شهدت الساحة اليمنية خلال الأيام الماضية جدلًا واسعًا إثر منشور لعضو مجلس النواب والداعية عبدالله العديني، هاجم فيه ظهور إعلامية في قناة الجمهورية التابعة لقائد قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي وعضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، واعتبر مظهرها "مخالفًا لأخلاق المجتمع اليمني المحافظ".
وقال العديني في منشور على صفحته في فيسبوك، قبل أيام، إنه شاهد "امرأة كاشفة الرأس والساقين والذراعين" في أحد برامج القناة، في إشارة للإعلامية عهد ياسين، معتبرًا المشهد "يغضب الله ولا يرضاه الإسلام"، وأنه "خطوة من خطوات الشيطان"، حد تعبيره.
وطالب طارق صالح بـ"إلزام القناة باحترام ثوابت الشعب اليمني"، مشيرًا إلى أن مثل هذه المشاهد "ليست الطريق لتحرير اليمن من السلاليين".
كما استعاد وقائع قال إنها حدثت في البرلمان اليمني لدى اعتراضه على ظهور مذيعات مكشوفات الرأس في قناة اليمن الرسمية.
من جهتها، قالت عهد ياسين، وهي معدة ومقدمة برامج في قناة الجمهورية، إنها تابعت "حملة منظمة" استهدفتها من قبل "بعض رجال الدين المتشددين وعدد من أعضاء مجلس النواب" بسبب مظهرها أثناء أدائها لعملها.
وأكدت، في بيان لها الثلاثاء، أنها "لن تعتذر ولن تبرر"، وأن اختياراتها الشخصية "ليست ملكًا لأحد ولا تخضع لوصاية دينية أو سياسية".
وأضافت أن التحريض ضدها يندرج ضمن "أنماط متجددة من التطرف الذي شهدت المنطقة أسوأ صوره خلال العقود الماضية".
وقالت إن الخطاب الذي وُجه ضدها "إقصائي ومتطرف"، ويعيد إنتاج ذهنية "كممت النساء وصادرت الحريات في تجارب سابقة"، موضحة أنها ليست في مواجهة مع المجتمع أو القيم، وإنما "في مواجهة مع التطرف ومع من يظنون أن الطريق إلى السلطة يمر عبر إذلال المرأة".
وتعهدت ياسين بأنها "لن تختبئ ولن تقبل الوصاية"، مشيدة بما وصفته بـ"تضامن واسع من يمنيات ويمنيين في مختلف القطاعات".
وقالت إن هذا التضامن "أقوى من أي حملة تحريض"، وإنها ستواصل أداء عملها "بما يمليه الضمير المهني دون أن يتحول مظهرها إلى معركة سياسية أو دينية".
كما أعربت عن شكرها لقيادة وزملاء قناة الجمهورية على "الدعم غير المحدود".
وتأتي الحادثة في ظل نقاشات متكررة في اليمن حول حضور المرأة في الإعلام والفضاء العام، وتداخل الخطاب الديني مع الممارسة المهنية، وسط مشهد سياسي معقد في مناطق النفوذ الحكومي، يقابله مستوى غير مسبوق من انعدام الحريات في مناطق سيطرة الحوثيين.