اليمن: الجيش الأمريكي يواصل ضرباته اليومية ضد أهداف الحوثي وسط غياب التفاصيل الرسمية
يمن فيوتشر - نيويورك تايمز- ترجمة خاصة الخميس, 27 مارس, 2025 - 10:44 مساءً
اليمن: الجيش الأمريكي يواصل ضرباته اليومية ضد أهداف  الحوثي وسط غياب التفاصيل الرسمية

يشنّ الجيش الأمريكي ضرباتٍ جوية يومية ضد أهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن منذ 15 مارس/ آذار، لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لم تقدّم أي تفاصيل عن هذه الهجمات منذ 17 مارس/ آذار، عندما أعلنت أن أكثر من 30 هدفًا حوثيًا قد تم استهدافها في اليوم الأول.
و تنشر "القيادة المركزية الأمريكية" صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر طائرات مقاتلة تنفذ مهام ضد الحوثيين، وهم جماعة مدعومة من إيران، لكنه رفض الكشف عن عدد الأهداف التي تم قصفها حتى الآن أو تحديد هوية قادة الحوثيين الذين يقول إنه تم القضاء عليهم.
وتتزامن هذه الضربات مع جدل سياسي أثارته مناقشات سرية داخل إدارة الرئيس ترامب، حيث تورط وزير الدفاع (بيت هيغسيث) وعدد من كبار المسؤولين في تسريب تفاصيل حساسة عن العملية المخطط لها في مجموعة دردشة على أحد تطبيقات المراسلة قبل تنفيذها.
وفي يوم الاثنين، كشف (جيفري غولدبرغ)، رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك، أنه أُضيف عن طريق الخطأ إلى هذه المحادثة، مشيرًا إلى أن تسريب تلك التفاصيل كان من الممكن أن يعرّض حياة الطيارين الأمريكيين للخطر.
ورغم ذلك، قلل الرئيس ترامب من أهمية التسريب، مؤكدًا أن "الأمر لم يُلحق أي ضرر، لأن الهجوم كان ناجحًا بشكل لا يُصدق."
لكن التفاصيل حول العملية لا تزال شحيحة.
وقال متحدث باسم القيادة المركزية هذا الأسبوع إن الضربات "دمّرت منشآت للقيادة والسيطرة، وأنظمة دفاع جوي، ومرافق تصنيع أسلحة، ومواقع تخزين أسلحة متطورة."

و قال متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: "رغم أن الحوثيين لا يزالون يحتفظون بقدراتهم العسكرية، إلا إن ذلك يعود بشكل أساسي إلى ما يقرب من 10 سنوات من الدعم الإيراني."
و تستهدف الضربات الجوية والبحرية الضغط على الحوثيين، الذين أدت هجماتهم إلى تعطيل طرق الشحن الدولية في البحر الأحمر لأكثر من عام.
و لم تقُم إدارة الرئيس ترامب بتوضيح سبب اعتقادها بأن حملتها العسكرية الحالية ضد الجماعة -التي تمتلك مصانع أسلحة تحت الأرض- ستنجح، رغم أن جهود إدارة بايدن على مدار العام الماضي لم تنجح في ردع الهجمات الحوثية بشكلٍ فعال.
وقد بدأت الولايات المتحدة هجومها الجديد في 15 مارس/ آذار، مستهدفة مناطق في شمال اليمن تخضع لسيطرة الحوثيين. ومنذ ذلك الحين، تنفّذ طائرات هجومية تابعة للبحرية الأمريكية، انطلاقًا من حاملة الطائرات هاري إس. ترومان في البحر الأحمر، إلى جانب مقاتلات تابعة لسلاح الجو الأمريكي من قواعد في الشرق الأوسط، ضربات يومية ضد أهداف حوثية.
و كانت الضربات الأولية بمثابة بداية لهجوم أمريكي جديد ضد الجماعة المسلحة، ورسالة تحذير لإيران، في وقت يسعى فيه الرئيس ترامب إلى التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.
وقد فوّض الرئيس ترامب القادة العسكريين الإقليميين والمحليين صلاحيات واسعة لاستهداف المواقع الحوثية، ما يتيح لهم تنفيذ الهجمات بسرعة وكفاءة أكبر، وفقًا لما يقوله القادة العسكريون.
و استهدفت الضربات الجوية مناطق سكنية ومبانٍ في قلب العاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن عدد غير محدد من الضحايا المدنيين. ورفضت القيادة المركزية الأمريكية التعليق على التقارير التي تفيد بسقوط قتلى مدنيين نتيجة هذه الغارات.
و في اليوم الأول من الهجوم الجديد، صرّح الرئيس ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً إن الحوثيين "يشنّون حملة لا هوادة فيها من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات الأمريكية وغيرها، بالإضافة إلى المسيّرات."
ثم وجّه ترامب رسالته إلى قادة إيران في طهران، محذّرًا: "إلى إيران: يجب أن يتوقف دعمكم للإرهابيين الحوثيين فورًا! لا تهدّدوا الشعب الأمريكي، أو رئيسهم، الذي حصل على أحد أكبر التفويضات في تاريخ الرئاسة، أو طرق الشحن العالمية. إذا فعلتم، فاحذروا، لأن أمريكا ستحمّلكم المسؤولية الكاملة."
و كانت إدارة بايدن قد نفّذت، بالتعاون مع الجيش البريطاني، عدة ضربات ضد الحوثيين، لكنها فشلت إلى حدّ كبير في استعادة الاستقرار في المنطقة.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن الغارات الجوية على ترسانة الحوثيين -التي تقع أجزاء كبيرة منها في مخابئ تحت الأرض- قد تستمر لعدة أسابيع، مع احتمال تصعيدها وفقًا لردود فعل الجماعة المسلحة. وكانت وكالات الاستخبارات الأمريكية قد واجهت في السابق صعوبات في تحديد مواقع أنظمة أسلحة الحوثيين، والتي يتم تصنيعها في مصانع تحت الأرض وتهريبها من إيران.
و من جانبه، أعرب نائب الأدميرال المتقاعد (كيفن إم. دونيغان)، وهو طيّار سابق لمقاتلات F/A-18 وقائد سابق للقوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، عن دعمه لما وصفه بأنه نهج إدارة ترامب الأكثر شمولية في تفكيك الشبكة الحوثية التي تنفّذ الهجمات على الشحن البحري.
وقال دونيغان في مقابلة هاتفية: "الوقت كفيل بإثبات ما إذا كان هذا النهج الشبكي سيعيد حرية تدفّق التجارة، لكن مقياس النجاح بسيط، إمّا أن تستأنف حركة السفن التجارية عبر البحر الأحمر، أو أن يبقى البحر الأحمر مغلقًا."


التعليقات