لايزال مصير قائد المجاميع المسلّحة التي فجّرت الوضع العسكري في كريتر، إمام النوبي، مجهولا حتى ساعة كتابة هذا الخبر، رغم سيطرة قوات الأمن على الوضع في المدينة والوصول إلى أوكار المسلحين الذين وصفهم رئيس اللجنة الأمنية محافظ العاصمة عدن، أحمد لملس، بأنهم جماعات إرهابية خارجة عن النظام والقانون.
وذكرت مصادر أن قوات من مكافحة الإرهاب تمكنت من الوصول إلى مخبأ النوبي في أحد أحياء كريتر وتم القبض عليه ليُسلَّم إلى جهاز مكافحة الإرهاب، غير أن مصادرَ أخرى أفادت أن وساطة قادها العميد، مختار النوبي، الأخ غير الشقيق لإمام النوبي "الصلوي"، خلصت إلى إقناع الأخير بتسليم نفسه لقيادات بالمجلس الانتقالي وترك مسلحيه يواجهون مصيرهم في أحياء كريتر.
رواية ثالثة ذكرها شهود عيان وسكان في كريتر تفيد بأن النوبي تمكن من مغادرة مناطق المواجهة في كريتر والاحتماء بمدنيين وبيوت مأهولة تمهيدا لمغادرة المدينة، مرجحين، في الوقت ذاته، أن يكون النوبي لايزال متخفيا داخل كريتر.
اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن قالت إن القوات الأمنية لاتزال تلاحق تلك العصابات المسلحة وزعيمها المدعو إمام الصلوي "النوبي".
وقالت اللجنة في بيان أصدرته، مساء أمس، "عقب المعارك التي دارت رحاها يوم السبت الموافق 3 أكتوبر 2021م في مديرية كريتر تمت السيطرة الكاملة على كافة أحياء المديرية ولا تزال قواتنا الأمنية تقوم بملاحقة المدعو إمام أحمد عبده الصلوي ( النوبي ) وأعوانه حتى يتم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع جراء الجرائم التي اقترفوها في حق المدينة ومواطنيها".
ودعت اللجنة الأمنية كافة مواطني عدن إلى "التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة وتقديم أي معلومات عن أماكن تواجد واختباء تلك العصابة".
واذ تحذر اللجنة من أي تستر على المتورطين بأحداث كريتر أو التعاون معهم فإن اللجنة لن تتهاون مع أي مخالف يثبت تورطه في التستر أو التعاون أو المشاركة مع تلك الجماعة الإرهابية.
وبحسب البيان "سيتم عرض كافة تفاصيل العملية والمضبوطات وأي مستجدات تتعلق بالعملية الأمنية تباعًا".
وقال البيان "إن اللجنة وهي تحيي رجال الأمن البواسل، وتثمن استبسالهم وتضحياتهم في سبيل حماية وتأمين العاصمة عدن، وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، تترحم على كل الشهداء الذين قضوا وهم يؤدون واجبهم الوطني، وترجو من الله ـن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل".
واختتم "تحيي اللجنة الأمنية الأخوة المواطنين في مدينة كريتر على صمودهم وصبرهم وتعاونهم وتفانيهم في مساعدة ومساندة الأجهزة الأمنية، وهو الأمر الذي ساعد في نجاح المهمة وتخليص المدينة من هذه العصابة الإرهابية المأجورة والخارجة عن النظام والقانون".
مصدر خاص أفاد "الأيام" أن قوات من الأمن والجيش اقتحمت صباح أمس منزل إمام النوبي، وعملت على إفراغه من عتاد متنوع كان يسلح منه المجاميع التابعة له.
وأكد المصدر أن قوات الأمن عثرت أيضا على أسلحة كانت مخزونة في أحد المساجد.
وتركزت المعارك، التي دارت رحاها منذ السبت واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، في منطقة الميدان وبالقرب من أحياء الطويلة وجولة الفل والشارع الرئيسي.
ونقلت مصادر إعلامية عن مدير العمليات المشتركة في عدن، العميد عبدربه محمد عمر، أن حصيلة المواجهات وصلت إلى ستة قتلى من الأمن والمدنيين و61 جريحا أغلبهم من المسلحين التابعين للنوبي.
وقالت المصادر إن من بين القتلى من قوات الانتقالي، القائد العسكري الميداني في قوات الصاعقة عواد النوبي، شقيق أمام النوبي، والمراسل الحربي خالد عسكر، اللذان توفيا متأثرين بجراحهما. في حين تحدثت مصادر إعلامية أخرى، أن النوبي لايزال جريحا في المستشفى إثر إصابته برصاص عندما كان ضمن حملة من قوات الصاعقة للمشاركة في القضاء على التمرد الذي يقوده شقيقه.
وبحسب المصادر فقد قُتل مسلحان عقب بدء الاشتباكات في الساعات الأولى من فجر السبت، وعثر سكان على جثة طفل في التاسعة من عمره صباح السبت، تحت إحدى السيارات المتوقفة قرب مطعم زكو، وقتل مدنيان بعد الظهر في حصيلة القتلى خلال المواجهات، فيما أصيب 11 بينهم مدنيين ومسلحين من الطرفين.
وقال سكان إن ما لا يقل عن 12 مركبة بين باصات نقل صغيرة "دباب" وأخرى لنقل البضائع "عربيات" وسيارات ومركبات أخرى تعرضت لأضرار ما بين المتوسطة والخفيفة، فيما سقطت قذائف على مساكن لمواطنين قرب منطقة المواجهات في الميدان والطويلة، واندلعت حرائقُ محدودةٌ في هذه المنازل.
وتعرضت نحو عشرة متاجر لبيع المواد الغذائية والملابس لطلقات نارية من أسلحة متوسطة في الطويلة والميدان، تسببت في تضرر أبواب ونوافذ هذه المحلات، وقال سكان إنهم شاهدوا ألسنة اللهب وهي تتصاعد من متاجر ومطاعم في شارع الطويلة المكتظ بالمتاجر.