسد النواقص من الأفراد والعتاد.
وكان البحسني اجرى امس الثلاثاء اتصالين منفصلين مع الرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه الفريق علي محسن الاحمر، بناء على اتفاق مع الحراك الاحتجاجي المطالب بتحسين الاوضاع المعيشية، وتمكين ابناء المحافظة من مواردها وقرارها العسكري والامني.
•اجتماع تشاوري
وفي وقت سابق عقد البحسني، اجتماعا استثنائيا موسعا، ضم أعضاء مجلسي النواب والشورى، ومستشاريه، للتشاور حول التطورات المتصلة بالهبة التي تشهدها مدينة المكلا، وضواحيها منذ أسابيع.
وذكر المكتب الإعلامي بمحافظة حضرموت أن المحافظ البحسني تباحث حول أهمية "توحيد الصف الحضرمي، وإشراك كافة القوى السياسية والمكونات القبلية، في عملية التنظيم للوصول إلى ما تطمح إليه حضرموت من مطالب، نظرًا لمساحتها الشاسعة وثرواتها الهائلة وتعداد سكانها الكثيف"،
واكد الاجتماع "ضرورة أن تعيد القيادة السياسية النظر إلى حضرموت، وأن تعطيها حقوقها كاملة، وإيلاء مواطنيها مزيدًا من الاهتمام والرعاية وتحسين معيشتهم".
واشار البحسني في اللقاء إلى مسؤولية الجميع في المطالبة بحقوق المحافظة، "ولا يمكن لأي شخص مهما كانت صفته الاعتبارية أن يمثل حضرموت بكافة مكوناتها السياسية وقبائلها".
وكان من المفترض تشكيل لجنة تضم المكونات السياسية والقوى القبلية والشخصيات الأكاديمية والأطراف الفاعلة في المحافظة، لمقابلة رئيس الوزراء معين عبدالملك، و الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، "لوضع مصفوفة المطالب التي تخص حضرموت وأبنائها".
لكن الرئيس اليمني فيما يبدو قال ان الاولوية الان هي لمواجهة جماعة الحوثيين التي تقف على ابواب المحافظات الجنوبية والشرقية.
•حشود احتجاجية
الى ذلك عاودت حشود الهبة الحضرمية الى للتوافد إلى منطقة العيون حيث يخيم هناك الاف المعتصمين منذ أسابيع في إطار التصعيد الاحتجاجي الذي كانت قيادته منحت السلطات اسبوعا للتشاور مع الرئاسة والحكومة لتنفيذ المطالب.
وتوافد المحتجون إلى مخيم عيون الواقع بالقرب من ميناء الضبة لتصدير النفط تلبية لدعوة الشيخ صالح بن حريز المري، في مؤشر على فشل مساعي التهدئة.
واكد المعتصمون رفض "رفع الاعتصام والذهاب للتفاوض مع الرئاسة اليمنية، باعتباره أمرًا لن يحقق شيئاً من مطالبهم، على عكس التصعيد على الأرض".
وكانت اللجنة التنفيذية لمخرجات لقاء حضرموت العام (حرو)، بدأت تصعيدا جديدا بنصب اعتصام في منطقة العيون بالقرب ميناء الضبة لتصدير النفط، وسبق ذلك إنشاء نقاط شعبية في مختلف مناطق حضرموت، ومنعت تصدير المشتقات النفطية والثروة خارج المحافظة.