كان العام 2021، عاما يمنيا اخر مشتعلا بالعنف والغضب، والقليل النادر من الفرح في بلد منكوب بحرب مستمرة للعام الثامن على التوالي.
عندما يتم كتابة التاريخ، يمكن تصديره بمدى خطورة هذه الحرب، التي انهت السنة الماضية بهجمات مروعة على مطار عدن الدولي، بينما تنهي عاما اخر بقصف مطاري صنعاء وعتق المدنيين، رغم زخم الجهود الدبلوماسية غير المسبوقة.
في غضون شهرين من مطلع هذا العام، تلقى البلد، اشارة مشجعة لكنها ملتبسة في نفس الوقت من الساكن الجديد للبيت الابيض الرئيس جو بايدن، بتعيين مبعوث امريكي خاص لليمن، وعكس قرارات سلفه دونالد ترامب الذي صنف جماعة الحوثيين، منظمة ارهابية عند النفس الاخير من ولايته.
كانت العواقب مميتة حسب المهتمين الذين يقولون ان التصعيد الحربي الاكبر الذي شهده عام 2021، في الداخل اليمني وعبر الحدود السعودية، واستقواء الجماعات المسلحة واتساع الانقسامات، ربما جاءت جميعها من رحم الفهم المغاير لنهج ونوايا الادارة الاميركية الجديدة.
في مارس/ اذار اقتحم المتظاهرون الموالون للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا القصر الرئاسي في مدينة عدن، واجبرو الحكومة الوليدة على الرحيل مجددا خارج البلاد، في ازمة متجددة بين التحالفات المنضوية ضمن المعسكر الحكومي المنقسم على ذاته.
وفي هذا السياق ايضا، امكن تفسير الهجوم المكلف للحوثيين على مدينة مارب والمكاسب الوازنة للجماعة الموالية لايران عبر محافظتي البيضاء وشبوة، في مسعاها للسيطرة على النطاق الجغرافي الشمالي من البلاد مع ما يعنيه ذلك من رسائل وتكهنات ومخاوف بشأن احتمالات العودة الى الدولة الشطرية.
في هذه الاثناء انهار الاقتصاد الهش بالفعل، وهوت العملة الى قاع سحيق، وسرى احباط وتذمر عارم في الشارع الموال للتحالف الحكومي، مطالبا في بعض تجلياته برحيل القوات الاماراتية من محافظة شبوة، لتأتي النتائج معاكسة بإقالة حاكم المحافظة النفطية محمد بن عديو، في مرسوم يعتقد ان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي غامر فيه بما تبقى من رأسماله السياسي المتآكل في الاساس، حسب مراقبين.
لكن خلف هذا الانقسام والحزن كان هناك فرح، اذ يستمر احتفال اليمنيين حتى اليوم بفتيانهم الذين هزموا نظراءهم السعوديين في نهائي بطولة غرب اسيا للناشئين للمرة الاولى في التاريخ.