رئيس الوزراء اليمني لـ”الشرق الأوسط”: استعادة قيمة العملة تتحقق بالأفعال لا بالأقوال
يمن فيوتشر - الشرق الأوسط- ترجمة خاصة الأحد, 28 سبتمبر, 2025 - 01:16 مساءً
رئيس الوزراء اليمني لـ”الشرق الأوسط”: استعادة قيمة العملة تتحقق بالأفعال لا بالأقوال

منذ تعيينه في مايو/أيار، تمكن رئيس وزراء الحكومة اليمنية الشرعية، سالم صالح بن بريك، من تحسين وضع العملة الوطنية وإنقاذها من حافة الانهيار.

فقد استعاد الريال اليمني نحو 30% من قيمته منذ توليه منصبه.

وفي حديث لصحيفة الشرق الأوسط يوم الأحد، قال: “العملة لا تتحسن بالشعارات والأقوال، وإنما عبر اتخاذ قرارات صعبة”.

وأوضح أن نجاحه حتى الآن يعود إلى حزمة من السياسات المالية والنقدية التي انتهجتها الحكومة والبنك المركزي، مشدداً على ضرورة تمكين الحكومة من تنفيذ الإصلاحات بعيداً عن أي تدخلات.

وأضاف أن الغطاء والدعم السياسي اللذين يوفرهما مجلس القيادة الرئاسي يتيحان للحكومة القيام بواجباتها.

 

• الدعم السعودي

أشاد بن بريك بحزمة الدعم السعودي الأخيرة البالغة 1.3 مليار ريال المقدمة عبر برنامج السعودية لتنمية وإعمار اليمن (SDRPY)، مؤكداً أنها جاءت في توقيت “حاسم” لترسيخ الاستقرار المالي والاقتصادي ودعم إصلاحات حكومته.

وأضاف أن هذه الحزمة تبعث برسالة “طمأنة وثقة” للشعب اليمني وكذلك للمجتمعين الإقليمي والدولي، وتمكّن الحكومة من الإيفاء بالتزاماتها وتحسين مستوى الخدمات الأساسية، والمضي قدماً بـ”وتيرة عالية” في تنفيذ الإصلاحات.

وأشار إلى أن الحزمة تمنح الحكومة غطاءً سياسياً واقتصادياً لإدارة اقتصاد يواجه صعوبات كبيرة نتيجة الحرب وتوقف صادرات النفط.

ودعا “الأشقاء والأصدقاء والمنظمات المانحة” إلى اتخاذ مواقف مماثلة لدعم الاقتصاد، حتى تتحول الإصلاحات من مجرد شعارات إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.

وشدد بن بريك على أن موقف السعودية تجاه اليمن “ثابت ويعكس عمق الروابط الأخوية بين البلدين”، لافتاً إلى أن الحزمة الأخيرة تأتي امتداداً لمسار طويل من الدعم الاقتصادي والتنموي والإنساني، ومؤكداً في الوقت نفسه دور المملكة في قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية وجهودها “المخلصة” لإنهاء الحرب وتحقيق السلام.

 

• العلاقات الاستراتيجية

أكد بن بريك أن العلاقات مع المملكة تُعد “نموذجاً للشراكة الاستراتيجية”، موضحاً أنها تتجاوز المساعدات الإنسانية، وترتكز على “روابط أخوية عميقة، وحسن الجوار، والمصير المشترك”.

وأضاف: “استقرار اليمن لا ينفصل عن استقرار السعودية والمنطقة، والعكس صحيح”.

وأشار إلى أن السعودية واليمن يشتركان في حدود برية تمتد لمسافة 1,400 كيلومتر، وأن ثلاثة ملايين يمني يعملون في المملكة، فيما يدرس فيها نحو 200 ألف طالب يمني، معتبراً أن هذه الأرقام تجسد عمق الروابط بين البلدين الجارين.

ووصف التنسيق بين حكومته والمملكة بأنه “ممتاز”، موضحاً أنه يعزز الشراكات السياسية والاقتصادية والتنموية، في إطار الأمن القومي المشترك.

كما قال: “وسط الأزمات الإقليمية والدولية، يظل الدور السعودي محورياً، سواء في دعم القضية الفلسطينية أو في مواجهة الإرهاب والأجندات المزعزعة للاستقرار في المنطقة”.

 

• تحسن العملة

في ما يتعلق بتحسن العملة، أشار رئيس الوزراء إلى عدد من الإجراءات الحكومية، من بينها تشكيل لجنة وطنية لتمويل الواردات، وحظر التعامل بالعملات الأجنبية في السوق المحلية، وضبط الإنفاق العام، وتعزيز الإيرادات.

وأوضح أن هذه الإجراءات، إلى جانب غيرها، أسهمت بشكل كبير في الحد من الطلب على العملات الأجنبية.

وأكد أن تحسن العملة يعكس أن الإصلاح المؤسسي قادر على إحداث فارق حتى في ظل غياب الموارد الرئيسية، في إشارة إلى توقف صادرات النفط التي كانت تمثل 65% من الإيرادات العامة.

وشدد على أن المرحلة الراهنة تتطلب تمكين الحكومة من العمل دون عوائق وبكامل صلاحياتها، إلى جانب الحصول على دعم من الشركاء لتثبيت استقرار العملة.

كما أقرّ بضرورة اتخاذ مزيد من التدابير الهيكلية لضمان استدامة الوضع، داعياً إلى “قرارات استثنائية وجريئة لمواجهة التحديات القائمة”.

 

• الدعم الدولي

قال بن بريك إن دعم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي يُعد أمراً حاسماً لأي جهد سياسي أو إنساني في اليمن، مؤكداً التزام حكومته بالاتفاقيات والقرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 2216 الذي يمثل “خارطة طريق” لإعادة بناء الدولة ونزع سلاح الميليشيات.

 

وأشاد بالدعم الدولي المقدم لليمن، لكنه شدد على الحاجة إلى المزيد من الجهود “للضغط على الحوثيين لوقف جرائمهم المتصاعدة ضد المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، واعتداءاتهم المتكررة على الملاحة البحرية الدولية وحركة الشحن”.

ووصف قرار الإدارة الأميركية إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية بأنه خطوة بالغة الأهمية، داعياً بقية الدول إلى اتخاذ إجراءات مماثلة.

وأضاف: “لم تعد قضيتنا في اليمن أزمة محلية فحسب، بل أصبحت جزءاً من معادلة الأمن الدولي”، وذلك في ضوء الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية.

وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب بأكثر من مجرد إصدار بيانات قلق، بل بات من الضروري اتخاذ خطوات ملموسة تمنح الحكومة أدوات أقوى لاستعادة السيطرة الكاملة على الأراضي اليمنية، بما يضمن الاستقرار على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

لقراءة المادة من موقعها الاصلي:

https://english.aawsat.com/interviews/5191203-yemeni-pm-asharq-al-awsat-currency-improves-through-actions-not-words?amp


التعليقات