سلم وفد وساطة قبلية في محافظة المهرة أقصى شرق البلاد، يوم الثلاثاء، خمسة رهائن من أبناء قبيلة آل السليمي إلى السلطات المحلية، في خطوة تهدف إلى احتواء التوترات الناجمة عن مقتل الطفل همام مهيب الجرادي الذي قتل أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.
والطفل همام البالغ من العمر عشرة أعوام من أبناء مديرية وصاب بمحافظة ذمار، وكان برفقة والده الذي يعمل في بيع القات في أحد أسواق المهرة.
وقالت مصادر محلية وقبلية إن عملية التسليم جرت في مدينة الغيضة بحضور عدد من مشايخ ووجهاء المهرة، موضحة أن الرهائن سيبقون قيد الاحتجاز المؤقت حتى تسليم المتهمين الرئيسيين في القضية التي أثارت غضبًا واسعًا في الأوساط القبلية والشعبية.
وأضافت أن لجنة الوساطة، المكونة من مشايخ من قبائل المهرة، قدمت أيضًا بنادق ومبلغ عشرة ملايين ريال يمني كـ"عقيرة" لوجهاء مخيم النكف القبلي، تعبيرًا عن الاحترام للأعراف القبلية واستجابة لجهود التهدئة.
وفي العرف القبلي اليمني، تقدم "العقيرة" والبنادق عادة كبادرة للاعتذار وطلب الصلح بين الأطراف المتنازعة.
وأعلن الشيخ محمد عبدالوهاب معوضة، الوكيل الأول لمحافظة ذمار وأحد وجهاء القضية، خلال اللقاء مع وفد الوساطة، رفع مخيم النكف من مدينة الغيضة، موجهًا بإتمام ترتيبات دفن جثمان الطفل همام بعد أن ظل في ثلاجة مستشفى الغيضة المركزي منذ الحادثة.
كما منح معوضة صلحًا قبليًا لمدة عشرة أيام تعد فترة عزاء، تمهيدًا لاستكمال الإجراءات القانونية وتسليم المتورطين للجهات المختصة، مشيرًا إلى أن جهود الوساطة ستستمر خلال الأيام المقبلة "لضمان تنفيذ الاتفاق وتهدئة الأوضاع بشكل كامل".
وكان عشرات المواطنين قد نظموا على مدى الأسابيع الماضية عدة وقفات احتجاجية أمام مبنى إدارة الأمن في الغيضة للمطالبة بسرعة القبض على المتهمين في مقتل الطفل، الذي توفي مع إصابة ثلاثة من أفراد أسرته بينهم والده في إطلاق نار بمنطقة نشطون.